رد: استانبول قلب العالم النّابض
بسم الله الرحمن الرحيم , ولا عدوان الا على المخاوي ومن هم على شاكلته من الظالمين , وبعد :
أسمع يا ابن عبد العزيز , بيض الله وجهك أنت ومن يسمع , وعلومك ان شاء الله كلها غانمه واللكب قد جاك مدري أنت جيت الى على حده وخمشته ثم اختطفته بمعونة ابو أنس وبقية الشله وهجيتم به قبل نصدق لكم عليه , لكن أنت تستاهل أكثر منه وابو نقشه يحرز على منحك ماهو أفضل منه لأن الأماره أتضح لي بعد التمعن في عواقبها أنها خزي وندامة يوم القيامه ..
رحلتك يا ابن عبدالعزيز قربتك من منجم ألأثار والحضارات والتنوع الطبيعي في وسط آسيا اللي سكنها على مدار التاريخ امم من ثقافات واعراق مختلفه من ما زاد من جمالها وسحرها ,, قربتك من آثار عظيمه خصوصا ان شرقت وسلكت فيما سلكت مسالك بديار كان يتفرع فيها طريق الحرير , , ديار يتعرج فيها سلاسل جبليه جمال كثير منها يخطف الأنفاس , جبال أن نظرت في ذراها زينها للناظرين (في فصل الصيف) طواقي من الثلج الشديد البياض , وان أرخيت النظر بهرك واسرك ما دون الذرا اللي كساها منشيها بحلل من السندس والأستبرق الأخضر , ويتحدر منها الأوديه اللي كثير من مياهها كاملة النقاء والعذوبه وبارده ودايمة الجريان .
بلاد يتملك العجب اذا وصل لسمعك أن بعضها كانت في يوم من ألأيام جزىء لا يتجزأ من دولة الأسلام ويحكمها ولاه يعينهم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وبلاد ثانيه على الشرق من بحر الخزر شملها الفتح ألأسلامي في عقود تلت ..
بلاد واسعه أن غربت من بحرها (بحر الخزر في السابق وبحر قزوين حاليا) تبي تغمرك الدهشه من منظر رسو وتحجر سفينة نوح على قمه من قمم جبل الجودي , ولا بد أن توارد الخواطر يبي ياخذك لجبل جودى في بلاد ربعنا العيله .
وان شرقت عن بحرها شرق ووصلتك الخطى حتى مرو يبي يثير أشجانك ويوقض احزانك مثوى مالك ابن الريب الثمالي ومرثيته لنفسه , المرثيه البليغه والعجيبه بعجب هاك الديار اللي يزيد من عجائبها ما يذكر عن أن مسقط راس المسيح الدجال فيها (بمرو) .
وان شرقت أكثر فلا بد لك من التعريج على أطلال سمرقند ومن ذرف الدموع هناك مدرارا ومغزارا على ماضي مشرق مجيد كان للأسلام بتلك الديار , ولا بد أن توارد الخواطر يبي يوصلك لتتذكر قصة الفتح وتتذكر مضرب المثل بعدل الأسلام يوم أن انسحب الفاتحون من سمرقند بحكم قضائي انصف فيه القاضي سمر قند واهلها من ما تسبب في دخولهم لدين الله أفواجا ..
وان شديت الرحال الى الجنوب من بحرها تبي تلقى الديار (اصفهان) اللي يبي يخرج منها المسيح الدجال في زمن ربما أنه أظلكم والا ما هو بعيد عنكم (آخر الزمان) , وان توجهت شمال بحر الخزر تبي تتوه في بحثك بين السدود الأثريه اللي ربما خامرتك الظنون في أن من بينها ربما كان ردم يأجوج ومأجوج , ولا يبي ينتهي بك البحث المضني والتقصي ألا في مطلع الشمش في القطب الشمالي والصحاري الثلجيه ...
وان بقي فيك حيل شرق أكثر حتى تقول سلام لأسلاف جنكيز خان ولا يردك ألا سور الصين العظيم ...
|