الموضوع: أخبار التعليم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2012   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخبار التعليم

التعليم .. ومفاهيم خاطئة
بدر مطلق الجويد
المدينة - الاثنين 14/3/1433هـ 6/2/2012 م العدد : 17820


إذا أردنا أن نقيم مدى التطور والتقدم العلمي لمؤسساتنا التعليمية فلا بد أن نعرف الفرق بين الانجاز ومقدمته وبين الهدف والوسيلة التي تحققه ، فالحصول على الوسائل التعليمية الحديثة والمتطورة لا يعد منجزا نفتخر به حتى نطلق على كل مدرسة تمتلك ذلك إنها رائدة لان هذه الوسائل والإمكانيات المتوفرة لا تعد هدفا وإنما وسيلة لتحقيق الهدف حيث اذا لم تتحقق الغاية من استخدام تلك الوسائل وهو رفع المستوى التعليمي للطالب فلا تعد هذه المدرسة رائدة ، لذلك وبكل صراحة نحن لا يوجد لدينا مدرسة رائدة وانما معلم رائد ، لان مجرد استخدام المعلم لبعض الوسائل العلمية الحديثة والتقنية المتطورة لا يجعل منه معلما موهوبا ومتميزا ، لان التميز هو في اسلوب الاستخدام وكيفية التفعيل وطريقة التفكير وفن توصيل المعلومة والقدرة على التفكيك وربط الامور بعضها ببعض ، فالريادة ليست في الكمية العددية لوسائل التقنية وانما في العقلية التي تتعامل مع هذه التقنية ،فالقضية ليست في الكم وانما في الكيف ، ولكن ماذا نفعل اذا كان التوجيه و التقييم قائما على المظهر والشكل وليس الجوهر مما ادى الى تكوين عقلية تبحث عن الكمال في عالم الوسائل والاجهزة الالكترونية بعيدا عن تنمية قدرات الذات ومواهب التفكير ، لقد تقدمنا كثيرا في صياغة النظريات وترتيب اللوائح وتسطير التعاميم بعيدا عن الواقع المتمثل في المدارس حتى اصبحت الفجوة كبيرة بين النظرية والتطبيق ، وهذا ما جعل من بعض المسؤولين التربويين يستخدم مفهوم (سدد وقارب) وهو اعتراف ضمني بعدم القدرة على مواءمة النظرية لواقع البيئة المدرسية واجوائها حيث تحول هذا المفهوم - سدد وقارب - من رخصة استثنائية الى سلوك عام يعتمد عليه في تطبيق الانظمة والقرارات ، فبمجرد ان يتحدث المعلم مع المسؤول الاداري عن العوائق والحواجز التي تقف امامه لتنفيذ وتفعيل التعاميم واللوائح، مباشرة يقال له (سدد وقارب ولا تناقش) ،فإذا كانت بعض التعليمات لم تحظ الى اليوم ببعد عملي وميداني فلماذا نعيد كتابة ما انجزه الآخرون ولا نبدأ من حيث انتهوا لنعمل سويا على توفير وتهيئة الجو المدرسي لكي ينسجم مع بعض مفاهيم هذه الانظمة التي لم تر النور بعد ، فاصدار انظمة ونظريات جديدة لا يدفع بالمسيرة التعليمية الى الامام لان الخلل ليس في النظرية وانما في مدى القدرة على تجسيد المفاهيم وتطبيقها ، فقد بالغنا في الاهتمام بالشكل والمظهر والذي كان على حساب المضمون والمحتوى حيث اصبحت بعض النظريات فاقدة لروحها ومضامينها ، فعلى سبيل المثال مفهوم (التحضير) والذي كان له الدور الكبير في خلق الاستعداد الذهني والنفسي لدى المعلم فهو النافذة التي من خلالها كان ينظر لمستوى اداء المعلم وانضباطه حيث ترتيب الافكار وجدولة الاعمال وتوزيع الوقت ،اما اليوم فقد تطور شكل ومظهر هذا المفهوم ولكن على حساب المضمون والمحتوى حيث تحول الى مجرد ورقة مطبوعة توضع في ملف وتقدم لمدير المدرسة ليتم التوقيع عليها ويكتب (مع الشكر) ولا ادري لمن يقدم هذا الشكر هل هو لكاتب هذه الورقة ام لمن قام بتقديمها ، حتى مفهوم (التعاون) الذي كان في السابق عبارة عن عمل تكاملي حيث كل يعمل ويبدع من موقعه اصبح اليوم عنوانا للتواكل وغطاء وستارا للمقصرين ، لذلك فنحن اليوم بحاجة الى اعادة صياغة المفاهيم والعمل على تجسيدها .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس