ملوك الدنيا والآخرة
أبو العاص بن الربيع
هو أبو العاص لقيط بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي العبشمي، صهر الرسول صلى الله عليه وسلم على ابنته زينب كبرى بناته، وهو ابن هالة بنت خويلد أخت خديجة، تأخر إسلامه، وطلب منه المشركون أن يطلق زينب، وألحوا عليه فأبى، فشكر له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أسر يوم بدر فأطلقه النبي صلى الله عليه وسلم، على أن يبعث إليه بزينب إلى المدينه، فأرسلها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''حدثني فصدقني ووعدني فوفي لي '' ، تعرض المسلمون يقودهم زيد بن حارثة في سرية لعير يقودها العاص، فأخذوها وأسروا من فيها وفر العاص، ودخل المدينه سرا واستجار بزينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم فأجارته، وأعلنت ذلك في المسجد، وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه جاء يطلب ماله، فخير الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين فاختاروا أن يردوا إليه ماله، فعاد بالمال إلى قريش، ووزع الأموال على أصحابها، ثم أعلن إسلامه، وقال: والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا أني آكل أموالكم، ثم قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنكاح جديد، وكان إسلامه قبيل الفتح، ماتت زينب رضى الله عنها وهي عنده ومات أبو العاص سنة اثنتى عشرة.