[خلف بن عبدالعزيز الثمالي]

إيهِ أبتي منقاش
وادلو بدلوك فالمتصفّح متصفّحك
غير أنّني لست معك يا أبتي في أن فاتح القسطنطينيّة هو غير محمّد الفاتح
السّّلطان العثماني,فعلى يده فتحت القسطنطينيّة ولأول مرّة,وهو المعني بمدح
الرّسول صلى الله عليه وسلّم,و لو عادت إلى البيزنطيين أو لم تعد ومن ثمّت
فتحت ولو لألف مرّة ما اعتبرت من جاء من بعد السّلطان العثماني فاتحاً للقسطنطينيّة
وهذا ما أخذ به أباطرة التّاريخ وما أسقطه رجال الدّين والعارفين بالحديث على هذا
الفتح فيما يتعلّق بحديث الرّسول صلى الله عليه وسلّم حينما قال :(لتفتحنّ القسطنطينيّة
فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش).
ولا تذهبنّ بعيداً إلى الحاقدين على الدّولة العثمانيّة,وعلى الأتراك, إنّهم شوّهوا تاريخ
الدّولة العثمانيّة خصوصاً الغربيين النّاقمين عليهم,وكذلك العرب شوّهوا تاريخ بني عثمان
لا لشيءٍ سوى أنّهم أتراك ولم يكونوا من العرب,ولا تأخذّن يا أبتي بقول المتطرفين في
الدّين والغلاة الذين يستندون على الأحاديث الضّعيفة حتّى وإن حسّنوها لغرضٍ في
أنفسم ليسقطوها على غير محمّد الفاتح الذي أشفى صدورنا بفتحه القسطنطينيّة
وبقضائه على الرّوم,حتّى أنّ محمّد الفاتح حين اجتمع بجيشه وحاصر القسطنطينيّة
لأشهر اجتمع بهم وذكّرهم بهذا الحديث وقال: أسأل الله أن يحقّق فينا قول الرّسول
صلى الله عليه وسلّم(الحديث السّابق) ,ثم أخذ هو وجيشه بالهجوم على القسطنطينيّة
بعد الحصار المشدّد وهذا ماسنتاوله مستقبلاً.
أمّا جبل الجودي فهو في أقصى شرق تركيا,وأنا كنت في أقصى غربها وبيني وبينه أكثر
من ألفي كيلاً من الأمتار,وهذا ما تعذّر كثيراً على السّياح ,إذ أنّ الذّاهب إليه
يحتاج إلى قطع الكثير من الفيافي والقفار والصّحاري خصوصاً إذا همّ بأرض روم وديار بكر
ولو كانت الطّريق ميسّرةً من العراق لهان السّفر إليها من جزيرتنا العربيّة,ولكنّني أنصحك
بأن تذهب إلى جبل الجودي من حبيبتك أذربيجان التّي فضّلتها كثيراً على نعمان وميسان
وشقصان ,فأنا جئت فقط على ذكر جبل الجودي كمعلومة أقدّمها لك ولأحبّتي هنا إلاّ
أنّني لم أصل إلى هذا الجبل أيّها القوقازي .
دمت بخيرٍ,وعافية.