مسؤولة تهاجم مدارس أهلية: «دكاكين» تجمع الأرباحصحيفة التعليم الإليكترونية -قالت فريدة فارسي رئيسة لجنة المدارس الأهلية للبنات في غرفة جدة: "إن المدارس الرديئة أو الدكاكين - على حد وصفها - منتشرة بشكل كبير جداً أكثر مما نتخيل"، محذرة من انتشار هذه المدارس في السعودية.
وبيّنت في حوار مع "الاقتصادية" أنهم قدّموا مقترحاً يقضي بأن يكون 50 في المائة من معلمي ومعلمات المدارس الأهلية موظفين في الدولة، الأمر الذي سيؤدي إلى: انخفاض قيمة الرسوم الدراسية، تخفيف العبء عن المدارس الحكومية، زيادة ميزانية التدريب للمعلمين والمعلمات، إلى جانب جذب الاستثمار في قطاع التعليم بشكل أكبر.
وكشفت عن أن المدارس المشاركة في اللجنة قليلة جداً، مقارنة بتلك التي ما زالت لم تسجل، حيث لا تتعدى نسبتها 5 في المائة فقط، وقالت: "معظم المدارس ما زالت لم تصل إلى درجة الوعي، وإن اللجنة موضوعة لخدمتهم وتذليل الصعوبات التي تقف أمامهم، إلى جانب أن اللجنة لا تقبل تسجيل المدارس الرديئة أو ما نسميها الدكاكيني".
وعن المعايير التي يتم التعرف من خلالها على ما سمتها مدارس (الدكاكيني)، قالت فارسي: "لدينا معايير كثيرة، من أهمها أن تكون صاحبة المدرسة موجودة على رأس العمل تعرف ماذا يحدث داخل المدرسة وألا تكون مالكة للمدرسة وتأتي آخر العام لجمع الأرباح فقط، ويجب أن تكون للمدرسة أهداف تربوية واضحة".
في مايلي مزيد من التفاصيل:
أكدت رئيسة لجنة المدارس الأهلية للبنات في غرفة جدة أنهم لم يطبقوا القرار الملكي الخاص بوضع حد أدنى لأجور السعوديين بواقع خمسة آلاف ريال حتى الآن، مشيرة إلى أن القرار غير واضح ويحتاج للمزيد من التفصيل والتوضيح.
وحذرت فريدة فارسي في حوار مع ''الاقتصادية'' من انتشار المدارس الأهلية الرديئة بشكل لا يمكن تخيله. وكشفت فارسي بأنهم قدموا مقترحاً يقضي بأن يكون 50 في المائة من معلمي ومعلمات المدارس الأهلية موظفين في الدولة، الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض قيمة الرسوم الدراسية، تخفيف العبء عن المدارس الحكومية، زيادة ميزانية التدريب للمعلمين والمعلمات، إلى جانب جذب الاستثمار في قطاع التعليم بشكل أكبر... فإلى تفاصيل الحوار:
دعيني أبدأ معك من التطورات الأخيرة بشأن الأمر الملكي بوضع حد أدنى لأجور السعوديين في المدارس الأهلية خمسة آلاف ريال، وجهت لكم انتقادات شديدة بأنكم تهربتم وربما البعض تحايل على تطبيق القرار؟
- بداية قد تكون هناك مدارس فعلاً قامت بزيادة الرسوم وتحايلت على القرار الملكي وهذا الأمر يأتي من المدارس غير المعروفة أو ما تسمى بـ (الدكاكيني)، لكن القرار يحتاج إلى معرفته بشكل جلي بمعنى هل يشمل المعلمات الجديدات والقديمات، ثم بعد أن تسحب الدولة الإعانة بعد عامين هل نطالب الأهالي بزيادة الرسوم لتعويض الفرق؟ القرار لم يطبق حتى الآن، لكن هناك مدارس لديها معلمات سعوديات رواتبهن أعلى من خمسة آلاف ريال لكفاءتهن وجدارتهن.
بشكل واضح ماذا تحتاجون حتى تطبقوا الأمر الملكي؟
- ما نريده تفصيلات وتوضيحات للقرار هل يشمل الجميع القديم والجديد، لأنه لا يمكن أن نعطي معلمة جديدة تم تعيينها للتو خمسة آلاف ريال ومعلمة قديمة تتقاضى أربعة آلاف ريال. ثانيا بعد عامين ماذا سيحدث، فالمدارس تختلف عن المجالات الأخرى، فمثلا إذا دعمت مصنعا أو شركة مبيعاتها تنمو سنويا أما المدارس فالدخل نفسه والرسوم.
