يوسف بن طلق العصيمي
أفكار تربوية في معطيات الجفاف السلوكي
عندما تبحث عن السلوك الجاف ومعطياته الحقيقية فإنك لا تجد مبررات مقنعه تمسح آثاره السلبية إلا مبررات في ضعف المنبت والأصل
وهناك من يقابل إحسانك بالإساءة ، والنصيحة بالجحود ، والمودة بالعدواة ، والحب بالجفاء ، وحق الجوار بالجحود والاستهتار ، والزمالة بالهمالة ، فبدلاً من أن يشارك بشعائر عظم الدين وضخامة الإسار الذي طوق عنقه من الأخوة في الله ، فصارت الإساءة طبعه . وسيطرت على فكره النوازع الأنانية والفشخرة ويدعس في تجاهل كل القيم الأخلاقية العظيمة والتي من شأنها تأصيل سلوك الفرد ويقابله بمزيد من الامتنان والشعور بالخجل وردع النفس عن التصرف بشكل جارح وغير لائق لمن صنعوه فإنه لايتورع عن المضي في تصرفاته اللاأخلاقيه دون رقيب أو حسيب أو حتى إحساس بالخطأ مجرد إحساس يحدث هذا كثيراً في حياتنا اليومية .... ومع أناس كثيرين .... مع أشخاص وضعتهم الأقدار في طريقك دون تخطيط مسبق ...... ولكنه قد يحدث في البيت الواحد
بين الزوج وزجته
بين الأب وابنه
بين الأخ وشقيقه
وذلك هو ما يؤلم ... فقد لا يؤلمنا أن نواجه جحود الدنيا ، من أناس عبروا حياتنا أو اقتحموها في وقت من الأوقات ، لكن أن يتجسد الجحود في العلاقة بين الزملاء في عمل واحد ، وبين أصحاب البيت الواحد والمصير الواحد والتكوين الواحد ..فإن ذلك الأمر يدمي القلب ، ويعطل الوجدان عن الإحساس بجمال الأشياء ... بمعنى القيم ، بعظمة الروابط الإنسانية الرفيعة ، فأنت يمكن أن تتوقع الإساءة ممن لايد لك في تربيتهم أو تشكيل سلوكهم أو بناء شخصياتهم
لكن أن تقع الإساءة ممن صنعتهم بدمك ، بعاطفتك ، بعقلك ، بكفاحك ، بتطلعاتك فإن ذلك مؤلم مؤلم مؤلم . والألم الذي نتحدث عنه لا يمكن أن يتوقف نزفه لا بالاعتذار ولا بالردع ولا بالدهشة
وإنما يجب إيقافه بمعالجة أخطائنا بالتعرف على الأسباب الحقيقية في انفجار البسطاء في وجوه من يصنعون غدهم دون حياء فربما كان الحب والمبالغة في الحب والتمادي في تلبية كل الرغبات سبباً في فقدان الإحساس لدى الآخر بقيمة عواطفنا فعلينا أن نتحمل المسئولية كل المسئولية لما بدر منهم