المدارس والتقنية الحديثة..!
عبدالرحمن بن محمد المنصور
تشكّل التقنية الحديثة في وقتنا الحاضر عصب الحياة العملية وأحد أهم أساسياتها، لذا من الواجب استغلال تلك التقنية في كل فنون الحياة ومناحيها، خاصة وأن طلاب المدارس قد تفوقوا بمراحل على من يكبرونهم سناً في الاستفادة، واستخدام تلك الوسائل، حسب ميولهم وأهوائهم وتفكيرهم، أما المدارس فلا تزال لم توظف تلك التقنية كما يجب، ولا تزال تعتمد في الاتصال والتواصل مع الآباء وأولياء الأمور على الأوراق المكتوبة، ولم توظف البريد الالكتروني والرسائل النصية وغيرها من منتجات التقنية المتطورة كما يجب، وتلك ستحسن من بيئة المدرسة وستجعل العلاقة بين البيت والمدرسة أقوى وأفضل مما هي عليه اليوم، ومع الأسف أصبح الخوف من تلك التقنية هو المحرك الأساس في طريقة التعامل مع الأبناء والمعلمين مع تلاميذهم، وأوجدت فجوة يجب أن تُردم بما هو مفيد، وبكل وسيلة تخدم ولا تهدم، أما أن يكون عملنا بدائياً وبأساليب لا تزال بعيدة كل البعد عن الثورة التكنولوجية وعن العالم فهذا سيجعلنا تقنياً نسير في نفس الدائرة، لذا من الضروري التعاطي مع كل الوسائل الحديثة من خلال المدارس، لأن الطلاب والطالبات أصبحوا مستخدمين لهذه التقنية ومبدعين في التعامل معها، وفي المقابل تجد بعض تلك المدارس لا تزال ترسل الخطابات اليدوية، وتعتمد على التواصل الشفوي فقط، لذا فمن حق كل طالب أو طالبة أو ولي أمر أن يكون لابنه رقم مدرسي خاص شبيه بالرقم الجامعي يمكن لولي الأمر الدخول عليه ومعرفة وضع ابنه أو ابنته الدراسي، والاطلاع على البرامج المدرسية، والجدول اليومي، وكل تغيير قد يحدث أو يطرأ، ونجعل من تلك التقنية التي قد نرى أن الطالب قد يُضيع الوقت بسببها دافعاً للتعامل الحقيقي معها والاستفادة منها ومن خدماتها المتميزة..
نتمنى من المدرسة والمعلمين جعل التقنية جزءاً من اليوم الدراسي، لأنها أضحت ضرورة من ضرورات الحياة، ووسيلة الاتصال بالعالم، وولي الأمر ليس لديه الوقت الكافي لزيارة المدرسة بشكل مستمر، أو الاتصال والمتابعة مع كافة المعلمين، ولكن عندما توجد آلية في التواصل سيكون بمقدور الأب والأم معرفة أدق التفاصيل عن سير ابنهما الدراسي ومعرفة نقاط الضعف والقوة وغيرهما، وبالتالي تسهل عملية الرقابة وتزداد فرصة التعاون البناء بين البيت والمدرسة، لذا من الضروري مواكبة العالم في هذا الأمر وغيره . ولعل المدارس والمراحل الأولى منها تحديداً هي البيئة المناسبة لتعليم الطلاب كيفية التعامل معها وتدريبهم وتحفيزهم على التواصل المفيد من خلال التوجيه والتعليم، وهما ما يحتاجه أي طالب في بداية مراحل التعليم، فمتى يستطيع أولياء الأمور الاستفادة من هذه التقنية؟!