صحيفة اليوم : الاربعاء 21-1-1434هـ
تحقيق: قرار الفسحتين يعصف بميزانيات الأسر
سندس الشنقيطي ـ الخبر
تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض فى الفترة الأخيرة لقرار وزارة التربية والتعليم الخاص بنظام الفسحتين، فالبعض يرونه مجحفا والآخر يعتقد انه يراعي مصلحة الطالب وبين هذا وذاك يقف ولي الأمر حائرا بين زيادة مصاريف أبنائه ليرتفع معدل ما يصرفه الطالب منهم يوميا كمتوسط خمسة ريالات كحد أقصى للأسر متدنية الدخل! بالإضافة لوضع المدارس السيئ التي لا تعمل فيها المكيفات، وكذلك المقصف الدراسي الذي يقدم وجبة إفطار رديئة لا تسمن ولا تغني من جوع. أما من منظور علمي فتعد وجبة الافطار من أهم الوجبات في اليوم خاصة في سن الطفولة، وأثبتت الدراسات ان وجبة الافطار المغذية والمتنوعة لها وظائف عديدة منها المساعدة في تحسين وظائف الدماغ في مجال القدرة على التعلم وزياده الانتباه والتركيز وتنشيط الذاكرة، وتعمل وجبة الافطار الصحية المغذية على الحفاظ على وزن مناسب ومتوازن. كما تعمل على تحسين السلوك والقدرة على التفاعل الاجتماعي الايجابي، وتفاصيل أخرى مثيرة سنعرفها فى التحقيق التالي:
نجد أن الاطفال الذين يفطرون تزيد لديهم درجة الابداع ويحافظون على هدوئهم ونظرا لهذه الأهمية لوجبة الافطار، وانطلاقا من رغبة وزارة التربية والتعليم من مواكبة التطورات والاستفادة من نتائج الدراسات والبحوث الهادفة الى تحقيق النمو الشامل والمتكامل للطلاب والطالبات في كل المراحل الدراسية فقد عمدت وزارة التربية والتعليم الى تعديل المادة 75 من القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام المتعلقة بتنظيم زمن فسح الطلاب خلال اليوم الدراسي الى 45 دقيقة توزع على فترتين ويختلف التوزيع الزمني باختلاف المرحلة الدراسية مع العمل على تطبيق هذا التعديل ابتداء من العام الحالي ولعل الفسحة بمفهومها الفعلي تشمل تناول الافطار ومزاولة نشاطات عدة والاستراحة للمتعلم والمعلم، لذا فان تقسيم الفسحة الى فترتين خلال اليوم الدراسي أمر تختلف فيه الآراء ويقف فيه المهتمون والتربويون وأولياء الأمور مواقف عدة، فهناك مؤيد لما يراه من أهمية توزيع الوجبات على كميات صغيرة يتناولها الطالب على فترتين ما يدفع الى السمنة والملل في ذات الوقت، وهناك معارض يرى ان وزارة التربية والتعليم تعيش في برج عاجي ولا يكلف من يتخذ القرار فيها نفسه بالنظر الى الاسفل ليرى ان هناك أعدادا كبيرة من طلابها يعيشون في ظل ظروف قاسية مثل التشتت
ألم يصبح وقت الفسحة أو الانصراف مصدر رعب لكثير من المدرسين الذين يعانون عنف الطلاب وتهديدهم إياهم، ووفق هؤلاء فهذا القرار يتجاهل واقع الطالب والمعلم والبيئة المحيطة بهما ويقف فريق ثالث موقفا وسطا، ليرى ان القرار يستند الى حقائق علمية وتجارب ناجحة في بعض الدول التي تطبقه لكنه يحتاج الى قرارات تسانده وتعمل على نجاحه. الأسري وفقدان الأدوار الايجابية لمؤسسات المجتمع. كما ان وقت الفسحة في بعض المراحل عبء على ادارة المدرسة ومعلميها ويحتاج الى مراقبة لمنع حدوث المشكلات، فكيف يصبح فترتين يوميا ومن يعارض هذا القرار يرى انه اهدار لوقت المدرسة وزيادة في أعبائها في ظل تقاعس الوازرة عن الدعم المادي والمعنوي اللازم لتقوم المدارس بأدوارها، ويقول عدد من المعلمين : «ألم يصبح وقت الفسحة أو الانصراف مصدر رعب لكثير من المدرسين الذين يعانون عنف الطلاب وتهديدهم إياهم»، ووفق هؤلاء فهذا القرار يتجاهل واقع الطالب والمعلم والبيئة المحيطة بهما ويقف فريق ثالث موقفا وسطا، ليرى ان القرار يستند الى حقائق علمية وتجارب ناجحة في بعض الدول التي تطبقه لكنه يحتاج الى قرارات تسانده وتعمل على نجاحه منها : ان تعمل الوزارة على التعاقد مع شركات تقدم غذاء صحيا بسعر رمزي يراعي ظروف الطلاب. ان تقدم الوزارة خيارات عديدة للطالب والمعلم يستثمر فيها وقت الفسحة بما يعود عليه بالنفع ويحقق النمو الشامل للطلاب، بل يقترح هؤلاء ان تقترح الوزارة آليات عديدة وطرقا مفيدة لاستثمار هذا الوقت المستقطع من اليوم الدراسي بما يناسب ميول الطلاب ويشبع حاجاتهم، ويحذر هؤلاء من ان تتخلص المدارس من العبء الملقى على عاتقها بزيادة زمن الفسحة بفرض انواع محددة من ممارسات الطلاب فتصبح الفسحة شكلا من أشكال حصص النشاط المدرسي.
