صحيفة اليوم : الثلاثاء 2-4-1434هـ
ضحايا «النقل الخطأ»: لو شعرت الوزارة بأزمتنا لما اغتالت فرحتنا
محمد العويس – الاحساء
كثر عدد المعلمات اللاتي قررن مقاضاة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الاحساء اعتراضا على الغاء نقلهن بحركة النقل الخارجي الاخيرة التى اصدرتها وزارة التربية والتعليم الخميس الماضي الى اكثر من 400 معلمة ، وكشف عدد من المتضررات لـ "اليوم" عن معاناتهن طوال الاعوام الماضية فى السفر على طرق وعرة الى قرى وهجر نائية وتعرضهن لخطر يومي ، واكدن انه لو شعر مسئولو الوزارة بحجم المعاناة والخطر لفكروا مليون مرة قبل اغتيال فرحتهن بالنقل الذي طال انتظاره.وفي البداية كشفت المعلمة "أمل" وهي صاحبة المبادرة في توكيل المحامي الدكتور نايف الظفيري للدفاع عن قضيتهم وإلغاء نقلهن الذي صدر الخميس الماضي والغي في اليوم التالي ، عن تلقيها تفاعل عدد كبير من المعلمات ومن أولياء الأمور من الآباء والأزواج يطالبون بمواصلة رفع الدعوى والانصاف واعتماد حركة نقل الاولى وأكدت أنها استقبلت على جوالها ما يقارب 400 مكالمة حتى أمس بالاضافة إلى رسائل كثيرة ، تتضمن شرح المعاناة وما اصاب المعلمات من حالات هستيرية وحسرة بعد أن بشروا بالنقل ثم تبدد حلمهن في غضون ساعات.ووجهت معلمة من سكان المنطقة الشرقية "رفضت ذكر اسمها" رسالة إلى من يهمه الأمر قالت فيها " : شاءت الأقدار أن أتوظف في مدينة عسير والتي تبعد عن سكني بالشرقية بمسافة تستغرق 18 ساعة في النقل واضطر إلى انفاق الف ريال أسبوعيا للوصول إلى منطقة سكني ، واجهت الكثير من المصاعب في إيجاد السكن والمواصلات في الذهاب للمدرسة وتلبية متطلباتي وأنا بمفردي دون رجل معي .. وتحملت كل ذلك وكلي أمل أنني سأُنقل للمنطقة الشرقية أو مكان قريب لها بحيث لا أواجه تلك الصعاب ، وفعلاً تلقيت خبر نقلي وإعلان اسمي في الحركة يوم الخميس أما معاناة أبنائي فهي من نوع آخر .. فهم أطفال في عمر الزهور يعانون مشاكل واراجع بابني الاكبر طبيبا نفسيا ، بينما الثاني ذو الأربعة اعوام فأصبح يخبئ أحذيتي كي لا اذهب عنه ، ورغم ذلك رفضوا رافق تقرير ابنتي التي تعاني من تشنجات حرارية .الماضي وحلقت كالطير في السماء وبنيت الآمال وحمدت ربي على نعمته وكرمه ولكن وقع الخبر الآخر بالغاء نقلي على مسامعي كالصاعقة ، خاصة وان لدي اطفال صغار احدهما لم يبلغ العامين اضطر للخروج به في الصباح الباكر في البرد وتعرض أكثر من مرة لوعكة صحية بسبب البرودة ، وكلي أمل بإعادة النظر في نقلي لمنطقتي أو على الاقل مكان قريب .معلمة من الشمال قالت : " لا اعلم لماذا حرمونا الفرحة التي انتظرناها طويلا حتى نعود لأهالينا ، فعندما تم إعلان نقلي ، جاء اليوم الثاني كالصاعقة والصدمة . فمعاناتي لا تقاس بكلمات ولا تشرحها عبارات ، فقد بدأت منذ أول يوم قدمت فيه إلى الجنوب وأنا بنت الشمال ، أنا التي لم أر جبالا في حياتي ، أصبحت أتجول بدواخلها يوميا بين نفق وواد وهناك صوت بداخلي يصرخ ، وبفضل تهدئة زوجي وأهلي ووقوفهم بجانبي أكملت مشواري وأنا احمل روحي على كفي وأسير بها ذاك المكان ونعبر السيول ونقطع العقبات وإذا ما اشتقت لأهلي اسافر لمدة يومين اقطع خلالهما مابين 3 ساعات برا للوصول إلى مطار أبها ثم مطار الرياض ثم مطار الجوف لأصل في اليوم الثاني منهكة متعبة وكل هذا يمثل جزءا من معاناتي ، أما معاناة أبنائي فهي من نوع آخر .. فهم أطفال في عمر الزهور يعانون مشاكل واراجع بابني الاكبر طبيبا نفسيا ، بينما الثاني ذو الأربعة اعوام أصبح يخبئ أحذيتي كي لا اذهب عنه ، ورغم ذلك رفضوا رافق تقرير ابنتي التي تعاني من تشنجات حرارية وحالتها تستدعي عملي بمدرسة قريبة من مستشفى ، بجانب ان المنطقة التي اسكن فيها ليس بها من المقومات إلا مستشفى ، حتى الصيدلية لا أجد فيها حليبا لأطفالي واقوم بإحضاره من مسافة تبعد عن سكني بـ 300 كيلو متر .. فهل نجد من ينصفنا .وقال المواطن عباس بن عطية : فرحنا كثيرا بعد ان صدر نقل زوجتي يوم الخميس ، إلا أننا في اليوم التالي "الجمعة" عشنا مأساة وحزنا كبيرا على التراجع عن نقل زوجتي وان القرار الاول صدر بالخطأ .. ونحن ليس لنا أي ذنب .. فزوجتي تعيش حالة من الحزن بعد اعلان نقلها إلى الهفوف بالاحساء إلا أن الصدمة كانت كبيرة بالإلغاء ، فهي تعمل بإحدى الهجر في أبها وطفلنا الصغير معها هناك ، بينما اعيش انا فى الاحساء والمسافة بعيدة جدا ، وطالب المسئولين بالنظر في معاناة الاسر واعتماد الحركة التي صدرت الخميس الماضي.