الموضوع: مقالات تربوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2012   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات تربوية

المعلمون وحقـوق أبنائنـا المسـلوبة
وليد السليم
صحيفة اليوم : الخميس 08-04-1433هـ


أعرف من المعلمين مَن يعطي من وقته ما يتجاوز زمن الحصة الدراسية ومن يبذل من جهده ما يتعدّى وقت الدوام المدرسي، أعرف منهم مَن هو قدوة لأبنائنا الطلاب في قوله وفعله فأصبح أنموذجًا للمربي الناجح فتخرجت أجيال متميّزون علميًّا ومتوازنون فكريًا وخلقيًا متأثرين بأخلاقه الكريمة وصفاته النبيلة، أعرف منهم من خصّص غرفة خاصة لمادته في بيت مستأجر ملأها بكل الوسائل التعليمية المبتكرة تلك الغرفة التي لا ترى مثيلًا لها حتى في أرقى المدارس الأهلية، أعرف من المعلمين الذين يدرسون في مدارس البيئات الفقيرة مَن يدفعون من مالهم الخاص لشراء الملابس وتوفير الوجبات اليومية لطلابهم المحتاجين، أعرف من المعلمين مَن تقاعد عن العمل بعد أكثر من 35 عامًا من الخدمة ولم يخرج إجازة يومًا واحدًا طوال خدمته، أعرف من المعلمين مَن يستخدم جهاز اللاب توب وجهاز العرض (الداتا شو) في مدارس الهجر البعيدة، وأعرف من المعلمين مَن عوّض الفقد لبعض الطلاب اليتامى وأصحاب الظروف الخاصة، فأصبح كولي أمرهم، احتواهم بعطف المربي الناصح مما جعل هؤلاء الطلاب يتجاوزون مرحلة عمرية عصيبة من حياتهم فشقّوا طريق مستقبلهم بثبات ونجاح وتفوّق، عرفت من المعلمين مَن يخرج من مدرسته في نهاية اليوم الدراسي فلا تسمع من صوته إلا همسًا لما بذله من عطاء في الشرح وفي أدائه مسؤولياته التعليمية وواجباته التربوية، وأعرف من المعلمين مَن جاء إلى مدرسة كانت من المدارس الطاردة للطلاب والمنفّرة لأولياء الأمور، فجاء هذا المعلم وحوّل إمكانات المدرسة المهدرة وطاقات طلابها المدفونة إلى تيارات إيجابية متدفقة فحازت المدرسة على المركز الأول في النشاط على مستوى المحافظة. كما قيل «بضدها تتميّز الأشياء».. فهناك المعلمون المهملون الذين يؤدون عملهم كوظيفة جامدة ينتظرون آخر الشهر ليستلموا راتبها، لا يسعون لتطوير أدائهم ولا لتحسين مستواهم مَن ذكرتهم كنماذج آنفًا عرفتهم وزاملتهم وشاهدتهم ووقفت على أدائهم نماذج مشرقة يؤدون رسالتهم النبيلة بكل إخلاص وتفانٍ وفي الجانب الآخر وكما قيل «بضدها تتميّز الأشياء»، فهناك المعلمون المهملون الذين يؤدون عملهم كوظيفة جامدة ينتظرون آخر الشهر ليستلموا راتبها، لا يسعون لتطوير أدائهم ولا لتحسين مستواهم، يعاملون الطلاب بفوقية ويعرضون دروسهم بتكاسل، يتأخرون في دوامهم وينصرفون قبل نهاية حصصهم، يكثرون من الإجازات ويكونون قدوة سيئة لطلابهم في هيئتهم الرثة وفي عباراتهم السوقية وتصرّفاتهم السيئة، يرفضون الأعمال الموكلة إليهم وينفذون واجباتهم بصورة يشوبها الخلل والنقص والتذمر. وبعد.. فرغم أحقية كل معلم بالمطالبة بحقوقه فإنني أسأل هذه الفئة الأخيرة كيف يستحلون راتبهم ومَن الذي سيعوّض أبناءنا حقوقهم المسلوبة من أدائهم الهزيل وأخلاقهم الرديئة؟!.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس