صحيح اللسان
صلاه في النار وشاة مَصْلِيَّة
أ.د عبد الله الدايل
كثيراً ما نسمع عامَّة الناس يقولون: صلاه أو يصليه في النار بمعنى شواه أو يشويه في النار أو ما شابه ذلك من الأقوال وهو من فصيح العامَّة؛ لأنَّ له أصلاً في العربيَّة فهو قولٌ عربيّ صحيح، كما في المعاجم اللغويَّة.
جاء في مختار الصحاح: «و(صَلَيْتُ) اللحم وغيره - من باب رمى - شَوَيتُه»، ويقال أيضاً: «صَلَيْتُ الرجل ناراً إذا أدخلته النار وجعلته يَصْلَاها ... وأصليتُه وصَلَّيتُه ...»، يريد بقوله: (من باب رمى) أنَّه يقال: صَلَى يصلي صَلَيْتُ كما يقال: رمى يرمي رَمَيْتُ.
وفي الحديث «أنَّه أوتي بشاةٍ مَصْلِيَّة» أي مَشْوِيَّة». واهتم المعجم الوسيط بالاستعمالات اللغويًّة للفعل: صَلَى، إذ يقال: صَلَى الشيءََ، وصلاه النارَ، وفيها، وعليها، وصِليَ النار - بكسر اللام، وصَلِيَ بها، وأصلاه النار وبها، وفيها، وعليها و(صلاَّه) كسابقتها، و(اصطلى)، وتَصَلَّى .. إلخ. يتبيَّن أنَّ هذا الاستعمال (صليتُه) من فصيح العامَّة بجميع تصاريفه، لأنَّ له أصلاً في العربيَّة الفصحى.