[سهيل2012]

اخترتُ لكم .. من أرشيفي .. ( قصيدة رثاء ) .. اخترتُ لكم .. من أرشيفي .. ( قصيدة رثاء ) .. اخترتُ لكم .. من أرشيفي .. ( قصيدة رثاء ) .. اخترتُ لكم .. من أرشيفي .. ( قصيدة رثاء ) .. اخترتُ لكم .. من أرشيفي .. ( قصيدة رثاء ) ..

بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني أعضاء منتدانا الغالي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما قبل :

يمر بكل إنسان منا أشخاص في هذه الحياة .. يسكنون الذاكرة !

ولا يغادرونها بسهولة .. فخلاف الأبوين والإخوان والأولاد وابناء العمومة .. هناك أناس يكون لهم

بالغ الأثر في النفس .. سواء زملاء العمل .. أصدقاء الحياة .. جماعتك وربوعك .. وكل من أسدى

لك جميلا في هذه الدنيا ...

أما بعد :

ومن ضمن هؤلاء الأشخاص الذين قدموا لأخيكم سهيل جميلا لا أنساه ما حييت .. أحد

الجماعة واسمه : محمد بن دوفان ..

فقد تمّ تعييني معلما للغة العربيّة بمدينة تربة عام 1411من الهجرة بصحبة أحد أبناء القبيلة

الأعزاء .. وهناك تعرفنا على زملاء وكونا صداقات ولقينا من أنواع الكرم الكثير من زملائنا من

قبيلة البقوم العريقة والذين لم يقصروا معنا حقيقة .. بالإضافة إلى زملائنا من القبائل الأخرى

وأكثرهم من قبيلة زهران العريقة ولي معهم ذكريات جميلة لا ولن تنسى على مر الأزمان ..

ولكن مع ذلك .. الإنسان يحنّ لجماعته وربعه ..

فقد ذُكِر لنا أحد ربعنا اسمه محمد .. في مدينة تربه .. فسألنا عنه .. وتعنينا له ولقينا هاك

الشايب الطيب النشمي الكريم .. والذي استقبلنا أحسن استقبال وأكرمنا وأحسن رفادتنا

وكنا خلال العامين الذين قضيناهما هناك في تربة .. في ضيافته .. نسير عليه كل يوم ويومين

خاصة مع موسم خرف التمر .. فكان يُجلسنا تحت هاك النخلة من نوع ( الصفري) ..

وكان يجذ ّ من ثمرها ويعطينا .. ومن ميزة الناس زمان ما يدسون عن ضيفهم شيء .. كان

يكرمنا بالموجود .. وكان عندهم في مدينة تربة عادات وتقاليد جميلة في إكرام الضيف ربما

أعرج عليها لاحقا - إن شاء الله - في الردود ..

المهم توطّدت العلاقة مع الشايب محمد ... واستمر الحال على ها المنوال .. إلى أن وردت

أسماؤنا في حركة النقل .. إلى مدينة الطائف .. فشددنا الرحال آئبين إلى مسقط رؤوسنا

ولسان الحال يُردد قول الشاعر :

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني * أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهبُ


وبعد عدة سنوات على نقلنا إلى مدينة الطائف لحق بنا عم محمد واستقر مع جماعته ..

وقبل فترة ليست بعيدة أصيب عمّ محمد بجلطه .. أثرت على صحته .. وعاش بعدها فترة

يعاني من آثارها .. إلى أن توفّاه الأجل المحتوم قبل عدة أشهر وذهب إلى لقاء ربه ..


فأحدث ذلك فراغا كبيرا في حياة أخيكم سهيل .. رحم الله عم محمد بواسع رحمته وأسكنه

فسيح جناته فقد سجل اسمه في قلوبنا .. وسيظل ما حيينا .. نذكره وندعو له ...

وقد نعاه أخوكم سهيل بالمرثيّة التالية :


[poem="type=1 color=#990000 font="bold large Tahoma, Verdana, Arial, Helvetica, sans-serif""]ألا يالله طلبتك ياكريم الوجه ويا الجاه =كريم الجاه ويا الوجه رب الكون سبحانه
تغفر ذنوب عبد ضعيف يا ما زل في دنياه = ضعيف(ن)زل وأكثر زلته هرجه من لسانه
عسى الله يرحم محمد ولد دوفان هيوالله= ويغفر له خطَاه ويشمله عفوه وغفرانه
هذاك الشائب اللي دائم البسمه على محيَّاه = وسيع الصدر وحْلال الكرَم والجود عنوانه
هذاك الشائب اللي في تربه ياكثر ما جيناه =يرحب بالضيوف ودونهم ما صك بيبانه
ليا جا الضيف غدى الضيف من ميسوره وعشاه =يقدم للضيوف اللي لِفوه صحون مليانه
إله بيت(ن)سواة القصر في شكله وفي مبناه = وقدامه نخل صفري وتفاحة ورمانه
غرسها من زمان(ن) فات واسقاها الوفا بيداه =ولا صافت جنى منها التمر واعطاه صدقانه
هذاك الشائب اللي فزعه ونخوه لمن ينصاه=يحقق مطلبه في سراع ثم يتعب على شانه
يبا يشهد له الضيف وخوي الجنب لا خاواه = وتشهد له شهادة حق بالمعروف جيرانه
عسى ربي يبيحه والجنان الخضر هي مثواه=أبا ادعو له واختمها بذكر الله سبحانه[/poem]

رحمه الله .. وجميع أموات المسلمين ..وأسكنهم فسيح جناته .

أخوكم / سهيل