اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسيفين
اهﻻ يابن همام ولعلي اكفر عما مضى من تأخر بأن اكون اول المتداخلين
وقد تذكرت في هذا الشأن وصف اهل اﻻبل بالفدادين
متابعين طال عمرك
|
مرحباً بأبي سيفين ، وأشكرك على هذه المبادرة.
وبخصوص رسالتك التي وصلتني على الخاص ، فأنا أشكرك عليها
وهذا نصها :
(
الحديث الثالث :
عن أبي الحجاج الثمالي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ : وَيْحَكَ ابْنَ آدَمَ ! مَا غَرَّكَ بِي ؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ ، وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ ، وَبَيْتُ الدُّودِ ؟ مَا غَرَّكَ بِي إِذَ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا – يعني متبخترا - ؟ فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عَنْهُ مُجِيبُ الْقَبْرِ ، فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ فَيَقُولُ الْقَبْرُ : إِذَنْ أَعُودُ إِلَيْهِ خَضْرَاءَ ، وَيَعُودُ جَسَدُهُ نُورًا ، وَيَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ )
أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (1/281) ، وابن أبى عاصم فى "الآحاد والمثاني" (4/371) ، وأبو يعلى (12/285) والطبرانى (22/377) ، وأبو نعيم فى "الحلية" (6/90)
جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن هيثم بن مالك عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن أبي الحجاج الثمالي رضي الله عنه به .
وهذا سند ضعيف بسبب أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، قال فيه أحمد : ليس بشيء ، وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني : ضعيف . وقال ابن حبان : كان من خيار أهل الشام ، ولكن كان رديء الحفظ ، يحدث بالشىء فَيَهِم ، ويكثر ذلك ، حتى استحق الترك . انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/29)
لذلك قال الهيثمى (3/164) : " فيه أبو بكر بن أبى مريم ، وفيه ضعف لاختلاطه " انتهى .
وقال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (5/252) : إسناده ضعيف . وقال الذهبي في "العلو" (29): " هذا حديث غريب ، وابن أبي مريم ضعيف من قبل حفظه " انتهى .
الخلاصة :
أنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في نداء القبر شيء ، والأحاديث التي جاءت بذلك منكرة شديدة الضعف ، مع أنه ليس في شيء مما وقفنا عليه منها تقييد ذلك النداء بخمس مرات ، إنما فيه مطلق النداء ، والله أعلم ) .
وأقول : هذا ليس الأثر الأول الذي أورده في هذه السلسلة وهو أثر ضعيف ،
بل ورد مثله كثير ، وقد يرد غيره لاحقاً ، ولا أرى بأساً من إيرادها
لأن المقصود هنا هو الشاهد اللغوي في الأثر ،وهذا يحصل سواء
أكان الأثر صحيحاً أو ضعيفاً ، وليس المقصود من إيراد هذه الآثار
هو الشاهد الشرعي في النص ، ونحن لا نبني عليها أحكاماً شرعية ،
بل نبني أحكاماً لغوية ، وهذه الأحكام تحصل بالآثار الصحيحة والضعيفة .
وكتب اللغة مليئة بمثل هذه الآثار .
نعم يصح الإنكار على نسبة هذا للرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة
إذا كنت تعلم عدم صحة هذه النسبة . وهذا الأثر ورد بسنده منسوباً
للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الخطأ ، والصحيح أن يقال :
كما في الأثر ، أو يذكر الحكم على الحديث .
لذا فإني أشكرك على هذه الملاحظة المهمة .