مثلث برمودا.. بين وزارتَيْ المدنية والتعليم!!
أخبرك - عزيزي القارئ - مقدمًا بأن هذه المقالة ليست خيال كاتب، ولا مقدمة لفيلم تراجيدي أو رواية مأساوية، وإنما واقع مؤلم لفئة من "نساء" هذا المجتمع، اللواتي قطعن رحلة السير في طريق المرايا العاكسة، التي أشبه ما تكون بلعبة المتاهة!
وحتى يكون الوصف أبلغ والحديث أكثر دقة فإني سأتكلم عن مثلث برمودا الأسطوري الشهير، مجهول المحيط، الذي تحيطه الحيرة بأضلاع تُنسب للشيطان مجازًا. ومن عجائب هذه السنة الميلادية أن ينتقل مثلث برمودا وأضلاعه؛ ليكون بين وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم، صانعًا أكبر إجابة عنوانها: "لا نعلم".. "الأمر لديهم"، "سنخبركم".
* أول أضلاع هذا المثلث هو وزارة الخدمة المدنية، عندما أعلنت أسماء المعلمات المرشحات تزامنًا مع الأوامر الملكية الكريمة بتوظيف كل عاطل؛ لتشق طريق التوظيف بسلاسة تامة؛ فتدعوهن لمطابقة الأوراق، ومن ثم قبولها، ورسم الابتسامة على وجه كل معلِّمة بهذا الإشعار المفرح، حتى حين الاستدعاء للمقابلة. وتكمن المشكلة هنا في عدم استدعائهن!!
* ثاني أضلاع هذا المثلث ترسمه وزارة التربية والتعليم عندما أعلنت أسماء "الموجهات"، وتناست العديد من أسماء المعلِّمات اللواتي أكملن أوراقهن وإجراءات المطابقة، لكنهن ظللن مرشحات، وأُضيف إلى ذلك أنهن "منسيات" إما قصدًا أو سهوًا. وهنا تزداد المشكلة تعقيدًا.
* ثالث أضلاعه ترسمه خطوات المواطنات الكريمات، التي لم تتوقف؛ بهدف التساؤل والتواصل عن سبب هذا النسيان الغريب؛ لعلهن يجدن سببًا يطفئ نار الحيرة؛ فاستمررن وذووهن بالتردد بين الوزارتين في رحلة البحث عن السر الذي يكمن خلف هذا التيه المشهود.. لكن النتيجة "لا شيء"!
* يرتفع الصوت المبحوح القنوع، الذي لم يعد يرتجي تعويضًا يعيد كرامة النفس المصدومة، ولا عزاءً يُنسي ألم التصرفات المجهولة المصدر، بأن يكون لهن الأولوية في الوظائف القادمة؛ بحكم أنهن أنهين معظم خطوات الوظيفة.. ولم يبق إلا التفاتة اهتمام تحل هذا اللغز المحيّر!!
خليفة صالح المرشود