بعدي عليك أنت كذلك يامراسل ثقيف، بعدي على هذه الجرأة وطرقك لهذا الباب الواسع الشاسع بالغ الحساسية والأهمية ولا أستبعد أن يصيبك من وراءه ما أصاب كبيرات السن بحائل من ردة فعل قوية صادرة من قِبل فتياتهن ونظرات الحنق والاستغراب التي رُسمت على وجوههن على تلك النسوة الكبيرات والاتهام لهن بالتخلف والرجعية!!
وما ذلك كله إلا بسبب حضرهن لاستخدام أجهزة البلاك بيري والأيفون أثناء جلستهن وجمعتهن الأسبوعية!!
حقاً .. والله لأنه أمر محزن يدعو للعجب والاستغراب معاً!! فتجد هناك الكثير من شباب وفتيات هذا المجتمع وقد أنصب كل اهتمامهم بهذا النوع من هذه الهواتف كالبلاك بيري والآيفون والآي باد وغيرها من الأنواع الأخرى، فتجد أعينهم وهي زائغة في كل وقت وحين أمام شاشات تلك الأجهزة الصغيرة ولربما أصابها من الضرر ما أصابها جراء الجلوس لفترات طويلة أمام هذه الأجهزة اللعينة، بل تجاوز ضررها أيضا على المحيطين المجالسين لحملة هذه الأجهزة، لقد اتسعت الهوة وزادت الفجوة ولم نعد نرى هناك أي تقدير أو احترام لكبار السن ومن هم بجوارهم حتى وإن كانوا آباء أو أمهات مثلاً، ولا احترام أيضاً لخصوصية المكان الذي هم فيه كالمساجد أو المدارس أو حتى المستشفيات كما ذكر أخيك أيها المراسل !!
بل وصل التعلق بهذه الأجهزة من قبل فئة عمرية محددة إلى حد (الهوس) وأصبحت هي المسيطر على كل أفعالهم وحركاتهم وتصرفاتهم مما أدى ذلك إلى البعد الاجتماعي والعاطفي والانعزال التام عنالناس وحتى في محيط الأسرة الواحدة أيضاً، هذا خلاف أضرارها الصحية المحدقة والتي ستثبت الأيام القادمة ما هيتها؟؟ .
تعلم مراسلنا ويعلم الجميع إن غياب النصح والتوجيه والإرشاد سواء أكان من الأسرة أو المدرسة وسماح الأبوين لأبنائهم باقتناء مثل هذه الأجهزة في سن المراهقة له عواقبه الوخيمة على ألأبناء والوصول بهم لأمور لا تُحمد عقباها، كون الشاب أو الفتاة في ذلك العمر ومحاكاة لمن هم في مثل سنة ممن فُلت لهم الحبل على الغارب!
لا يجدأمامه طريق غير الانسياق طوعاً أو كُرهاً لهذه الظواهر الزائفة دون تفكير أو إدراك منهم بالمخاطر المحدقة التي قد تنشأ من إعطائهم الحرية المطلقة في استخدام واقتناء مثل هذه الأجهزة،
ولا تستغرب مني في الختام أن أخبرك بأن طريقة استخدامأجهزة الاتصال عند ربعنا بني يعرب (كالآي فون.. والبلا بيري) هي طريقة خاطئة تماماً خلاف الطريقة التي يستخدمها الغرب وصُنعت من أجله.
تقبل تحياتي،،