[رويعي الغنم]

شاعرنا الغالي سهيل يحفظه الله : دع الربع والأصحاب ودع بني العمومة والناس كلها , دعهم جانبا واتخذ الله صاحبا , والنجاة النجاة فأن الفتن تمطرنا كل يوم من كل جانب وتعرض على القلوب كما تعرض الحصير على النار عودا عودا , فأيما قلب تشربها ....وايما قلب أنكرها ....حتى تكون على قلبين ..الخ الحديث ...
دعهم جميعا وابتغ لك بين ذلك سبيلا لعلك تبلغ بذاك شيئا من رضى المنعم المتفضل , دعهم ولا تسرف مثلهم ابتغاء مرضاتهم فأن الله لا يحب المسرفين , وأياك ثم أياك أن تختلط عليك الأمور أو تعصف بك عاصفة من الأهواء فيلتبس عليك الحق بالباطل وتذهب بك الظنون المذاهب وتظن أن عادات البذخ والأسراف التي نشاهدها في الولائم والأفراح أنما هي لون من الوان الكرم المحثوث عليه في الأسلام ..
اياك أياك والنجاة النجاة فأنه لا كبيرة مع الأستغفار ولا صغيرة مع الأصرار , وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم , والحذر الحذر فأن ميزان الأسلام في هذا الشأن دقيق ومرهف وأشد حساسية من ميزان الذهب أذ نجده ينهى عن ألأسراف في كل شيء حتى وأن كان الأسراف بماء الوضوء من عابد ناسك شرع في وضوئه على ضفة نهر جار ..
اياك اياك وألا فأنكم في كثير من مناسباتكم تسيرون خطوة خطوة في نفس الأتجاه وعلى نفس الطرق التي مهدها الشيطان نعوذ بالله منه بخطواته حتى اوصل أخاكم الجفالي الى المواصيل الشائنة التي وصل اليها , ومثله الكثيرون من المترفين الذين فعلوا ويفعلون مثل فعلته وأشنع منها, ومع ذلك فأن له ربا غفورا يقبل التوبة والأوبة من عباده , فكم من عامل عمل بعمل أهل النار حتى لم يبق بينه وبين النار سوى قيد ذراع فسبقه الكتاب وعمل بعمل أهل الجنة فغفر الله له وأدخله الجنة لذلك فأن الأعمال بخواتيمها , أسأل الله لي ولكم حسن الختام وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير ايامنا يوم لقائه , والله أعلم ...