[رويعي الغنم]

بسم الله الرحمن الرحيم
في الطريق الى السد .
في الصباح الباكر انطلق هيكل ورفاقه (رحمهم الله جميعا) قاصدين سد السملقي ببلاد ثماله , مارين في بداية طريقهم بوادي النمل الذي ربط رفاقه بين اسمه وقصة ابن داود عليه السلام مع النملة التي تبسم ضاحكا من قولها , لكن هيكلا آثر الأستماع والتزام الصمت , ولم يشأ الدخول مع رفاقه في نقاش حول موضوع لا يهمه ، فليكن وادي النمل بالشام او بالطائف او باليمن او بأي ارض اخرى , فما لوادي النمل ولا لسد السملقي جاء هيكل من مكة الى الطائف حتى يعير مثل هذا الحديث اهتماما ويحقق فيه ويدخله في مدار بحثه , وأنما جاء الى الطائف لأقتفاء اثر نبيه صلوات ربي وسلامه عليه والبحث عن اهل الفصحى ان بقي منهم احد ....
لا يهمه هذا ولا ذاك , وانما كان جل اهتمامه منصبا في ذلك الصباح على الوقوف على أمكنة كوادي لية الواقع على طريقهم والذي تشوقه رؤياه حيث قد عبره رسول الله يوما ما بجيشه عندما غزا الطائف قادما من حنين , وكان لهيكل ما تمنى فقد رأى وادي لية ومزارعه الخضراء وبساتينه الغناء لكنه لا يدر تحديدا عن المكان الذي عبر منه جيش رسول الله , وأعلم من رفاقه انه وادي طويل اعلاه لقبائل من ثقيف وادناه لقبائل من هوازن ..
ثم مروا بعد ذلك بالصخيرة ديرة بني صخر قوم الحجاج , ورأى فيها شيئا من قسوة الطبيعة وجفوتها , وخيم عليه وهو يمر من خلالها وجوم وشعور كئيب ثقلت وطأته على نفسه , شعور لا يدري اهو بسبب قسوة طبيعة المنطقة التي ربما هي التي صاغت روح الحجاج الباطشة منذ صغره , ام بسبب استحضارهم في أحاديثهم لذكرى وسيرة الحجاج المليئة بالقسوة والخالية من الشفقة والرحمه ..
ثم عندما قاربت الساعة التاسعة صباحا وصلوا الى بلاد ثمالة حيث ابتسمت لهم الطبيعة من جديد , وهاهم اربعتهم وخامسهم السائق يرتقون الصخور الضخمة صخرة تلو اخرى ليعتلوا السد ويتناولون افطارهم على متنه , على أن رحلتهم تلك لم تخل من بعض المنغصات بسبب صلافة وحدة مزاج السائق (سائق سيارة البقس الفورد) الذي كان يثور أحيانا لأتفه الأسباب , ويفاجأهم بأخرى في المكان النائي كما حدث منه ذلك اليوم بنفاذ الوقود , لذلك كانوا يدارونه كما تدارى سلة البيض ..
والى عند سائق الفورد وسلة البيض وسد السملقي نتوقف بكم حيث هاهنا مفترق الطرق التي سيتركز الحديث بعدها بالمقالة القادمة والمقالات اللاحقة على السد وسالفة النقش ..
أما بقية رحلة هيكل ومرافقيه (رحمهم الله) وعودتهم الى الطائف ووقوفهم في وادي المحرم حيث ينتهى بهم خط السيارات ومن ثم صعودهم وارتقاؤهم لنقب الحمراء مرة مشيا على الأقدام واخرى على ظهور الدواب الى آخر رحلتهم تلك , فسوف نقفل الحديث في هذا الشأن من الآن وصاعدا لعدم حاجتنا الى ذلك ..
ومن كان منكم شغوفا بمثل تلك الأخبار فما عليه الا البحث على النت عن كتاب في منزل الوحي وتنزيله والأطلاع عليه كاملا كما فعل الرويعي , فهو بحق كتاب ممتع لمن يحبون الرجوع الى الوراء عقودا وفتح نافذة يطلعون من خلالها على جانب من الماضي وشيئ من احوال البلاد والعباد في ذلك الزمن الذي حدث من بعده في وقت وجيز من التحولات والتغيرات والتطورات على البيئة والأنسان والحيون والعادات واساليب وأدوات الحياة والعلوم والعقليات ما لم يكن ليخطر على قلب بشر منذ خلق الله السماوات والأرض ..
ولا ندري مع هذا التسارع المتزايد في المتغيرات , ما المقبلات وما الذي بعد , الا أن الرويعي يتوقع فيما يتوقعه من توقعات بأنكم اليوم قد شارفتم على ابواب فتنة الدهيما أن لم تكونوا قد ولجتم في بداياتها منسحبين بذلك رويدا رويدا لتخلفون وراءكم فتنة السراء , ولن يفلت أحد من الدهيماء , الفتنة التي لن تدع أحدا من هذه الأمة الا لطمته لطمه , يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل , والتي كلما قيل انقضت تمادت حتى ينقسم الناس الى فسطاطين , فسطاط ايمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا ايمان فيه , فأذا كنتم كذلك فانتظروا الدجال من يومكم او غده , والله اعلم , نسأل الله لنا ولكم السلامة في الدين والدنيا والآخره , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..