الصحة المدرسية.. و 25 عاما من الجمود
يكتبها - محمد الحيدر
قرأت تصريحاً لمدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم الدكتور سليمان الشهري ، يقر فيه أن دور الصحة المدرسية لازال من دون المأمول في تغطية كل المدارس خصوصاً في ظل نقص القوى البشرية من الطاقم الطبي، وقال انه لم يستحدث للصحة المدرسية أي وظائف طبية منذ أكثر من خمس وعشرين سنة، رغم الزيادة المضطردة في أعداد الطلاب والطالبات, ولذا لجأت إلى إيجاد بدائل مؤقتة لسد جزء من هذا النقص، من خلال برنامج المرشد الصحي، لتنفيذ برامج الصحة المدرسية، والتعامل مع بعض المشاكل الصحية الطارئة لحين وصول الفريق الصحي المتخصص.
إن الحلول المؤقتة في مجال الصحة المدرسية أمر خطير يجب تداركه لارتباطه بصحة فئة تمثل شريحة عريضة ومهمة من الشعب وهي فئة طلاب وطالبات التعليم العام وخاصة المرحلة الابتدائية والتي عادة ما تمثل انطلاقة الطالب أو الطالبة نحو التعليم والصحة السليمة ، كل ما على وزارة التربية والتعليم البحث عن حلول جذرية وعاجلة للفك الجمود والحفاظ على صحة وسلامة الطلاب سواء بتحويل تبعية الوحدات الصحية المدرسية إلى وزارة الصحة إذا في هذه الخطوة جوانب ايجابية تعمل على إصلاح ما هو قائم أو تعيين ما تحتاجه من كوادر صحية وفنية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والتي على ما يبدوا لم تتفهم بعد حجم الدور الذي تقوم به الصحة المدرسية , وخصوصاً في وقت تؤكد فيه الإحصائيات الرسمية ازدياد السلوكيات الغذائية الخاطئة وحوادث الطلاب والحالات الطارئة أثناء اليوم الدراسي سواء كانت مرورية أو بسبب ظروف طبيعية كالأتربة والأمطار والحرارة وغيرها من الظروف المناخية إضافة إلى ما يصيبهم من عارض صحي.
وإذا نظرنا إلى ( المرشد الصحي ) الذي لجأت إليه الوزارة كحل من خلال تدريب الكوادر التربية للقيام بدور الكادر الصحي فإن هذا سيكون خصماً على العملية التعليمية والتربوية حيث يرتبط هذا المرشد بعمل يومي لتغطية المنهج الذي يقوم بتدريسه.
سمعت عن عدم رضى بعض المعلمين وأولياء الأمور من ما يقدم في المقاصف المدرسية من وجبات وصفوها بأنها بعيدة كل البعد عن القيمة الغذائية المهمة لاحتياجات الطالب وأنها ما هي إلا وجبات خاوية وهشه تزيد من سوء السلوك الغذائي لدى الطالب, وأنها ما زالت تلك الوجبات دون المأمول .. ما يقدم من مأكولات يجب أن يقيم بصفة مستمرة للوصول للهدف المنشود وجعل المدرسة بيتا آمنا للطالب يركز فيها على القيم الغذائية المطلوبة..
رأيت مجموعة من الطلاب يقفون جماعات أمام بوابة إحدى المدارس ينتظرون أولياء أمورهم أو من يوصلهم لمنازلهم وهم يتناولون بعض المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والبعض الآخر يتعاطى الدخان كما يتناول البعض منهم الحلوى بشراهة متناهية، وكل هذه السلوكيات الغذائية تضر بالصحة مما يؤكد أن الصحة المدرسية ينتظر منها الكثير لتصحيح هذه السلوكيات الغذائية الخاطئة والحفاظ على صحة هؤلاء الطلاب.