أقتباس: هناك على طرف من باحة الدار تقبع مسنة , قد كمرت نارها في المنقل بوعاء نحاسي عتيق تعرجمت أطرافه وصخم قعره ولم يعد ذا فائدة مرجوة منه الا في هذا الشأن ! و قبل هذا كله اعتنت بمجرفتها وحكها بالملقاط إزاء ما علق بها من عجين ! ورشها بالماء ثم تجفيفها بالرماد .
ولجت بيتها تحمل بقشتها التي حوت الشراغيف , والقطايف الرقيقة , قبيل الأذان بدقائق معدودة .
.
.
لله درك كاتبنا القدير المقدار وبارك فيك والله لأن الآهات تتوجع حين خروجها.. لقد ألهبت الفؤاد شوقاًوحنيناً وأسلت محاجرالعين أدمعا بهذا الموضوع, إننا لم نبكي على سرد هذه الذكريات الجميلة فحسب، بقدر بكائنا على ألم فراق تلك (المسنة) وهي الأم الحنون التي قد أخذت مكانها مسبقاً في طرف فناء المنزل العتيق تصالي وتصطلي بنيران ذلك المنقل العتيق حتى أحمر وجهها من شدة حرارته!! بل سخرت جهدها وجل وقتها من أجل إعداد عدد من أقراص الشراغيف والقطايف لتقدمها لنا ساخنة طريه مع وجبة الإفطار لنسد بها رمقنا بعد يوم شاق حافل بالجهد والكد والتعب، وبمناسبة هذا الموضوع الجيد وبركات هذا الشهر الكريم أجدها فرصة طيبة لأن ندعوا لوالدينا الأحياء منهم والأموات بالرحمة والمغفرة .
(( اللهم آنس وحشتهم وأرحم غربتهم وتجاوز عن سيئاتهم وتقبل اللهم حسناتهم.. أسألك اللهم ربي أن ترحم جميع موتى المسلمين وتجعل قبورهم روضة من رياض الجنة)) اللهم أغفر لأمي وأرحمها رحمة واسعة " اللهم آمين ".