بسم الله الرحمن الرحيم
تقول ثمالة : ( صِيْخ صيختك بالله ) للدعاء عليه .
وتقول : ( اخسف عني ) أي : ابتعد عني ، دعاء عليه .
ومثله : ( فلان خسف ) أي : ابتعد غير مأسوف عليه .
وتقول : ( طُس عني ) أي : ابتعد عني .
ومثله : ( فلان طس ) أي : ابتعد غير مأسوف عليه .
وتقول : ( الصمخ ) أي : الضرب الشديد الذي يحدث صوتاً هائلاً .
ومنه : ( صمخه بكف ) أي : ضربه كفاً شديد الوقع .
قلت :هذا كله صحيح . فكلمة : ( صيخ ) بمعنى ( سيخ ) من باب الإبدال بين السين
والصاد وهو صحيح ومشهور ، وتقدمت أمثلته . وفي التاج : وصاخَ في الأَرض يَصُوخ
ويَصِيخ : ساخَ أَي : دخَل فيها .
ويصبح معنى : ( صيخ ) أي : صاخت أو ساخت بك الأرض وانخسفت ، من ساخ
في الأرض يقال : سَاخَتْ قَوَائِمُه في الأَرض : تَدخُل فيها وتَغِيب . وفي حديث سُرَاقةَ :
فساخَتْ يَدُ فَرَسِي أَي : غَاصَتْ في الأَرض . فهو دعاء عليه بأن يخسف الله به الأرض .
ومثله قولهم : ( اخسف عني ) فكأنه دعاء عليه بأن يخسف الله به الأرض ، ويبعده عنه .
أما ( طس ) بمعنى ذهب فصحيحة ، ففي النوادر : ما أَدري أَين طَسَّ ولا أَين دَسَّ
ولا أَين طَسَمَ ولا أَين طَمَس ولا أَين سَكَعَ ، كله بمعنى : أَين ذهب ؟
أما ( الصمخ ) فصحيح ، ففي التاج : صَمَخَ أَنفَه : دَقَّه عن اللِّحيانيّ ، قال : الصَّمْخ :
كلُّ ضَرْبَةٍ أَثّرتْ . قال أَبو زيد : كلُّ ضَربة أَثّرتْ في الوَجْه فهو صَمْخ . وعن ابن
السِّكِّيت : صَمَخ عَيْنَهُ يَصْمُخها صَمْخاً : إِذا ضَرَبَهَا بِجُمْعِ كَفِّهِ .
وعن أَبي عُبيد : صَمَخَت الشَّمْسُ وَجْهَه : أَصابتْه .
وقال شَمِر : صَمَخَتْه الشَّمسُ : إِذا اشْتَدَّ وَقْعُها عليه .
وقد ورد الصمخ في شعرهم الهزلي ، في حكاية شاعر يتغزل في محبوبته :
ابدع قافي فالميقافي
عند الشربة مدّنيها
فبو عينٍ كما البركة
اللي جمعه طاحت فيها
وابو سنٍ كما المصواط
نص عشانا ينشب فيها
وابو راسٍ كما الدبّاه
(صمخ) البندق ما يوحيها