اعترافه بضعف دوره يؤكد الخلل المشرف التربوي جزء من المشكلة وجزء من الحل
محمد بن إبراهيم فايع
عكاظ : الاثنين 17-01-1433هـ العدد : 3830
وصف مدير التعليم في منطقة عسير في تصريحات صحفية الإشراف التربوي بالمعوق للتعليم، وأنه جزء من المشكلة، ونشر ذلك في الصحف، وأنا (أتفق) معه في جزئية، وأختلف معه في أخرى، أتفق معه أن وضع الإشراف التربوي لا يسر أحدا، وأنه لم يحقق طموحات المسؤولين في الوزارة، ولا في إدارات التعليم، بل حتى (المشرف التربوي نفسه لو سئل عن واقع الإشراف، لذكر بكل تجرد أنه لم يحقق فيه أدنى طموحاته في الميدان) وليس راضيا عما يقدم لأسباب عديدة، منها قلة تبادل زيارات المشرفين، قلة الدورات التخصصية لرفع خبراته، ضعف حوافزه، دخول الإشراف من لا يستحق وأسباب ميدانية أخرى، و(اختلف) مع مدير التعليم، حين نظر بنصف عين، فلم ير في الإشراف إلا أنه جزء من المشكلة، ونسي بأنه كان جزءا من الحل في مواقف وقضايا تربوية كثيرة، وهو الجهاز الذي واكب مسيرة التعليم منذ البداية، وتطور عبر مراحله من مرحلة (التفتيش مرورا بمرحلة التوجيه، وصولا إلى مرحلة الإشراف التربوي) وهي المرحلة التي عمل من خلالها المشرف بمبدأ الشراكة مع عناصر المدرسة، ولعب أدوارا كبيرة في مسيرة العمل التربوي، لكن بودي تذكير المدير العام بدون مجاملة، بأن وضع الإشراف ما هو إلا (انعكاس) لحال وزارة التربية والتعليم، ووضع إداراتها التعليمية، وما تعيشه من أزمة في الفكر الإداري وتوهان في بحر المشروعات الفردية وتخبط في تطبيق التجارب التربوية، فيما المشرف التربوي يمارس مهامه في مدارس مستأجرة تفتقر للبيئة المدرسية، ومبان حكومية تقادم العهد عليها، لا تعينه على تنفيذ مناشطه وبرامجه ولا تستوعب أفكاره فيصرف جهوده نحو ممارسات بعيدة عن مهامه، ويندفع في مواقف كثيرة نحو علاقات مأزومة مع بعض عناصر الميدان، وتنسى القيادات أن للمشرف كبشر متطلبات نفسية ومهنية، كما لبقية عناصر المدرسة.