الاصطفاف الصباحي وأهميته التربوية
ضيف الله مناور البدراني
المدينة - الخميس 10/3/1433هـ الموافق 02/02/2012 العدد : 17816
قرأت مقالاً بعنوان: الطابور.. سنوات لا تنتهي، للكاتبة الأخت هالة القحطاني نشر لها في جريدة الشرق بتاريخ 1/3/1433هـ، ومما جاء في هذا المقال: (إذا أعدنا النظر بوضوح إلى الهدف وراء الطابور المدرسي سنجده محاكاة لنظام الطابور العسكري للضبط والحضور، خضعنا له منذ نعومة أظافرنا في المدرسة بشكل تلقائي دون إدراك، ويتجلى هدفه الأساسي في السيطرة على النشء وفرض الطاعة العمياء).. وفي نهاية مقالها تطالب بضرورة إلغاء الطابور الصباحي من المدارس للبنين والبنات. وحقيقة الأمر أن الطابور الصباحي خلاف ذلك تمامًا، فهو يغرس في نفوس الطلاب أهمية الأدب والاحترام والانضباط، فنحن في دار تربية وتعليم ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل التربية عن التعليم. كما أنه من خلال الطابور الصباحي يمكن تجسيد روح الجماعة بين الطلاب ومن خلال تمارين الصباح يتم طرد الكسل والخمول وبداية اليوم الدراسي بالجد والنشاط والحيوية، وأثناء الطابور أيضًا تتم الإذاعة المدرسية والتي من خلالها يتعلم الطلاب فن الخطابة والإلقاء بدون خجل أو تلعثم أمام زملائهم ومعلمي المدرسة فهي فرصة لغرس الثقة بالنفس علاوة على دورها التوجيهي والتربوي الذي يتم من خلالها. فمنظر الطلاب وهم ذاهبون إلى الفصول وهم مصطفون خلف بعضهم البعض أفضل.. أم نتركهم وشأنهم بدون تنظيم أو ترتيب؟! والله لو قلنا جدلاً بأن يكون دخول الطلاب لفصولهم على حسب مزاجية الطالب لدخل بعضهم للفصل من النافذة بدلاً من الباب! حتى في العبادة أثناء أداء الصلاة يكون الجماعة في ترتيب وفي تنظيم، فالمسلم يجب أن يكون في جميع سلوكياته منظمًا ومرتبًا وليس فوضويًا وغير مبال بالآخرين. أما بالنسبة لتغيّرات الأحوال الجوية على مدار العام من شتاء وصيف وأمطار وخلافه، مما يؤثر على صحة الطلاب، فإن وزارة التربية والتعليم أعطت تعليماتها بإيقاف الاصطفاف الصباحي لأي طارئ يمكنه أن يؤثر على سلامة الطلاب أو المجتمع المدرسي، وجعلت ذلك من صلاحيات مدير المدرسة، حتى أنه يمكن له تعليق الدراسة إذا لزم الأمر.