عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-15-2011
الصورة الرمزية أبو خولة
 
أبو خولة
ذهبي مشارك

  أبو خولة غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 5550
تـاريخ التسجيـل : 25-02-2010
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,467
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 1101
قوة التـرشيــــح : أبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادةأبو خولة تميز فوق العادة
افتراضي لماذا نحب يا شباب؟!!

لماذا نحب يا شباب؟!! لماذا نحب يا شباب؟!! لماذا نحب يا شباب؟!! لماذا نحب يا شباب؟!! لماذا نحب يا شباب؟!!




لماذا نحب يا شباب؟
الجمعة 15 يوليو 2011




محمد السيد عبد الرازق
لا أعرف ما الذي حدث لي، منذ أن وقعت عيناي عليها؛ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، صار نومي يقظتي، وصارت يقظتي نومي، أصبحت أرى الدنيا من منظارها، أراها في كل مشهد يحيط بي، وأسمع صوتها في كل همسة تلفني، أصبحت لا أستطيع العيش بدونها:
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها، وينبت في أطرافها الورق الخضر، فهل هذا هو الحب؟ وهل هذا ما يسمونه العشق والهيام؟
وقد صار سماع صوتها قبل النوم لا يعدله عندي شيء، والاستيقاظ على همساتها في الصباح هو قمة السعادة والتفاؤل.
فلقد نحل جسدي واصفر لوني، وتأخرت في دراستي، وصرت لا أتمنى شيئًا في هذه الدنيا إلا رضاها، نظرة منها تكفيني، وهمسة منها تحييني.
ولا أرى الحياة بدونها، ولا أستطيع التوقف عن التفكير فيها، ولا أعرف نهاية هذا العذاب، فهل من مخرج ومفر مما وقعت فيه؟
واقع أليم:
زفرات وآهات وآلام تلك التي تملأ قلوب الشباب في عالمنا العربي والإسلامي، ممن وقعوا في أسر الحب وقيدوا أنفسهم بقيود العشق والهيام، تتقلب مشاعرهم بين الرضا والسخط، والسعادة والكآبة، والحزن والفرح، والاستبشار والتشاؤم، كل ذلك تبعًا لحال محبوبهم.
فما في الأرض أشقى مـن محب
وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيًا في كل حال
مخافة فرقة أو لاشـتياق
فيبكي إن نأوا شوقًا إليهم
ويبكي إن دنوا خوف الفراق
فتذرف عينه عند التلاقي
وتذرف عينه عـند الفراق
لماذا نحب؟
سؤال طالما داعب مخيلة الشباب والفتيات.
ما سر تلك العاطفة التي تتدفق داخلي في مرحلة الشباب؟
ما سر تلك المشاعر الملتهبة التي تغمر كياني بين الحين والحين؟
ما سبب الميل الذي يحدث بين الشباب والفتيات في سن المراهقة تحديدًا، والعلاقات الغرامية والمكالمات الهاتفية، وغيرها وغيرها؟
والإجابة على هذا التساؤل أيها الحبيب تضيء لنا نورًا يوضح لنا هذا الدافع الفطري الذي وضعه الله فينا لحكمة يعلمها سبحانه، ومن ثَم يتضح لنا عمق النظرة الوسطية الإسلامية للدوافع البشـرية، وأنه ما أتى ليكبتها ويحبسها في عقالها.
حاجة فطرية:
(يحتاج الإنسان إلى أن يحبه الآخرون، وأن يحب الآخرين، وهو يشعر بالسعادة حينما يقترب من يحبه وحينما يشكو إليه ويحنو عليه، وهو يريد أن يشعر بحب الله له، كما يريد أن يشعر بحب الناس، ودائمًا ما يفكر كيف يستطيع أن يصل إلى حب الآخرين؟ وكيف يكون مقبولًا لديهم؟ ولا يتحقق إشباع هذه الحاجة إلا في وسط اجتماعي يسوده الود والحب) [أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، د.شحاتة محروس طه، ص(26)، بتصرف يسير].
