[رويعي الغنم]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اذا كانت عاد من العرب كما بينا لكم سابقا وكما يؤكد المؤرخون ذلك , واذا كانت الأحقاف تشكيلات طبيعية وظاهرة جبلية وكانت بالهيئة والشكل الذي بينته لكم في المداخلة السابقة , أذا كان ذلك كذلك ,, فأين هي أذا الديار العربية التي تتوفر فيها السلاسل الجبلية والأودية المكتظة بالأحقاف الى الدرجة التي يحق معها اطلاق اسم الأحقاف عليها بسبب شيوعها وكثرتها ؟ ..
والأجابه : تندرالأحقاف أن لم تنعدم كليا بمختلف بلاد العرب التاريخية , ولكنها تكثر بمكان واحد الى درجة تكاد تكون هي السمة الغالبة على أحد الأودية بجنوب جزيرة العرب , وهو الوادي الذي سبق وأن قلت لكم بالمداخلة رقم (24)أنه واد لا كسائر الأودية , فلا جباله كالجبال التي تعهدونها ولا تدرج ميوله واتساعه كالأنحدار والعرض الذي الفتموه في بقية الأوديه , انه ظاهرة طبيعية فريدة في ديار العرب ....
أما اين هو موقع هذا الوادي ؟, وما أسمه ؟ , وهل هناك بهذا الوادي ادلة اخرى غير ظاهرة الأحقاف لترفد وتسند .الرأي القائل بأنه ارض عاد ؟..
الأجابه : نعم هناك ادلة متظافره تدل على ذلك سنأتي على ذكرها عندما يحين وقتها , اما أسم الوادي فسنؤجله الى أن ننتهي من بحث انواع الرياح التي تهب على هذا الوادي وعلى جنوب جزيرة العرب لعلنا بذلك نفرز من بينها ريح الدبور الواردة في الحديث الذي اشرت اليه في المداخلة رقم (28) ..
والآن وبعد هذه المقدمة التي يغلب عليها التساؤلات وتأجيل الأجابات , تعالوا لنتعرف على ريح الدبور التي تهب على جنوب جزيرة العرب وهي نوع من انواع الرياح الموسميه .
والرياح الموسمية عربية الأسم صديقة للبحارة العرب القدامى انتقلت بأسمها العربي الى اللاتينيه (monsoon) , وهي نوع من الرياح التي يعود نشوءها إلى ظروف الضغط الجوي الذي يتعرض إلى تحولات كبيرة ما بين الصيف والشتاء. , حيث تهب الرياح الموسمية في مواعيد معينة على الأقاليم المحصورة في المناطق المدارية.والمجاورة لها , وتتميز بأمطارها الصيفية الغزيرة وبجفافها في فصل الشتاء , وباختلاف اتجاهها في الصيف عن الشتاء...
ويمكن تقسيم اتجاه هبوب هذه الرياح (الموسميه) خلال العام على جنوب الجزيرة الى اربعة اقسام هي كالتالي :
1 - شمالية شرقيه (تهب من جهة الخليج العربي) ابتدء من شهر ديسمبر حتى نهاية مارس ..
2 - متحوله (فصل تحول) خلال شهري ابريل ومايو ..
3 – جنوبيه غربيه (تهب من جهة سواحل افريقيا) ابتداء من شهريونيو حتى نهاية سبتمبر ..
4 - متحوله (فصل تحول) خلال شهري اكتوبر ونوفمبر ..
والرياح الموسمية المشار اليها بمحاذات الرقم (3) اعلاه هي الرياح التي تتزامن مع الصيف , وهي ريح الدبور التي تأتي الى تلك المنطقة محملة ببخار الماء وتهطل منها الأمطار وتتشكل اثناءها السحب الركامية والرعدية , وهي الرياح. القابلة في ظروف مناخية مواتية كالتي كانت سائدة في جزيرة العرب قبل تصحرها (ايام عاد قبل آلاف الأعوام) الى التحول الى عاصفة كالترنيدو (5) كما يحدث بأيامنا هذه بالمناطق القريبة من خليج المكسيك عندما يتصادم الهواء الدافئ المشبع بالرطوبة القادم من جهة البحر مع الهواء الجاف والأبرد فوق اليابسه ...