ما الدور الذي تقوم به لجنة المدارس الأهلية للبنات في غرفة جدة ؟
- نحاول حالياً ضم أكبر عدد من المدارس إلى اللجنة لأن الانضمام يأتي وفق شروط معينة ووعدنا من يريد الانضمام المساعدة بالارتقاء بقطاع التعليم الأهلي في المنطقة، كما أن كونا لجنة موحدة للمدارس تكون مطالباتنا للجهات الحكومية والوزارات خصوصاً بصوت واحد وله تأثير أكبر من العمل الفردي، نحاول كذلك أن يكون بيننا نوع من التدريب المشترك بحيث تستفيد بعض المدارس من خبرات وكوادر المدارس الأخرى في مختلف التخصصات، ونقوم سنوياً بحملات توعوية وصحية على مدارسنا عبر المحاضرات والفنون التشكيلية وغيرها.
ماذا عن دور اللجنة في حل مشكلات المدارس الأهلية؟
- بالتأكيد نحاول قدر الإمكان حل هذه المشكلات، فمثلاً ما حصل في حادثة حريق مدرسة براعم الوطن أخيراً كنا من السباقين للذهاب إليهم وعرض استضافة جميع الطلاب والطالبات في مدارسنا ودون أي رسوم، وفي مثل هذه الأمور يتضح دور اللجنة.
ما عدد المدارس المنضوية تحت لواء اللجنة من مجموع المدارس الأهلية للبنات في جدة ؟
- في الواقع المدارس المشاركة في اللجنة قليلة جداً مقارنة بتلك التي ما زالت لم تسجل حيث لا تتعدى نسبتها 5 في المائة فقط، وذلك لأن معظم المدارس ما زالت لم تصل إلى درجة الوعي بأن اللجنة موضوعة لخدمتهم وتذليل الصعوبات التي تقف أمامهم، إلى جانب أن اللجنة لا تقبل تسجيل المدارس الرديئة أو ما نسميها (الدكاكيني).
كيف تتعرفون على ما أطلقت عليه المدارس (الدكاكيني) أو الرديئة؟
- لدينا معايير كثيرة من أهمها أن تكون صاحبة المدرسة موجودة على رأس العمل تعرف ماذا يحدث داخل المدرسة وألا تكون مالكة للمدرسة وتأتي آخر العام لجمع الأرباح فقط، ويجب أن تكون للمدرسة أهداف تربوية واضحة.
إلى أي مدى تنتشر مثل هذه المدارس السيئة في البلاد؟
- لا أبالغ إن قلت إنها منتشرة بشكل كبير جداً أكثر مما تتخيل، والسبب في نظري يعود إلى أننا لم نترك للأهالي في الاختيار سوى ما بين السيئ والأسوأ، فالمدارس الحكومية أصبحت مزدحمة بشكل غير طبيعي، الأمر الآخر أن هذه المدارس السيئة ليس بالضرورة أن تكون مبانيها غير نظيفة، على العكس قد تجد مدارس بمبان عصرية لكن ما يدور بداخلها لا يراعي أبجديات العمل التربوي فقط مكيفات وأثاث ومدرس يراعي العدد الموجود في الفصل.
لكن عفواً، كيف يستطيع ولي أمر الطالب أو الطالبة اكتشاف مثل هذه المدارس السيئة كما تقولين؟
- علينا الإقرار أولاً بأن الناس لم تعد تملك الكثير من الخيارات وبالتالي الأحوال الاقتصادية قد لا تساعد الكثيرين على تسجيل أبنائهم في مدارس معروفة وجيدة. أمر آخر وهو أن المواصلات أضحت قاتلة في جدة وهو ما يجعل الأهالي يختارون المدرسة القريبة منهم بغض النظر عن وضعها التربوي وجودته.
ألا تستطيع اللجنة مثلاً تصنيف المدارس السيئة وتوضيح ذلك للأهالي؟
- ليس بمقدور اللجنة عمل ذلك لأننا لا نملك السلطة لتحقيق ذلك، طلبنا من الوزارة ووضعنا لهم المعايير لتصنيف المدارس الأهلية وما تحتاج إليه ونسبة المعلمين للطلبة، ونسبة التدريب الذي يتلقاه المعلم، إلى جانب المواد الإضافية دون النظر إلى المبنى فقط، لكن مع الأسف حتى الآن لم توضع هذه المعايير.