فشعورك بالحب أخي الشاب وميلك للجنس الآخر شعور فطري غريزي وضعه الله تعالى فيك.
فالمراهق في هذه المرحلة بفطرته (يميل إلى الجنس الآخر، ويؤثر هذا الميل على نمط سلوكه ونشاطه، ويحاول أن يجذب انتباه الجنس الآخر بطرق مختلفة) [النمو النفسي للطفل والمراهق وأسس الصحة النفسية، د.محمد مصطفى زيدان، ص(160)].
تطور طبيعي:
انفعالات المراهق تنمو وتتطور في هذه المرحلة عن الطفولة، فينمو عنده ما يملكه الكبار من أنواع الانفعالات، ويدرك ما يدركه الكبار من الاستثارة العاطفية والشعورية.
(ولكن المراهق تنقصه الخبرة والتجربة، ويستولي عليه التغيير السريع المتتابع، ولهذا فإنه لا يستقر في انفعالاته ولا يكون واقعيًّا في التعبير عنها.
وهو إذا أحب أسرف وبالغ وتعلق بمن يحب، ويهيم به ويضحي من أجله، يملك عليه لبه ويستولي على حاله ومخيلته، وهو حديثه وشغله الشاغل، وهذا هو سر شيوع الحب والغرام في سن المراهقة) [المراهقون، دراسة نفسية إسلامية، عبد العزيز النغيمشي، ص(24-25)، بتصرف].
أحلام اليقظة:
ومن ثَم تكثر في تلك المرحلة ما يُسمى بأحلام اليقظة والتي يغرق فيها الكثير من الشباب والفتيات ـ وخاصة الفتيات ـ وفيها يحلم الشاب بفتاة أحلامه الكاملة الأوصاف.
وتحلم فيها الفتاة بفارس أحلامها الذي يأتي ليأخذها على حصان أبيض ليخلصها من واقعها، (وأحلام المراهق غالبًا ما يكون محتواها جنسـي عاطفي، فيه من الخيال والرومانسية الكثير كنوع من التعبير عن الطاقة الجامحة التي تكمن في داخله، والتي هي أساس من أسس مرحلة المراهقة؛ نظرًا لطبيعة النمو الجسدي والجنسي الهائل الذي يحدث بفعل الغدد والهرمونات في هذا السن.
وكثيرًا ما يحاول المراهق أن يشبع هذه الغريزة ببعض الخيالات وأن يغذيها بالأوهام والأحلام الوردية الجميلة، فقد تحلم الفتاة بأنها تعيش مع فتى أحلامها الذي يتمتع بكل الصفات والأخلاق التي تتمناها وذلك في عش الزوجية بما فيه من رفاهية ونعيم، ويتحقق فيه كل ألوان الراحة والاستقرار وتنعم فيه بالحب والصفاء) [المراهقات والطب النفسي، د.يسري عبد المحسن، ص(163)].
(ومن الأسئلة التي ترواد الشباب دائمًا في هذه المرحلة أسئلة مثل: من أنا؟ ولمن أنتمي؟ وما هي القيم التي أؤمن بها؟ وما قيمتي لنفسي والآخرين؟ ويلجأ الشباب للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها إلى الخيال؛ لذا نجد أن مرحلة الشباب تتميز بأحلام اليقظة والتي تستغرق ساعات في بعض الأحيان، ويحلم الفتى بالمستقبل والقوة والمال، كما يفكر في النواحي الجنسية والحب والزواج) [الطفولة والمراهقة، د.سعد جلال، ص(251)].
زُيِّن للناس:
إذًا فميلك للجنس الآخر أمر فطري، وشعورك بهذه المشاعر والأحاسيس أمر لا دخل لك فيه، وبهذا أخبرنا ربنا تبارك وتعالى حين تكلم عن العلاقة بين الرجال والنساء، وكيف أن الميل بينهما وحب كل منهما للآخر من الأمور التي خلقها الله فينا.
يقول تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب} [آل عمران: ١٤].
(فهي شهوات مستحبة مستلذة؛ وليست مستقذرة ولا كريهة، والتعبير لا يدعو إلى استقذارها وكراهيتها؛ إنما يدعو فقط إلى معرفة طبيعتها وبواعثها، ووضعها في مكانها لا تتعداه.
