[رويعي الغنم]

بسم الله الرحمن الرحيم
والآن آن الأوان ليأخذكم الرويعي في رحلة الى ارض الميعاد (التي وعدتكم بها) ارض عاد , ولا عجب أذا أخذكم اليها هذا الرويعي وعرفكم بها دون ان يغادر بمشيئة مولاه مقعده بباكو في اذر بيجان , ولا تأخذوا كلامي هذا مأخذ المزاح والطرفة فأنني اعني ما اقوله , او يجنح بأحدكم الخيال فيسيء بي الظنون ويعتقد انني من مدعي الكرامات ’ علما أنني لو أدعيت ذلك فلست بأقل من شيخنا سلام سلمه الله وابقاه الذي ما أن مس حجرا الا ومسته سراء واصبح عمره اربعة آلاف من الأعوام..
لا , لا هذا ولا ذاك , ولكنني بفضل وعون ومدد من الله امتلك (كما يمتلك الكثيرون منكم) كما مهولا من الصور الفضائية للأقمار الصناعية احلق من خلالها أنى شئت ومتى شئت على أي مكان شئت ومن ارتفاعات متفاوتة استطيع من بعضها التميز فيما بين الشجرة والشجيره ...
وهذا فضل ومن وكرم من الله لم يتوفر لجيل من الأجيال التي سبقتنا منذ أن خلق الله السماوات والأرض, فاللهم لك الشكر ولك الحمد على نعمك الظاهرة والباطنة التي اسبغتها على عبادك والتي لا يحصي لها مدا ولا عدا احد سواك ..
ولا تستغربوا مني ذلك فأنني بفضل وعون من الله اقف على ضفة نهر هادر متدفق من المعلومات لا يحتاج جريانها امامي الا الى ضغطة زر على جهاز محمول قابع الى جواري ..
ولا أخفيكم ايضا أن الأرث الثقافي المحلي سيكون له دور حاسم فيما سنتوصل اليه , وبهذه المناسبة يؤسفني ان أنعي الى بني قومي من على هذا المنبر الكم الهائل من المفردات القديمة والعربية الأصيلة التي كان يتحدثها الآباء والأجداد ولكنها انقرضت ونسيتها اجيال هذه الأيام , فعظم الله اجركم في مصابكم وأحسن الله عزاءكم فيها فأن واحدة من تلك المفردات التي تيتمت ثم انقرضت حتى لم تعد معروفة للكثيرين منكم ستكون هي قطب الرحى في بحثنا عن ارض عاد ..
ستكون تك المفردة الفقيدة مفتاحا لتفكيك ما امكن من اللغز الى جانب ثوابت ثابتة اخرى مثل اتجاه الرياح اثنا اقبالها قبيل الفتك بالقوم في يوم نحس مستمر من بين ايام العذاب الثمانيه ولياليه السبع , ومثل اتجاه الأودية وشكل بعض الهيئآت الطبيعية الثابتة لدى الرويعي ..
ولا تتفاجأوا اذا قلنا لكم ان اودية عاد ليست كسائر الأودية التي تعرفونها , وجبالها ليست كسائر الجبال التي تعهدونها , بل أن واديهم الرئيس الذي تصب فيه كل الأودية الفرعية غاية في الغرابة وليس كسائر الوديان , فهذا الوادي يتسع مجراه كلما اتجهنا الى اعاليه وقلت روافده الى درجة يظن معها السائر فيه اذا توسط في المجرى بأعالي الوادي بأنه انما يسير في سهول لا في واد من الأودية حيث تحتجب الجبال على ضفتيه عن النظر بسبب عامل البعد بين الضفتين , لكنه في نفس الوقت يضيق كلما انحدر وزادت روافده الى ان يكاد يكون لجا تكثر مضائقه في بعض الأمكنة قبل وصوله الى البحر , وما يسري فيه من الغرابة على الأتساع يسري على الميول ايضا , فعادة يزيد عرض الأودية ويقل ميولها وانحدارها كلما اتجهت الى مصباتها وزادت روافدها ولكن وادي عاد على عكس هذه القاعدة ..
والى هنا نكتفي بهذا القدر من الأثارة والغرابة على أن نستأنف الحديث معكم مرة اخرى في مداخلات لاحقة بأذن الله , والسلام عليكم ورحمة الله ...