ما أبرز التحديات التي تواجهكم في جدة؟
- أبرز التحديات التي تواجهنا الآن عملية إغلاق المستقبل أمامنا بسبب غلاء أسعار الأراضي في البلد، وصلنا الآن إلى الطاقة الاستيعابية القصوى للطلاب في مدارسنا ولا نرغب في حشر الطلاب بأعداد كبيرة في الفصول. يتزامن ذلك مع طلب كبير جداً على المدارس فالخيار الوحيد أمامنا هو التوسع وإنشاء فروع إضافية في مناطق أخرى لكن غلاء الأراضي يحول دون ذلك، وهذا الأمر ليس حصراً علينا فقط بل كل المجالات الخدمية كالمستشفيات والمكتبات وغيرها، حتى وزارة التربية تعاني الأمر نفسه.
ألم تفكروا في حلول لتجاوز هذه المشكلة؟
- الحكومة لا تساعد على شراء الأرض ولكن تعطي قروضاً، ولكن قيمة المتر في شمال جدة مثلاً تصل إلى خمسة آلاف ريال، وبالتالي المستثمرون يتخوفون من الدخول في هذا المجال.
ماذا عن مشكلات التأشيرات والمعلمات؟
- في الواقع من أهم المشكلات التي تواجهنا هو استقدام المعلمات لأنه يتوجب قدوم محرم معها وهذا يعني الزوج والأولاد الأمر الذي يزيد أزمة السكن المتفاقمة أصلاً وأزمة المواصلات التي نعانيها، فطلبنا من الوزارة السماح لنا بعمل المرافقات مع أزواجهن الذين يعملون في المملكة طالما أنهن مؤهلات وهناك حاجة لهن، لماذا يتطلب الأمر إرجاعهن لبلادهن ومن ثم استقدامهن مرة أخرى، مع الأسف لا أحد يفكر في حلول منطقية.
ماذا عن موضوع السعودة في المدارس الأهلية؟
- بالنسبة للسعودة طالبنا منذ أكثر من عشر سنوات بأن أي خريج أو خريجة أمامه خياران إما التوجه للقطاع الخاص ويبقى فيه أو ينتظر الوظيفة الحكومية في منزله، لكن ما يحدث الآن أن معظم القطاعات الخاصة أصبحت مراكز تدريب مجانيا للدولة، فالكثير من المعلمات تمكث معنا عاماً واحدة ثم تغادر فور إيجاد الوظيفة الحكومية، حالياً هناك نحو 70 ألف وظيفة نسائية حكومية ينتظر أن تسحب كل المعلمات من المدارس الأهلية وستعود هذه المدارس من البداية تبحث عن معلمات من جديد.
حل آخر طالبنا به منذ سنوات يتمثل في أن يكون 50 في المائة من معلمي ومعلمات المدارس الأهلية موظفين في الدولة، بمعنى أنهم موظفون رسميون في الدولة ويعملون في المدارس الأهلية، وفي حال ضمان المدارس الأهلية وجود المعلمين والمعلمات ستصرف على تدريبهم، كما سيشجع الاستثمار في بناء مدارس أهلية جديدة، ويصبح العرض أكبر من الطلب وتنخفض الرسوم، حاليا هناك 7 في المائة فقط من الأولاد والبنات يذهبون للمدارس الأهلية لكن مع هذا الاقتراح سيرتفع إلى 30 في المائة مما يخفف عن المدارس الحكومية ويقل عدد الطلاب في الفصول ويتلقون تعليما أفضل، وتحويل الفصول الزائدة إلى معامل ومسارح جديدة.
ماذا عن طلب الأمانات تعديل شروط السلامة في المدارس الأهلية بعد حادثة براعم الوطن؟
- الأمن والسلامة موجودان في معظم المدارس ولديها تصاريح بذلك، الإشكال في عدم قدرة الموجودين على الاستخدام الجيد وهذا الأمر طالبنا فيه منذ سنوات بإدخال ذلك في المناهج الدراسة ويبدأ من رياض الأطفال، وقدمت شخصياً نموذجا لهذه المناهج لتطبيقها.
هل لديكم تنسيق مع المدارس الأجنبية في جدة؟
- مع الأسف المدارس الأجنبية حالياً أصبحت كالزرع الشيطاني، نتيجة لعدم قدرة الآباء والأمهات على معرفة ما يدور بداخلها، الكثير منها سيئة فليس مهما عدد الحصص ولكن ما يعطى في الحصص، المدارس الأجنبية التي تملكها نساء قليلة جداً.