رد : هنا المتابعة اليومية للسوق يا samialaziz ليوم الثلاثاء 25/1/1428هـ بمشيئة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخجل , التردد , من يحمل هذه الكلمات دائما ما نجده في حيرة من أمره . لا يقدر أن يستفيد أو يفيد الآخرين لأنها بمثابة حجر عثرة في طريق الشخص الذي يتصف بها ومستقبله.
فمثلا نجد أن الخجل يجعله يتردد في السؤال عن شيء يحتاج إلى تفسير يبني عليه قرار مصيري يستفيد منه في حياته .
هناك من ربط بين الخجل والحياء وهذا خطأ كبير حيث يطلقون على الخجول بقولهم أن لديه شيء من الحياء . وأقول أن الفرق بين الكلمتين كبير جدا . فالأول عيب وليس صفه ولا بد أن يتخلى حاملها منها وان يستبدلها بالجرأة والاختلاط والنقاش مع الآخرين ولكن في الحدود المشروعة . والكلمة الثانية ( الحياء ) صفه من صفات الله سبحانه وتعالى (( فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربّه بذلك فقال : إن الله عز وجل حليم حيي ستير ، يُحِبّ الحياء والستر ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)) . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
والحياء من أخلاق الأنبياء . والحياء خير كله . (( قال صلى الله عليه وسلم : الحياء خير كله .
وقال : الحياء كله خير .وقال : الحياء لا يأتي إلا بخير )) . رواه البخاري ومسلم ..
وهنا موضوعي عن الخجل هذا العيب الذي يدمر صاحبه بدلا من أن يجعله يشق طريقه نحو المستقبل بكل ثقة وثبات . فلنفرض انه واجه مشكله عجز عن حلها لوحده . هنا لابد له أن يتوجه إلى الآخرين لاستشارتهم والبحث عن من يحل له هذه المشكلة . فإذا كان يحمل هذا العيب فمعنى هذا أن خجله سيمنعه من مقابلة الآخرين والاستفسار منهم .
ومثال آخر للمتردد الخجول نجد أن هناك من يحمل من الأفكار ما تجعله من العباقرة لو انه يمللك الجرأة في النشر أو الحوار والنقاش مع الآخرين . ولكنه بتردده قد حرم نفسه من مجد مقدّر له أو من إفادة إخوة له في مجاله الذي يعمل به أو مجتمعه الذي يعيش فيه.
الخجول في سوق الأسهم مثلا : يريد أن يستفسر عن سهم معين وعن اتجاهه وهل يدخل به أو لا ولكنه فوت على نفسه الاستفادة من الفرصة التي اتيحت له في هذا السهم بسبب عدم جرأته . وأيضا تردده في إعطاء الآخرين من المعلومات أو العلم الذي يملكه عن السوق حرمه من أشياء كثيرة سواء ماديه أو معنوية.
دعوة للخجول : آن الأوان أن تتخلى عن خجلك وترددك وأعلم أن هذه ما هي إلا حالة نفسيه تدخل في نطاق الأمراض التي يمكن علاجها ذاتيا دون تدخل من أحد . فبإمكانك المشاركة في المنتديات والمحادثات وكلها كتابيه وباسم مستعار لا يعرفك احد وعن طريق هذه الوسائل ستتخلص شيئا فشيئا من هذه العيوب وتجد نفسك عضوا فعالا تنفع نفسك وينتفع الآخرين مما تملكه من العلم والمعرفة .
ودورنا نحن كأفراد مجتمع أن نشارك في إخراج من نعرفه من عزلته التي فرضها عليه الخجل والتردد ونحاول مشاركته في جميع محاولاته ونجعل منه عضوا فعالا يستفيد منا ونستفيد منه.
وأخيرا لابد لنا جميعا أن نفرق مابين : ( الحياء والخجل ـــ ولنعلم أن الأول خير والثاني يمكنني أن أصفه بالدمار ).
كتبه أبو صالح
25/1/1428هـ
|