معلمات: القرار زاد العبء على كاهل الأسرة
مسئولية مراقبة الطلاب فى الفسحة تقع على من؟
تقول المعلمة عزة والتي تدرس في المرحلة الثانوية ان القرار كان صدمة للجميع من أولياء أمور ومعلمات. ووضعوا عدة نماذج كل مديرة تختار النموذج الذي يناسبها.. وإن اختلفت النماذج فجميعها اتفقت على طول مدة الدوام المدرسي ففي بعض الأيام ينتهي الواحدة والنصف، وفي أيام أخر بعد الساعة الثانية.. وقد وجد هذا القرار ردود أفعال غاضبة لما يترتب عليه من آثار سلبية.. أولها زيادة العبء على المعلمات وخاصة المسؤولة عن المناوبة في ذلك اليوم فهي مسؤولة عن مراقبة الطالبات في الفسحتين وتنظيم صعودهن للفصول بعد الفسحتين، ثم البقاء في آخر الدوام حتى تخرج آخر طالبة. بالإضافة إلى حصصها في ذلك اليوم، كما لدخول الطالبات إلى الفصول في حالة من التعب والإرهاق، بعد جري ولعب. فتبدأ المعلمة محاولات مضنية لتستعيد الطالبة قدرتها على التركيز (وخاصة الحصص الثلاث الأخيرة). ولا ننسى ما يترتب من جهد ومشقة على عاملات النظافة فبعد الفسحتين تحتاج الممرات والساحات إلى نظافة مضاعفة. وكثرة المشكلات بين الطالبات تصل أحيانا إلى التشابك بالأيدي وساهم في ذلك ولا شك وقت الفراغ الذي تكون فيه الطالبة خارج الفصل كما يقع العبء الكبير على أولياء الأمور.. فهم بحاجة إلى زيادة المصروف اليومي للطالبة، والحضور في وقت مناسب لأخذ بناتهم، فماذا يفعل ولي الأمر الذي لديه بنات في مراحل تعليمية مختلفة!! والمشكلة تطال الطالبات اللاتي ينصرفن في باصات مستأجرة، فتصل الطالبة إلى منزلها بعد العصر نظرا لأن الباصات تمر على عدة منازل، ولأن لدينا في المدرسة قسما لتعليم الكبيرات نلاحظ غيابا جماعيا للطالبات لأنهن لم يستطعن التوفيق بين الدوام الطويل و ظروفهن في المنزل.
التعليم: تحديد مكان الفسحتين متروك لإدارة المدرسة
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني أن تحديد مكان الفسحتين بين الحصص في الجدول المدرسي متروك لمدير ومديرة المدرسة وفق ما يريانه محققا للمصلحة التربوية والتعليمية، على أن تتم مراعاة عدم ضم الفسحتين في فترة واحدة، ولا تزيد الفترة الفاصلة بين الفسحتين عن ثلاث حصص وأن يتم إشراك مجلس المدرسة، وطالب ممثل لزملائه من كل فصل, في اتخاذ قرار تحديد وقت الفسحتين، مبيناً أن الوزارة وضعت عدداً من النماذج التي يمكن لإدارة المدرسة أن تختار منها ما يناسب ظروفها، وفق المحددات المنصوص عليها، لافتاً الانتباه إلى أن التنظيم الجديد يهدف إلى تحقيق المصلحة التربوية لكل من المدرسة والمعلمين والطلاب وأولياء أمور الطلاب والطالبات على حد سواء.وأكد أن الوزارة ممثلة في وكالتي التعليم قد نفذت دراسة مسحية لواقع اليوم الدراسي وتقسيم الحصص والفسح وتأثيرها على الأداء العام داخل المدرسة، شارك فيها عدد من مديري ومديرات المدارس والطلاب والطالبات والمختصين في التغذية واللياقة وعدد من المهتمين، وخلصت إلى وضع تنظيم مرن يمنح الطلاب وقتا كافيا للراحة ومزاولة النشاط وتناول الإفطار أكثر مما يمنحه التنظيم السابق دون الإخلال بالزمن المحدد لليوم الدراسي.وأفاد أن اللائحة القديمة كانت تنص على منح الطلاب فسحتين للاستراحة ومزاولة النشاط بحيث لا يقل مجموع مدتهما عن ثلاثين دقيقة يومياً وفسحة قصيرة لمدة خمس دقائق بين كل حصتين تتيح للمعلمين والطلاب الانتقال من فصل لآخر وسحة تتراوح مدتها بين (15) دقيقة إلى (30) دقيقة بحسب أعداد الطلاب لأداء صلاة الجماعة في مصلى المدرسة.?