حصص النشاط الطلابي .. بعد نهاية اليوم الدراس
أنمار حامد مطاوع
عكاظ : الاحد 03-05-1433هـ العدد : 3934
تظل المدرسة هي المؤسسة الأولى والوحيدة القادرة على ضبط سلوك الطلاب والطالبات، وتوجيه طريقة تفكيرهم، واستثمار طاقاتهم فيما ينفعهم حاليا ومستقبليا. ضبط السلوك يتم من خلال الأنظمة والقوانين التي تطبقها المدرسة، والكيفية التي تطبق بها تلك الأنظمة، بما يحقق الأهداف التربوية منها، وهذه مسؤولية الوزارة والإدارة المدرسية. وتوجيه طريقة التفكير يتم من خلال المعلم والمعلمة والكيفية التي يعرضون بها المناهج والمواضيع العلمية. أما استثمار الطاقات فهو مسؤولية الجميع: الوزارة، المدرسة، المعلم، وحتى أولياء الأمور. كل طفل وضع الله سبحانه وتعالى فيه قدرات ومواهب خاصة به، قد يكتشفها فيه الآخرون، وقد يكتشفها هو في نفسه، وقد تمضي عليها السنين دون أن يكتشفها أحد، فتكمن وتضمر ويعيش الفرد طوال حياته لا يعرف قدراته ولا يعرف مواهبه ولا نقاط قوته التي تميزه عن بقية خلق الله. هذه الخاصية تحديدا تضع لها المدارس الأنموذجية آلية واضحة لاكتشافها واستثمارها من خلال (النشاط الطلابي) بعد نهاية اليوم المدرسي. المطلوب هو أن يتم وضع أنشطة طلابية يومية لمدة ساعة بعد نهاية اليوم الدراسي، يشمل كافة الأنشطة الأساسية: الرياضة؛ كالسلة والطائرة والقدم.. الأدب؛ ككتابة القصة والشعر والصحافة.. الفن؛ كالإنشاد والتصوير والتمثيل والإلقاء... وما إلى ذلك من أنشطة يتم الاتفاق عليها في كل مدرسة حسب الممكن والمتاح. السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: من سيقوم بتعليم الطلاب والطالبات هذه المهارات بشكل صحيح حتى لا تتحول إلى مجرد مضيعة للوقت والجهد الإضافي الذي لا طائلة منه؟.
الجواب بالتأكيد سيكون: هم المعلمون والمعلمات أنفسهم. وذلك بأن يتم توزيع المهام من بداية العام الدراسي ــ مهام الأنشطة الطلابية بعد نهاية اليوم الدراسي ــ على المعلمين والمعلمات، ويتم ترتيب دورات متخصصة لكل منهم في النشاط الذي سيتولاه. والدورات متوفرة في أي مجال يختاره المعلم والمعلمة. وبهذا، تضاف للمعلم والمعلمة فائدة جديدة من خلال الدورات تنعكس بالتالي على الطلاب والطالبات، ومن ناحية أخرى تزيد من دخلهم الشهري، حيث أن هذه الأنشطة توضع لها مكافآت مالية إضافية تشجيعا للجميع للمشاركة فيها..
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم وضع خطة متكاملة لأنشطة طلابية يومية لمدة ساعة بعد نهاية الدوام المدرسي تهتم باستثمار قدرات الطلاب والطالبات وتسهم في اكتشاف مواهبهم مبكرا. كما أن هذه الساعة ــ بكل حيثياتها ــ سيكون لها مردود إيجابي على الطلاب والمعلمين والحركة التعليمة بشكل عام.