إخواني
لقد قرأت هذه القصيد الجميلة للشاعر المبدع سنا الهجرة وما دار حولها من مداخلات للنقاد وأحببت أن أدلي بدلوي للروي من هذا الماء العذب
إستهل الشاعر البيت الأول بالتفاخر بموهبتة الشعرية وهي (المرجلة) وهو كما تعلمون حق من حقوق أي شاعر
وأنا أرى من وجهة نظري بأن ما ذهب اليه الشاعر في الشطر الثاني من هذا البيت هو أن صغار الشعراء هم من يعرقلون صوت الشاعر الكبير ورسالتة.
وهنا يقول إذا تداخلت مع أي شاعر فلا داعي للشوشرة على المعنى ولا بإختيار قاف صعب
وهنا يقول الشاعر إذا أردت أن تتعلم الشعر فعليك بالإنضمام الى مدرستي الشعرية وهذا من حقه لأنه أهلا لذلك ويحرص كل الحرص على أن تكون صاحب جنب بمعنى خوي وهذا ما رمز اليه في كلمة كتاب ( وهو كتابه الشعري المقصود في هذا الشطر )
وبعد مرافقته وأخوته في الشعر أراد أن ينصح بخبرته الطويله في هذا البيت بأن من أراد أن يصل الى الهرم الشعري فعليه أن لا يستمع الى رواد مجالس الهمز واللمز وعليه فوراً مغادرة تلك المجالس الشعرية المنافقة وعد الإستماع لها
وفي هذا البيت تأكيد لما سبق شرحه في البيت السابق
وهنا يوجه الشاعر خطابه الى طلبة العلم الشعري بأن لا يهبطون بمعنى شعرهم الى المعاني الساقط أو الرذيلة أو السوقية
ويوجه كذلك الكبار الى التروي في فهم كل أبعاد القضية وليس الأخذ من نقالة الحكي ما يأتون به من غيبة ونميمة لأغراض دنيئة
وأن الشعر ليس بالضرورة (معناه ظاهره للعامة)!
فقد يظهر الشاعر منى واضح جداً وهو يبطن العكس أو معنى آخر.
وهنا توكيد واضح على ما سبق وصياغة في صورة شعرية أخرى توضح أنه من الأدب الشعري عدم الإلتفات لكل بوق ينعق، إلى بعد التروي والتأكد من كل صغيرة وكبيرة
وكأن الشاعر يقول خير الرد على السفيه سفهه!
أشار الشاعر هنا بوضوع على الأنضباط والمعنى الشعري في السلم والحرب والجزء الأخير من هذا الشطر يشير الى أنه قد يكون فيه خداع ومكر وغدر في المعني فينبغي التروي
وهنا يقول الشاعر بأنه يقرأ معنى الخصم من نظرته الى عينيه ( كما قال الشاعر : كلٍ دسايس نيته في حجاجه )
وهنا المعنى واضح على السطحية ولا يحتاج لبيان.
وللتنبه فقد لفت نظري تعليق الأخ سهيل على معنى كلمة ( قبله)
وأنا هنا أرى بأن معناها واضح جداً من سياق البيت
وهذين البيتين ينصح الشاعر زملاءه في الشعر بالتواضع لمن حولهم وعدم الغرور بشعرهم وحفظ المعروف بينهم والصله هنا هي الصلة الشعرية وهي رسالة الشاعر ومعناه الذي دارت عليه كل محاور هذه الأبيات ( الصلة والتقدير )
وقد سمي الشعر بالأدب ولأدب واجب احترامه
وختاماً ذكر الشاعر الدعاء في هذه القصيدة وهو ختام رائع ومستحب في القصيدة
وهذا ما أردت إيضاحه من بعض معاني هذه القصيدة وهو وجهة نظر شخصية وما خفي كان أعظم
مع إحترام وتقدير الجميع
أخوكم الجدي الشمالي