السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الحلقة الثانية من مخاطبة البهائم . وللحديث بقية في حلقات لاحقه .
تقول ثمالة : ( قِيس قِيس قِيس ) للكلب لتدعوه ، والفعل : ( يقسقس للكلب ) أي : يدعوه .
وتقول : ( شُوْ شُوْ شُوْ ) للحمار لتدعوه للشرب ، والفعل : ( يشاشي للحمار ) أي : يدعوه للشرب .
وتقول : ( حَرّ ) لزجر الحمار ؛ للسير أو للابتعاد .
قلت : هذا كله صحيح وله أصل في اللغة . فقولهم ( قِيْس قِيْس ) للكلب أصله في اللغة
إما ( قُوس قوس ) أو ( قُس قُس ) وفي اللسان : وقَسْقَسْت بالكلب : إِذا صِحْتَ به وقلت له :
قُوسْ قُوسْ . وفي التاج : وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : القُوسُ : زَجْرُ الكَلْبِ إِذَا خَسَأْتَه قلتَ له :
قُوسْ قُوسْ . قالَ : وإِذا دَعَوْتَه قلتَ له : قُسْ قُسْ .
قلت : ثمالة تقول : قِيس قِيس ، وهو للدعاء فقط .
أما ( شو شو ) للحمار ففي اللسان أيضاً : ( شُؤْ شُؤْ ) و( شَأْ شَأْ ) : دُعاءُ الحِمار إِلى الماءِ ، عن ابن الأَعرابي .
وفي الصحاح : قال أبو زيد : شَأْشَأْتُ بالحمار : إذا دَعَوْتَه ، وقلت له : تَشُؤْ تَشُؤْ .
وكذلك ( حَرّ ) للحمار فهي صحيحة ، وذكر في اللسان أنها تقال لزجر الحمار
والمعز والضأن ، إلا أن ابن سيده قال : وحَرِّ : زجر للحمار ، وأَنشد الرجز :
شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ ( حَيَّهْ ) وقالت : حَرِّ
ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