زيادة الرواتب يا مدارسنا الخاصة
حنان سعيد الغامدي
المدينة 23/4/1433هـ الموافق 16/3/2012م العدد 17859
لأنه عام المعلم والمعلمة، عام فيه البشائر تتقاطر عليهما من كل حدب، خصوصـًا فيما يتعلق بحقّهما في المدارس الخاصة، فمنذ أن أصدر الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- قراره بزيادة الرواتب.. والتخطيط من قبل بعض مُلاك المدارس للالتفاف على القرار يزداد يومـًا بعد يوم وبطريقة بشعة جدًا.. حتى الموارد البشرية في تلك المدارس والتي توقعت المعلمة منها الإنصاف لم تجد منها إلا كلّ إجحاف.. فأنظمتها لا تطبق إلا على المعلمات الجديدات.. فالمعلمة التي لا خبرة لها مرتبها يبلغ الثلاثة آلاف، والمعلمة التي تصل خبرتها عشر سنوات يكون مرتبها في حدود الألفين ونصف، وقد يكون أقل.. إلا إذا كانت غير سعودية، فيمكن أن يصل لأبعد من ذلك بكثير.
مفارقة عجيبة جدًا، وهذه المفارقة أدّت إلى أن تستغني الكثير من المدارس عن معلمات ذات كفاءة عالية، فهي تفضل أن تتقاسمه مع الموارد حتى توفر على نفسها عناء دفع مرتب معلمة كامل!! فعين المستثمر تطغى على جودة التدريس وتخريج أجيال متميزة يتشدقون بها عبر إعلاناتهم عن مدارسهم.. فالمهم هو التوفير بقدر المستطاع!!
ولأنّ قرار خادم الحرمين -يحفظه الله- لم يكن حصرًا على فئة دون أخرى.. إلا أنه في نهاية الأمر اقتصر من قبل ملاك هذه المدارس على من هم في الموارد البشرية وبقوانين عجيبة، يعني زيادة الرواتب لا تشمل إلا من هم ضمن الموارد سابقـًا.. فالستة آلاف والتي أصبحت خمسة آلاف ليست لكل معلمة في المدارس الخاصة، بل لابد للمعلم أو المعلمة أن يقضي خمس سنوات في كنف مدرسته التي قد يتعرض فيها للمضايقات، فالنظام أصبح نظام احتكار فلا يحق فيه للمعلمة أن تقدّم في الخدمة المدنية..!
فعلا شر البلية ما يضحك.. فأي عدل وأي إنصاف يساوي من هنّ في المدارس الحكومية وكأننا ندرس أبناء ليسوا أبناء وطننا.. بل وكأنّ المعلمة ليست مواطنة..!
ومن طريف ما يحدث أن ما يسري من قوانين على المعلمة في المدارس الحكومية.. يسري على المعلمة في المدارس الخاصة.. في كلّ شيء بدون نقصان.. إلا في المرتب..!
فأنظمة تلك المدارس تتلذذ بإذلال المعلم أكثر من أي زمن مضى.. فملاّكها يضعون قوانين جديدة من ضمنها طلب الوثيقة الأصلية.. والتي لم تطلبها الحكومة، والتلويح والتهديد بعدم رفع الأسماء للموارد في حال رُفض أي طلب غير معقول من قبل المعلمة.. الفصل بدون سابق إنذار.. هذا كله ولم يُطبق نظام الستة آلاف.. فكيف لو طـُبـِق..؟!! يا للسخرية، فقد تعثرت آمال المعلمات التي انطلقت مع انطلاق قرار الملك -رعاه الله-.. وطـوقت الأحلام الكبيرة لتصبح شبه أحلام مبعثرة.. حسبنا الله ونعم الوكيل في كلّ من يستهين بمعلم الناس الخير.. وفي كلَ من لا يُنزله منزلته من إكرام وتقدير.