رد: الحنين الى القرية ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لقد استمتعنا بنقاش مفيد وطرحت آراء قيمة في مداخلات على موضوع جد متميز طرحه الاخ المبدع دائما المقداد سلمت يمينه وكنت من المتداخلين واصنف مداخلاتي بانها من المؤيدة والميالة دوما لتفضيل القرية على المدينة الا ان آراء معتدلة طرحت من قبل بعض الاخوان وأخص بالذكر الشيخ عبد العزيز سلمه الله فقد كان متوازنا في طرحه مقنعا في حجته كما رأينا شيخنا منقاشا يميل للاعتدال احيانا ويوجس خيفة من الاقامة في القرية احيانا و رأينا طرحا مبررا للاخ رويعي يحذر من الخلود الى الدعة والتزام الاقامة في القرى وترك التكسب وان كنت المس في حديثه حنين للقرية واهلها لم يستطع اخفاءه رغم محالولاته .
وكان كاتبنا المقداد معتدل المزاج منافحا عن ما يعتقده ممسكا بدفة سفينته المبحرة في سلام الى ان خرج لنا من تسمى بابن المدينة البارمنافحا عن المدينة وحياتها وكمالياتها وترفها مقارنا ذلك احيانا بما للحياة في القرى من خصوصية تبعده عن الترف والرفاهية التي تذيب الطباع الكريمة والشمائل الحسنة فصورها شظف عيش وغلظة وهي ليست كذلك .
تم تمادى سامحه الله في تفضيل المدينة وتعدى ذلك في التقليل من القرية وساكنيها وطريقة عيشهم واسلوب حياتهم عندها انبرى له كاتبنا المقداد مثل اسد استفز في عرينه وزمجر وزأر وخفنا ان يفتك بنا جميعا.
( وتلك شنشنة اعرفها من اخزم )
وقد رأينا ما تم بعد ذلك من تدخل الادارة ولا اقول في ذلك الاخيرا الا انني احب ان اقول لاخي المقداد وللجميع ان من محاسن النقاشات ان يشارك فيها الجميع وان يسمع فيها الرأي والرأي الاخر وانه لولا وجود كل الاراء لما ظهرت لنا المزايا والعيوب وقديما قيل بضدها تتميز الاشياء .ومما هو معروف ومألوف في ارثنا التاريخي ما عقده القدماء من مقارنات شملت العيوب والمميزات في صنوف شتى من جوانب الحياة حيث نجد كتبا الفت في فضل بلد على بلد وتفضيل جنس على جنس وحتى طعام على طعام وكلها تعقد المقارنات وتوضع ادلة وحجج كل فئة من الفئات وان شئتم فاقرأوا ما الف في فضل العيش في مكة عليه في المدينة المنورة وكذا في تفضيل غيرهم العيش في المدينة عليه في مكة .
او اقرأوا ما كتبه الثعالبي امام اللغة عن المقارنات بين الكثير من المعطيات وكتب الاضداد مما الفه الاجداد اكثر من ان تحصى في عجالة مثل هذه ، ولماذا نذهب بعيدا ونحن اليوم وبالامس نتسامر بقرآءة تلك المقارنات الادبية في الشعر الشعبي بين البن والتنباك والجمل والترمبيل وسواها كثير .
ومختصر القول انه من الواجب ان تتسع صدورنا لسماع الاراء المخالفة وان تكون دافعا لنا لتبرير آرائنا وحشد حججنا ودحض ما نعتقد انه حجة واهية لنقنع الجميع بالحجج وهي القناعة التي تبقى راسخة في اذهان المتلقين اما ما سواها فيذهب ادراج الرياح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
|