08-14-2012
|
|
وانقضى رمضان !
وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان ! وانقضى رمضان !
وانقضى رمضان !
08-11-2012 12:33
بالأمس , كنا ننتظر شهر رمضان , ونبحث عنه في الآفاق ؛ سلوة للنفوس , وأنسا للقلوب , وروضة للعقول . واليوم , تكاد شمس آخر أيامه تغيب عنا , وكأنه طيف من خيال , بعد أن كان مضمارا نتنافس فيه , وميدانا نتسابق فيه ؛ ليرحل بعدما أفرغ في قلوبنا رحمة , ومغفرة , وعتقا من النار .
انتظرناه من العام إلى العام ؛ ليكون شهرا غير مودع ودعناه , وغير مكروه فارقناه . إذ لم يكن مجرد شهر من سنة , بل كان عمرا مرّ في شهر ؛ لنقطع بها مرحلة من أعمارنا , تقربنا من آجالنا , ربح فيه من ربح , وخسر من خسر . وهو شاهد لنا , أو علينا بما أودعناه فيه من أقوال , وأفعال - حسنها وسيئها - , فالأيام خزائن حافظة لأعمالنا .
لا أبالغ إن قلت : إن الليالي , والأيام تمضي ؛ ولكن ليس كمثل رمضان من مذاق . إذ إن القلب سيشتاق لعمل الصالحات فيه , دون أن تنقطع تلك الأعمال بعد رمضان . بل يجب أن تبقى آثاره شعارا متمثلا في حياة الفرد , والأمة . وهذا - بلا شك - من فقه البصيرة في الدين , وحسن الفهم لشعائر الإسلام إذا تحقق ؛ حتى نصل - بإذن الله - إلى بر السلام , وشاطئ الأمان .
عزائي لمن سيتلطخ بأوحال المعاصي بعد رمضان , أن الاستقامة وإن كانت أساسا فيه , فإن حياة المسلم لا تنقطع إلى أن يأتيه ملك الموت : " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " . مع ملاحظة أن أحب الأعمال إلى الله , أدومها وإن قلّ . وهي رسالة نؤكد - من خلالها - الاستمرار في فعل الطاعات ؛ من أجل التغيير إلى الأفضل . وعندما يتأمل المرء النصوص الشرعية , سيلحظ أنها أمرت بعبادة الله , والاستقامة على شرعه في كل زمان , ومكان , دون تخصيص تلك الأعمال بمرحلة من العمر , أو تقييدها بفترة من الزمن . ذلك أن من علامة قبول الحسنة , الحسنة بعدها , - كونها - زيادة في الثواب , ورضوان من العزيز الوهاب . كما أن من أمارات ردّ العمل , العودة إلى المعاصي بعد الطاعة .
اللهم , وكما سلمتنا رمضان , وسلمته لنا , فتسلمه منا مقبولا يا غفور يا رحيم . فهو وإن انتظرناه بشوق , وحنين كل عام , فها نحن نودعه بذلك , ونحزن لفراقه ؛ ولكن سلوانا هو رجاء تجدد لقاءه المؤمل , وقبول الله ما قدمنا فيه من صالح القول , والعمل , ولسان حالنا يقول :
اليوم ميلادي الجديد وما مضى موت بليت به بليل داج
أنا قد سريت إلى الهداية عارجا يا حسن ذا الإسراء والمعراج
د . سعد بن عبد القادر القويعي
|