صحيفة التعليم الإليكترونية - تتوجه صحيفة التعليم الإلكترونية بالتحية والشكر لكافة المعلمين والمعلمات في يومهم العالمي . أمة العلم والهدى المعلمين والمعلمات هم شموع تضيء للأمة طريق المجد والتقدم،هم شموع تمحى بها ظلمات الجهل والتخلف عن الأمة، المعلمون والمعلمات هم اخطر فئة في المجتمع لأن عقول ونفسيات أبناء وبنات الأمة بين أيديهم يشكلونها كما يرون .
وصحيفة التعليم الإلكتروني اذ تنتهز هذه الفرصه في هذه المناسبة بالتوجه الى سمو وزير التربية والتعليم بان : يعيدوا للمعلمين هيبتهم قبل أن يصبحوا كالأستاذ )الملواني) مدرس المشاغبين المهزوز الذي نصبه التلاميذ زعيماً للهنود الحمر بعد أن خلعوا ملابسه . أعيدوا للمعلم هيبته كي يعود للعلم مهابته.. وللمدرسة احترامها وقيمتها ودورها التنويري في المجتمع.
أن انحدار مكانة المعلم الوظيفية والاجتماعية والعلمية إلى أدنى معدلاتها، وتضاؤل هيبته إلى مستوى غير مسبوق، هي بالفعل من أهم أسباب تدهور مستوى كثير من الطلاب علميا وخلقياً.. وهذا أمر مشاهد ومنطقيّ.. فلا يمكن تصور إمكانية الحصول على مُخرج تعليمي جيد من خلال معلمٍ محبطٍ مخذول؛ لم يعد يشعر بالنصرة ولا بالأمان ولا بالرضا الوظيفي.. معلم لم يعد يخشى أن تتعرض سيارته أو ممتلكاته الخاصة للتكسير فحسب.. بل أصبح يخشى حتى على عظام جمجمته من التكسير والتهشيم!.
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه.. فليس من العدل ولا من المنطق أن نطالب المعلم المكبّل بالأنظمة والتعاميم الوزارية التي سلبته كل صلاحياته؛ وجردته من أبسط أدوات الإصلاح والتهذيب التي يحتاجها أن يكون إيجابياً ومنتجاً.. وليس من العدل أيضاً مطالبته بأداء رسالته العظيمة بتعليم وتربية وتقويم سلوكيات الطلاب وهو يرزح تحت تلك الأنظمة التي خذلته بنفس القدر الذي شجعت فيه الجميع على التطاول عليه!
لم يعد التساؤل عمن أضاع هيبة المعلم أمراً مهماً ولا مجدياً.. الأهم الآن العمل بسرعة على انتشاله من هذه الحال البائسة التي لا يستطيع معها أن يمارس أبسط مهامه وأدواره التعليمية والتربوية.. فالمعلم الذي هو أساس العملية التعليمية إن لم يُمكّن من أدواته وتُهيأ له كل الأجواء المناسبة فلا جدوى من خططنا التطويرية.. هذه الحقيقة أدركتها سنغافورة مبكراً فأعادت للمعلمين هيبتهم، ومنحتهم من الصلاحيات والحوافز ما جعلهم ينافسون كبار موظفي الدولة قدراً ومكانة، فحصلت على نتيجة سريعة حيث حققت قفزات تنموية هائلة شهد لها العالم كله بعد أن أصبح نظامها التعليمي واحداً من أكثر الأنظمة التعليمية تطوراً في العالم!
وصحيفة التعليم اذ تتمنى من جميع المعلمين والمعلمات بإضافة توقعيهم على هذه الحملة لإيصال الصوت إلى وزارتنا الموقرة وان يحقق الهدف المنشود .