عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2013   رقم المشاركة : ( 62 )
رويعي الغنم
ذهبي مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 458
تـاريخ التسجيـل : 19-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,905
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 143
قوة التـرشيــــح : رويعي الغنم تميز فوق العادةرويعي الغنم تميز فوق العادة


رويعي الغنم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شائعة النقوش القديمة على سد السملقي

بسم الله الرحمن الرحيم
متاهة هيكل مع الشعراء والأدلاء ..
قبل مواصلة الحديث في موضوعنا أراني لا زلت بحاجة الى حضكم على تذكر غرضي هيكل رحمه الله من مجيئه الى الطائف , الغرضان اللذان بينتهما لكم سابقا واريد منكم تذكرهما بأستمرار كلما تقدم بنا الحديث عن وقائع تلك الجولة ومستجداتها .
وبعد هذا التنويه اعود بكم الى حيث توقفنا سابقا واقول :
حلت أمسية اول يوم يقضيه هيكل بالطائف واخذ الشعراء يتقاطرون على مقر أقامته , ولا أظن أن عددهم بلغ الخمسة عشر شاعرا كما توهم رحمه الله وذكر في كتابه , فليس هناك من حاجة اصلا لكل هذا العدد الكبير ولا نصيفه , لكن المرجح عندي أنهم كانوا خليطا من الشعراء وحفاظ المجالسيات والأنشاد والزهم , لذلك كان الملقون للقصائد في اول الأمسية ينشدونها قعودا وهم في مجالسهم حسب وصف الكاتب , وفي آخرها انضم اليهم من لحق بهم بعد وجبة العشاء من هواة الطرب وانقسموا وقوفا في صفين متقابلين (قصيد وانشاد او ما يعرف بالملعبه) , وهي الحالة التي لم يحفظ لها اسما مما يشي بقلة تركيزه وتشتت ذهنه بتلك الليلة بدليل تجاوزه لأسمها المحلي واطلاقه عليها في كتابه اسما غريبا عنها وهو الطراح او المطارحه ..
أما النتيجة في تلك الليلة الليلاء فأتوقع أنها كانت محبطة ومخيبة لآمال الطرفين (الضيف ومضيفيه) بما في ذلك ما أعقبها من تجارب عندما التقى الضيف لاحقا بأناس من نمور الهدة وهذيل الشفا في بيوتهم وقراهم فوجد صعوبة في فهم كثير من تعبيراتهم , أما تلك الأمسية الأدبية فأن الضيف لم يستطع فهم شي من ما سمعه من الشعراء مما اضطر الشريف حمزه الى القاء ثلاث قصائد بالفصحى لعله يكسر بها شيئا من حالة الأنقباض والعزلة التي كانت بادية على الضيف ..
وهي مخيبة لآمال المضيفين الذين بذلوا اقصى ما في وسعهم بذله فعجزوا عن تحقيق ما كان يتطلع اليه ضيفهم , لقد ارادوها سهرة ادبية لكنها تحولت الى خيبة ابديه , ولا بد انهم والحال كما أشرنا قد شعروا بصعوبة جسر ما بدى لهم وكأنه هوة ثقافية تفصل ما بين الطرفين , فهاهو الضيف يعجز في تلك السهرة عن فهم ما كان يردده شعراء البادية الا بترجمان يجلس الى جواره حتى يترجم له مفردات أشعارهم , ثم يظل بعد الترجمة ساهما او مطرقا غير مستوعب لمعانى ومغازي الكثير من العبارات , وأزاء وضع مخيب كهذا فأنه من الطبيعي بعد تلك الأمسية أن يبدأ سقف تطلعات هيكل في التداعي والذي وصفه في كتابه قائلا :
لم اكن لأطمع في أن اسمع من شعراء العرب هؤلاء شعرا عربيا كالذي أنتهى الينا عن شعراء العرب في الجاهلية , وانما طمعت في سماع عربية بصفاء اللغة التي درسناها ... ثم يمضي الى أن يقول , لقد كانت طريقة القائهم تبعث الى النفس من معاني ما يقولون اكثر مما تبعثه الألفاظ الغريبة عني التي تنطوي عليها لهجاتهم المختلفه .
