فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
هي سيدة نساء العالمين إلا مريم ابنة عمران، أمها خديجة بنت خويلد، زوجها النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب بعد غزوة أحد، وكان سنها حين تزوجت خمس عشرة سنة وعدة أشهر، وانقطع نسل النبي صلى الله عليه وسلم إلا منها رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك '' ، وكان بعض الصحابة قد خطبوا فاطمة فلم يجبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأراد علي خطبتها فذهب للنبي صلى الله عليه وسلم وجلس بين يديه ولم يستطع أن يفاتحه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ''لعلك جئت تخطب فاطمة '' قال نعم، وقال: وهل عندك من شئ تستحلها به، قال: لا والله يا رسول الله. فقال: ''ما فعلت بالدرع التي سلحتكها '' فقال: عندي، قال: ''فابعث بها قد زوجتك '' . فكانت تلك الدرع مهر فاطمة. وفاطمة أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويغار لها، فلما أراد علي أن يتزوج عليها امرأة غيرها، أبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له وقال: ''إنها بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها '' . ولما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه فاطمة، فأدناها منه وأسر إليها بشيء فبكت، ثم أسر إليها بشيء فضحكت، فسألتها عائشة فقالت: ما كنت لأفشي سرا لرسول الله صلى الله عليه وسلمن فلما قبض أخبرتها أنه في المرة الأولى أخبرها أنه مقبوض في مرضه هذا فبكت، فأخبرها أنها أول أهل بيته لحوقا به فضحكت، وسئلت عائشة رضي الله عنها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فاطمة، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حزنت فاطمة حزنا شديدا، ثم كانت أول أهل بيته لحوقا به، فماتت بعده بستة أشهر وقيل أقل، وغسلها علي وأسماء بنت عميس، وصلى عليها علي، وكان عمرها حين توفيت تسعا وعشرين أو ثلاثين سنة رضي الله عنها.