[صقر قريش]

للمرة الأولى.. طالبات ثانوية يدافعن عن «الأرض» عبر برنامج «جلوب»

أدوات لمشروع إدارة تدوير الورق الذي نفذته إحدى المعلمات ضمن البرنامج.
رانيا القرعاوي من الرياض
بادرت طالبات مدرسة ثانوية في الرياض لتصبح مدرستهن أول مدرسة تدافع عن كوكب الأرض عبر برنامج "جلوب" البيئي وهو برنامج تعليمي لعلم البيئة، حيث يدخل ويستقبل طلاب "جلوب" بياناتهم وبيانات المدارس الأخرى في أنحاء العالم من خلال شبكة الإنترنت، وتساعد القياسات التي يحصل عليها طلبة "جلوب" العلماء المشاركين في برامج أبحاثهم البيئية، كما يستفيد الطلاب من بيانات طلاب المدارس الأخرى، إضافة إلى بياناتهم في إجراء دراساتهم البيئية. ويعد برنامج "جلوب" منتدى للطلبة حيث يمكنهم من الاتصال بأقرانهم حول العالم مما يزيد من فهمهم البيئي، إضافة إلى التعرف على الثقافات المختلفة.

تقول منيرة السديري مديرة المدرسة الثانوية 123، إن المشروع بدأ في المدرسة منذ مطلع الفصل الدارسي الأول، ويخططون للتوسع والانطلاق في حملات داخلية داخل الحي، حيث تقوم الطالبات بزيارة مدارس البنات الأخرى وتدريبهن بأنفسهن وإرسال المنشورات والدراسات لمدارس البنين.
وأشارت إلى أنه في البداية تم إعداد ورشة عمل للطالبات عن البيئة، تم بعدها تشكيل الطالبات على مجموعات وترك لكل مجموعة اختيار ما تريده للوصول لبيئة أفضل، فكوّن البعض مجموعة عرفت بصديقات البيئة يتولين التوعية من خلال المنشورات وقام البعض بتشجير الساحتين الداخلية والخارجية.

وصممت الفتيات لعبة خاصة بالبيئة يقمن بها بطرح أسئلة عن مجموعة من التصرفات على غرار: "هل تفضلين السكن في مزرعة أم مدينة؟ وهل تقومين بقطف الورد من الحدائق؟ ولو وجدتِ مساحة فارغة في المنزل هل تبادرين بتشجيرها؟ وبعدها تكون نتيجتها إذا أنتِ من المساهمين بحماية كوكب الأرض أم لا".

وتشير إلى أن المدرسة جلبت صناديق قمامة مخصصة للفصل بين البلاستيك والورق وبالفعل لاحظوا أنه، يوما وراء يوم تتجاوب الفتيات مع الموضوع بشكل أكبر، كما قامت الفتيات أنفسهن بالاتفاق مع شركات تدوير للاستفادة من القمامة. وقالت: "هذا ما نحتاج إلى نشره في كل بيت ومدرسة، وهو ما بدأ طالبات المدرسة بتطبيقه على مدرسة ابتدائية وتعليم الطالبات كيفية التفريق بين النفايات ونجحن في هذا، على الرغم من أن المشروع ككل لم ينطلق إلا مع بداية الفصل الدارسي"، مؤكدة أن حب الطالبات للمدرسة قد زاد بعد المشروع أكثر من السابق، خاصة مع التشجير الذي خلق بيئة صحية سليمة.
من جهتها، ذكرت عبير السنيد مشرفة المشروع، أن الفتيات أول سعوديات يدخلن برنامج "جلوب" الذي يعد برنامجا تعليميا لعلم البيئة ويتضمن إيجاد فريق بحثي على نطاق العالم بأسره، وهو فريق يتكون من طلبة ومعلمين بالتعاون مع علماء في مجال البيئة لتعلم مزيد عن كوكب الأرض من خلال جمع البيانات والمشاهدات، حيث يدخل الطلاب بياناتهم من خلال شبكة الإنترنت ويشترك في البرنامج أكثر من 100 دولة تتضمن 1200 مدرسة ويسهم فيه أكثر من مليون طالب و20 ألف مدرس من مختلف أنحاء العالم.

وأضافت أن "طالبات المدرسة قسمن أنفسهن على مختلف نواحي البيئة لدراسة تلوث الهواء والماء والاحتباس الحراري وكيفية تدوير النفايات حتى جمعن كافة التفاصيل ليدشنّ حملتهنّ الخاصة بنحو بيئة أفضل ويستعددن للانطلاق كسفراء للبيئة في الحي الذي تقع فيه المدرسة".

وتشير حصة الماجد - مدرسة بحث - إلى أن بدء الحملة تطلب إعداد بحوث عن مدى وعي الطالبات بالاحتباس الحراري وظواهر التلوث والاطلاع على دراسات عالمية للاستفادة منها فمثلا توصل الفتيات إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت أنه من أصل 100 مليار من الأكياس البلاستيكية التي تنتج سنويا يتم تدوير 3 في المائة فقط، وهو ما جعلهن يتيقنّ أن النسبة لدينا أكبر، وبالتالي التعرض للتلوث أخطر، وهو ما عاهدن أنفسهن على التقليل منه والحفاظ عليه، ما جعل إحدى الطالبات "حصة الهليل" توزع شتلات صغيرة على الأفراد مطالبة إياهن بالتعهد بالحفاظ على النبتة ورعايتها.