بسم الله الرحمن الرحيم
تقول ثمالة : ( السلى ) وهو : وهو اللفافة على جنين البهائم التي تخرج معه عند ولادته .
وتقول : ( فلان ثوبه يسلى ) أي : أطال ثوبه حتى سحبه على الأرض ، وهو عيب عندهم .
وتقول : ( فلان يسلى الشحم ) أي : يذيبه ليستخرج الدهن ويبقى الكشو .
وتقول : ( كشو ) للشحم إذا أذيب وذهب الدهن وبقي ناشفاً . وهو حينئذ لذيذ جداً .
قلت : هذا صحيح فصيح : فالعرب تقول : كَشَأَ اللحمَ كَشْأً، فهو كشِيءٌ، وأَكْشَأَه : شَواهُ حتى يَبِسَ .
أما ( السلى ) فهو : لِفافَةُ الوَلد من الدَّوابِّ ، وهو من الناس المَشِيمةُ.
أما ( الثوب يسلى ) فالغالب أنه أخذ من سلى الشاة ، فالعرب تقول : سَلِيَت الشاةُ :
إذا تدَلَّى ذلك منها . والثوب الطويل يتدلى من صاحبه كما يتدلى السلى من الشاة .
أما ( يسلى السمن ) ففي كتب اللغة : سلأَ السَّمْنَ يَسْلَؤُه سَلأً واسْتَلأَه : طَبَخَه
وعالَجَه فأَذَابَ زُبْدَه . وهذا عندهم في الشحم والزبد .
قال أبو القمقام الأعرابي : غبت عن أهلي مدة ثم جئت فقدمت لي زوجتي عكتين من سمن ثم قالت :
اشر لي قرطين . فأنكر ذلك عليها ، وذكر أن العكتين قليلة ، وأن الحرائر يسلون نحيين ، ثم دعا عليها بالعقارب والحيات ،
وذكرها بحاجته للسمن في قضاء ديونه ، ومتابعة الحساب الذي بينه وبين بني قنين ، فقال :
تسلأ كل حرة نحيين
وإِنَّمَا سلأْتِ عُكَّتَيْنِ
ثُمَّ تَقُولِينَ اشْرِ لِي قُرْطَيْنِ
قَرَّطَكِ اللهُ على العَيْنَيْنِ
عَقَارِباً سُوداً وأَرْقَمَيْنِ
نَسِيتِ مِنْ دَيْن بَنِي قُنَيْنِ
ومِنْ حِسَابٍ بَيْنَهَم وبيني