ولا تطغى على ما هو أكرم في الحياة وأعلى، والتطلع إلى آفاق أخرى بعد أخذ الضروري من تلك "الشهوات" في غير استغراق ولا إغراق، وهنا يمتاز الإسلام بمراعاته للفطرة البشرية وقبولها بواقعها، ومحاولة تهذيبها ورفعها، لا كبتها وقمعها) [في ظلال القرآن، سيد قطب، (1/343)].
ومن ثَم لا تعجب من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (حبب إلي النساء والطيب وجُعلت قرة عيني في الصلاة) [صححه الألباني في صحيح سنن النسائي، (3940)]. فها هو خير البشر وأطهرهم صلوات ربي وسلامه عليه يقر بهذا الميل الفطري الغريزي ولكنه يوضح أن هناك غاية كبرى وأمورًا أكثر أهمية تشغله وتطغى على كل حب في قلبه ألا وهي صلته بربه وعلاقته به سبحانه.
إذًا فالعلاقة بين الرجل والمرأة علاقة جزء قد انفصل عن كلٍّ، لذلك كان هذا الحنين السرمدي بين الذكر والأنثى، حنين الاندماج والذوبان، من وراء ذلك حكمة ربانية جلية، حيث بمقتضى ذلك الحنين يكون التزاوج الذي يحقق للبشرية صفة الاستمرار وبقاء النسل.
فأصل العاطفة موجود فيك أخي الحبيب والمشكلة ليست في ذلك، ولكن المشكلة الحقيقية نبعت من عدة ظروف وأسباب حولت تلك العاطفة والفطرة النقية إلى وهم كبير يسيطر على مخيلة الكثير من الشباب والفتيات، وجعلتهم يولعون بالحب والعشق.
الحب الحقيقي:
إذا أردت أن تعرف الحب الحقيقي أخي الشاب، فاسمع معي إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم،فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل، فقال إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول إن الله تعالى يحب فلانًا، فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول إني أبغض فلانًا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض) [رواه مسلم].
فحقًا والله إنها لسعادة وفرحة (لا تقوم لها الدنيا وما فيها، إنه العبد المحبوب المُعان الموفق من ربه، فلا يسمع ولا يبصر ولا يبطش ولا يسعى إلا في مرضاة الله تعالى، إن حزبه أمر فسأل الله فيه أعطاه وكفاه، وإن هدده ضر أو نزلت به مصيبة فلجأ إلى الله، أعاذه ربه وحماه، حتى تصل عناية الله به أن يرعى خاطره، فيكره جل وعلا كل ما سيوء عبده ووليه، فيا لها من كرامة, ويا له من نعيم) [حياة النور، فريد مناع، ص(119)].
ماذا بعد الكلام؟
ـ اعلم أخي الشاب أن ميلك إلى الجنس الآخر هو ميل فطري، فالله تبارك وتعالى خلقنا على تلك الفطرة القويمة.
ـ ليس معنى أنك تميل إلى الجنس أن تنحرف وتعصي الله تبارك وتعالى.
ـ عليك أن تتمسك بحب الله تبارك وتعالى، لأنك إذا أحببت الله تبارك وتعالى وأطاعته سبحانه، أحبك، وحبب خلقه فيك.
المصادر:
· حياة النور، فريد مناع.
· في ظلال القرآن، سيد قطب.
· أبناؤنا في مرحلة البلوغ وما بعدها، د.شحاتة محروس طه.
· المراهقون، دراسة نفسية إسلامية، عبد العزيز النغيمشي.
· النمو النفسي للطفل والمراهق وأسس الصحة النفسية، د.محمد مصطفى زيدان.
توقيع » أبو خولة


(ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي
وأن أعمل صالحأً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك
وإني من المسلمين)
رد مع اقتباس