بسم الله الرحمن الرحيم
تقول ثمالة : ( فلان مبرشِم ) أي : ساكت مع إظهار الغضب والوجوم .
وتقول : ( برشومي ) الفاكهة المعروفة .
وتقول : ( فمه مرشِم ) أو ( اغسل الرشيم من فمك ) أي : آثار الأكل على الفم ،
كالعصيدة باللبن التي تترك أثراً على الفم وما حوله ، وخصوصاً على فم الصغير ،
وهي تغسل أو تفرك إذا يبست .
وتقول : ( رشْمَه ) وهي : ما يوضع على فم الحمار . ومنه قولهم : ( جاء فلان قاطع رشمته )
كناية عن الشخص المنفلت في كلامه ، ولا يراعي أحداً .
وتقول : ( تلبطتك أم رِشِم ) دعاء عليه بالأمر العظيم . لكن لا أعرف إن كانت
( أم رشم ) عندهم من الإنس أو الجن أو الحيوان .
قلت هذا صحيح : فكلمة ( مبرشم ) بمعنى غضبان صحيحة ، جاء في القاموس المحيط :
بَرْشَمَ : وجِمَ ، وأظْهَرَ الحُزْنَ ، أَو : شَنَّجَ الوَجْهَ .
أما ( البرشومي ) فهو نبات وفد على العرب متأخراً ، لذلك لم تذكره كتب اللغة ،
ولا أدري هل اللفظ مستورد ، أو له أصل في اللغة ؟
أما ( الفم المرشم ) فأصلها صحيح أيضاً ، قال أبو تراب : سمعت عَرَّاماً يقول :
الرَّسْمُ والرَّشْمُ : الأَثَرُ . والفم أو الوجه المرشوم هو الذي عليه آثار الأكل وبقاياه .
أما ( الرشمة ) فقال الزبيدي : والرشمة بالفتح : ما يوضع على فم الفرس عامية .
و ( قاطع الرشمة ) أخذ من هذا المعنى ، تشبيهاً له بالحمار الذي كان هادئاً في رشمته ،
فإذا قطعها انفلت واستباح كل شيء .
قلت : ما أكثر هؤلاء الذي قطعوا رشماتهم في هذا العصر ، تجدهم في المنتديات
والصحف ، وسائر وسائل الإعلام .
أما ( أم رشم ) فصحيحة ، ولفظ ( تلبط ) أصله : تأبط ، وهو : وضع الشيء في الإبط .
و ( أم رشم ) هي : الضّبُع ، قال ابن سيدة في المخصص عن الهلالي عن الضبع :
هي أُمّ رَشْم : لأنها تَرْشُم الطّريق لا تُفارقه . فكأنه يدعو عليه بضبع يتأبطه ،
ومن تأبطه الضبع فلا تسأل عنه . والهلالي يقول : رَشم بفتح الرّاء ، وثمالة تقول :
رِشم بكسر الرّاء .