عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-2012   رقم المشاركة : ( 18 )
حسن عابد
شاعر

الصورة الرمزية حسن عابد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : 13-12-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 7,632
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 539
قوة التـرشيــــح : حسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادةحسن عابد تميز فوق العادة


حسن عابد غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشايـب اللّي يـم المكـارم دفعنـي

يقول د محمد ربيع في التخل في التخلق بالقرأن

جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالدين العظيم الذي أقام العدل، ونشر الرحمة، وحقق المساواة، وهدم الظلم، وحطم الطواغيت، وأسس أمة عظيمة علّمت الإنسانيةَ مبادئ الحرية والإخاء.. وظللت البشرية لأول مرة في التاريخ بالعدل والمساواة والرحمة.. دون تفرقة بلون أو جنس أو طبقة أو عقيدة: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء:107). وقد جمع الله له صفتين من أسمائه – عز وجل – الرأفة والرحمة فقال تعالى: “لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ( التوبة: 128).
وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يورثنا دينارا ولا درهما.. وإنما ورثنا أمانة الحياة كلها ألا وهي “الإسلام” وترك بأيدينا حجة الدهر كله، ألا وهي “القرآن”، والقرآن حبل الله الممتد بين السماء والأرض، من استمسك به فهو إلى الله يسير، وبالعروة الوثقى يعتصم، كما ترك لنا سنته منهجًا عمليًا في كل جوانب الحياة، من اتبعها نجا من الضلالة إلى الهدى، وعاش سعيدًا، وفاز بالجنة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا, أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا, كِتَابُ اللهِ, وَسُنَّتِي, وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ”.
ودعوتنا مرهونة بهذين الأصلين العظيمين وبسيرة السلف الصالحين رضوان الله عليهم، يقول الإمام البنا – رحمه الله: دعوتنا إسلامية، بكل ما تحتمل الكلمة من معان، فافهم فيها ما شئت بعد ذلك، وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة السلف الصالحين من المسلمين، فأما كتاب الله فهو أساس الإسلام ودعامته، وأما سنة نبيه فهي مبينة الكتاب وشارحته، وأما سيرة السلف الصالح فهم – رضوان الله عليهم – منفذو أوامره والآخذون بتعاليمه، وهم المُثل العملية والصورة الماثلة لهذه الأوامر والتعاليم
نحمل الخير للناس
الإسلام يدعو إلى عمل الخير، وبذل المعروف للناس، وقد كان ذلك من سجايا الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وصفته السيدة خديجة – رضي الله عنها: “كلا! أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا.. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.
هذا جانب من صفاته صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، يقدم الخير للمجتمع الذي يعيش فيه، ولما هاجر كَانَ أَوَّلُ ما تَكَلَّمَ بِهِ، أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ».
فالمسلم يحرص على هذه الخصال، التي تنشر السلام، وتدخل السرور على قلوب الناس، وتسد حاجياتهم، وتؤكد على الترابط والتكافل بين المسلمين، وتوثيق الصلة بالله خاصة في جوف الليل.. وتحصنهم من الشقاق والتنازع الذي يؤدي للفشل..
كل هذا، أمتنا أحوج ما تكون إليه في هذه اللحظة الحاسمة، وباب الخير فيه متسع، لاستيعاب جهود المخلصين الذين يحبون الوطن ويعملون لنهضته.. وتقديم الخير للناس دون تفرقة، جاء في تفسير الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ”: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَى مَنْ خَالَفَكَ حَتَّى تَمْنَعَهُمُ الصَّدَقَةَ لِأَجْلِ أَنْ يَدْخُلُوا فِي الْإِسْلَامِ، فَتَصَدَّقْ عَلَيْهِمْ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَلَا تُوقِفْ ذَلِكَ عَلَى إِسْلَامِهِمْ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ ( الْمُمْتَحَنَةِ:
الحث على الثبات وبث الأمل
من السنن الثابتة: الصراع بين الحق والباطل، وابتلاء وتمحيص أصحاب الحق، لكن النصر لهم في الجولة الأخيرة، وما عليهم إلا أن يثبتوا على الحق، وأن يكونوا على يقين من أن الله سيمكن لهم ويذهب خوفهم، ويؤمنهم في أوطانهم.. قال الله تعالى: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا” (النور: 55)
الصفح والعفو
إن وقع الكلمة السيئة على قلب المسلم أشد من وقع السياط على الجسد، يضيق منها صدره، وما أكثر الاتهامات التي تنشرها وسائل الإعلام كذبا وبهتانا، وإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة وقد قال الله له صلى الله عليه وسلم:” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ . وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” (الحجر: 97 – 99)، فالمسلم لا يشغل نفسه بما يقولون، ولا بالرد عليهم، وإنما يشغل نفسه بذكر الله والعبادة وبالعمل الذي ينفع الناس وتوصيل الخير الذي يحمله للغير، ويوطن نفسه على الصفح والعفو: “فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ” (الزخرف: 89). وهذا المسلك به تنمحي العداوات وتذوب الخصومات: “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (فصلت: 34)

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس