[ابن ابي محمد]

الأخوة والأخوات الأعزاء : ما ستقرأونه أدناه أجتزأته من مؤلف لبريطاني (غير مسلم ) كان في حياته رحالة ومتسلقا للجبال , وقام برحلة أستكشافية طويلة مر أثناءها في طريق عودته بمكان الردم الذي بناه ذو القرنين ..
ثم كتب عن يوميات رحلته تلك بين دفتي كتاب كبير نشر في عام 1875م وصف فيه في بضعة اسطر احد الأمكنة التي مر بها أثناء رحلته دون أن يعلم عن العظمة التاريخية لما وصفه وما كتب عنه , ودون ان يشعر هو او أحد غيره بأن ذلك الجزء الذي مر به أنما هو آثار لبقايا ردم يأجوج ومأجوج الذي لم يبق منه حينها الا بعض آثاره اثر أندثاره منذ قرون سلفت وانقضت , الأندثار الذي بدأت بوادره تظهر لأول مرة في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم فنبه أمته الى ذلك الحدث الجلل قائلا : ويل للعرب من شر قد أقترب , الخ الحديث ...
يقول المؤلف في كتابته عن يوميات رحلته بالصفحه 319 :
نحن الآن شارفنا على حافة قمم ..؟... التي تفصل ...؟.. , ونرى منها أمامنا فجا مفتوحا تحفه جبال عظيمة تكسو الثلوج قممها الشاهقه ..
ومن بعد ذلك الفج ها نحن قد بدأنا في الأنحدار سالكين طريقا متعرجا شديد الأنحدار والوعورة خلال هيئآت طبيعية من أكثر الأمكنة الباعثة على الشعور بالوحشة والرهبه , مارين أحيانا من خلال سراديب عملت للوقاية من الأنهيارات الثلجية المميته التي تقل جدواها اثناء موسم الربيع .
اول محطة في المنحدر كانت ...؟... بوهدة مستويه يشاهد منها اربعة جداول ثلجية تنحدر الى مجرى وادي قادم من قرية ...؟... الوقعة بأطراف جبال ...؟... التي تبدو من هناك بكامل هيبتها وعظمتها وسموق ارتفاعاتها البالغ (16,500) قدم والتي تكسوها الثلوج ببياضها المبهر للأبصار ,, منظر تلك الجبال الرهيب المهيب الذي جعل منها اسطورة ومن أكثر الجبال مهابة واجلالا بالمنطقه حيث تبهر الناظرين بأرتفاعات قممها السامقة التي تبرز وتبدو بتعددها وتقاربها وكأنها متشابكة في الفضاء , وترى جداولها السريعة الجريان وهي تتحدر بعيدا بأتجاه الأودية السحيقه ..
بأحضان تلك الجبال الشاهقة المهيبه تقع قرية ...؟... التي يدخل بعدها الطريق مضيقا لا يبقي فيه مجال سوى لجريان المياه الهادره , لذلك قدت الممرات في جوانب الصخر ببعض اجزائه من ما يعتلي النهر ,هذا المضيق هو الأشد على سالكيه من ما عداه شعورا بالوحشة والرهبه , حيث لا يشاهد العابرون فيه سوى جدارا مهولا من الحديد والصخور الرمادية الجرداء ينتصب على كلا الجانبين عاليا في السماء قرابة ستة آلاف قدم ..
هذا المضيق الخانق يمتد ثمانية أميال تقريبا يخيم على سالكه طيلة تلك المسافة شعور بالعزلة وشدة الوحشة والضيق بسبب هيبة ورهبة ذلك اللحد الخانق المظلم ...
الى هنا ينتهى ما تم أجتزاؤه من النص , وعندما تنتهون بمشيئة الله من تثبيت أسماء معالم دياركم الطبيعية والصناعيه على الخرائط القوقليه وفقا لما أقترحه عليكم رويعي الغنم , عند ذلك نعدكم بالشخوص الى بقايا الردم وتزويدكم بتقرير متكامل عنه يكتبه لكم أن شاء الله المستعين بالله ويدعمه بصور آثار الردم , ويبين لكم في ثناياه من هو ذلك الملك الصالح الذي أقامه ؟ , والأقوام التي كانت من دونه ومن خلفه , بالأضافة الى تقديم الأدلة على ان السد الذي كتب عنه سلام الترجمان للخليفة العباسي الواثق لم يكن ردم يأجوج ومأجوج ..
وأن لم تتفاعلوا وتتعاونوا على أداء تلك المهمة الهامة التي أقترحها عليكم اخوكم الرويعي , فأن هذا الوعد سيذهب أدراج الرياح واعتبروه حينها لاغيا وكأن لم يكن , وشكرا ....