واخيرا لم يجد له بدا من الأستجارة بعد الرمضاء بالنار عندما استمزج ترجمة ما يسمعه من شعراء بادية الطائف الى اللهجة المكاوية التي قال أن في استطاعته التفاهم بها حيث عبر عن ذلك في كتابه قائلا : كثيرا ما حاول الشريف حمزه الغالبي والشيخ صالح القزاز ترجمة تلك المقاطيع الى اللغة التي نتفاهم بها وهي لغة اهل مكة الجامعة لخليط من لغات مسلمي العرب من مختلف الأقطار .
هكذا أنتهى الحال بهيكل رحمه الله وآل به المآل عندما رضى بما كان عنه بالأمس ساخطا , هكذا انتهى به المطاف في بحثه عن الناطقين بالفصحى أحد الهدفين اللذين من أجلهما قدم الى الطائف , هكذا كان وكأنك يا غازي ما غزوت ولا شددت يوما رحالا ولا حطيت..
في صبيحة اليوم التالي زاروا بستان حوايا وحاول مرافقوه (الشريف والحديدي والقزاز) اقناعه بأن أصلها هوايا بلهجة اهل مكة وبعض حاضرة الطائف بسبب ماء بئر في البستان جاءت على هوى اصحابها لتفتيتها لحصى الكلاى , لكنه لم يقتنع بتفسيرهم وهو محق في ذلك , ثم زاروا بستان شهار الذي ذكر بأنهم وجدوا فيه آلة لرفع الماء تعمل بالرياح جلبت منذ وقت قريب للتجربه , فأن نجحت تجربتها فأن بقية أهل مزارع الطائف سيبادرون بأقتنائها واستخدامها . والرويعي من جانبه يعلق ويقول : ليت تلك التجربة الرائدة في استخدام الطاقة النظيفة نجحت حتى تسلم بعض الآبار والبيئة من ما لحق بها لاحقا من تلوث كبير.
وبزيارة هذين المعلمين (البستانين) استطاع مرافقوا الضيف اقناع ضيفهم بأن قرية الطائف المحصنة بسورها وحصنها ومعها اللات تقع في مكان ما الى الغرب من هذين البستانين , وهذه قناعة يعتقد الرويعي بخطئها حسب ما بينت لكم ذلك في المشاركة رقم (53) .
ثم اصطحبه مرافقوه (الثلاثه) في وقت لاحق الى هضبة الردف بالسداد ليوقفوه على بعض النقوش التي اعتقد بعضهم بقدمها , ولكن هيكلا لم يتفق معهم في الرأي ورجح أن ما لم يكن من خربشات الصخور مفهوما فقد يكون من صنيع يد عابثة محلية او اجنبية , وأن ما كان منها بالخط الكوفي فلا أعتداد به , لأن الكتابة الكوفية لا تنهض بذاتها لتقوم كدليل على قدم العصر الذي كتبت فيه ..
كما علق مرافقوه على وادي وج وهم يعبرونه في احدى المرات وما يؤثر من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حرم صيده وعضاه وحديث كعب بأن وجا مقدس ومنه عرج الرب الى السماء , والحديث الآخر بان آخر وطأة وطأها الله بوج ، لكنه جزاه الله خيرا آثر عدم مناقشة هذه الروايات مع أدلائه لقناعته بعدم صحتها ..
وفي صبيحة يوم لاحق قرروا التبكير في الخروج لتناول طعام الأفطار على سد السملقي ببلاد ثمالة مرورا بوادي لية الذي عبره المسلمون في مجيئهم لغزو الطائف , والغداء على قمم جبال الهدة المطلة على كرى وشداد ضيوفا على معزبهم هناك محمود المغربي ...
والى هنا نتوقف , ومن كان منكم حريصا على معرفة المزيد فليتابع مشكورا معنا المقالة القادمة حينما نعتلي بكم السد ونضع اليد على بداية ميلاد الأشاعة النقشبندية التي نريد فيما بعد تفنيدها أستنادا على عوار روايتها منذ البدايه , ثم استنادا على تقارير الفطاحلة من أهل الأختصاص في النقوشات والآثارعلاوة على ما هي مفندة أصلا بسبب عدم وجودها على الطبيعه , فمنذ متى يا عقلاء قومي تطلب العقل او العلم او الدين يوما أثبات عدم وجود ما لم يكن له وجود اصلا ؟ , ولكن ذلك ما اضطررنا اليه , وأذا لم يكن الا الأسنة مركبا ,,,, فما حيلة المضطر الا ركوبها ...
انه المنطق المعكوس الذي يضاف الى عجائب وأحاجي هذا السد التي لا تنقضي ,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس