[رويعي الغنم]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الخريطه اعلاه يشير فيها السهم رقم (1) الى موقع ميناء قنا , والسهم رقم (2) الى موقع آثار نقب الهجر .. فماذا بهما وما علاقتهما ببحثنا هذا ؟.
والجواب : أما الميناء فأنه ميناء قنا الذي كان يطلق عليه احيانا قلعة مأويه ربما نسبة الى قلعة كانت موجودة فيه , وهو الميناء الرئيس والأقرب لحوض الحضارات الواقع الى الشمال منه بعد اجتياز المنطقة الجبلية الفاصلة حيث ملتقى طرق التجارة على حواف الحوض (السهل الداخلي) الذي تكلمت لكم عنه بالماضي كثيرا وفيما بعد سأعود بكم اليه بمشيئة الله واتحدث لكم عنه أكثر ..
هذا الميناء أكتشف مؤخرا نفق في أحد روافد وادي الأحقاف المجاورة للحوض من قبل بعثة بريطانية ,ودلت الدلائل ألأولية من النقوش (لأن الكشف لا زال في طور مبكر) على أنه كان يوما ما يستخدم طريقا للقوافل التجارية الذاهبة والآيبة من هذا الميناء , على انني سأترك الحديث عن هذا النفق الى حين عودتنا بمشيئة الله الى الحوض ..
وفي مقدمة هذا المينا صخرة بارزة الى الأعلا عملاقة سوداء دائرية الشكل (سبق عرض صورتها وموقعها عليكم في مشاركات سبقت) يعتليها أطلال وبقايا من مبان قديمة من اهمها ما اشتهر لدى خبراء الآثار بحصن الغراب (او مصنع الغراب كما كان اليمنيون الأقدمون يطلقون على الحصون) ,وهو حصن غراب غير حصن غراب ثلاء الأثري ,, وهذا الكشف الأثري الذي يعود العثور عليه الى عام 1838 م له قصة طويلة من رغب منكم الأطلاع على موجز عنها فسيجد شيئا من مطلوبه على الرابط التالي :
حصن الغراب - Wikimapia
http://wikimapia.org/452211/ar/%D8%A...B1%D8%A7%D8%A8
بحصن الغراب هذا أكتشفت مجموعة من النقوش بواسطتها تم فك ترميز أحرف المسند في الكتابات اليمنية القديمة , وكان ذلك كشفا له ما بعده , وكان بمثابة حجر الرشيد الذي بموجب نقوشه فكت رموز أحرف اللغة الهروقليفية ...
من بين النقوش المتعددة التواريخ والعصور والمتعددة المعاني والمرامي نقش وجد الرويعي ترجمة له على شبكة المعلومات , وهي مصدري ومصدر كل من لا مصدر له ,, أغترفت من نهرها الدفاق كل ما قصصته عليكم سابقا وما سأقصه عليكم لاحقا بعد أن بذلت جهدي في تحليل وفلترة ما تمكنت من فلترته ، لذلك اذا رويتم شيئا عن كاتبكم فلتقولوا بلغنا فيما يرويه الرويعي رضي الله عنه عن شبكة المعلومات أن كذا ...الخ ....
تقول الترجمه :
لقد قضينا دهورا بين أفنية هذه القلعة في عيشة راضية لا يشوبها ضيق أو عسر, وتحيط بنا مياه البحر في حالة طغيان المدّ, وأنهارنا تفيض مندفعة غزيرة, وبين نخيلنا الباسقات كان زراعنا يغرسون الرطب الجني على ضفاف الجداول المتعرجة , وكنا نصيد صيد البر بالجبال والغاب, ونستخرج الأسماك من أعماق البحار, وكنا نختال في مشيتنا, رافلين في ملابسنا الحريرية الموشاة عند أطرافها, وأردية ملونة بخطوط خضراء, وكان الملوك الذين يحكموننا منزهين عن الدناءة, أشداء على أهل الخديعة والغدر, اختاروا لنا شريعة محكمة مستمدة من ديانة هود, وكنا نؤمن بالمعجزات, والبعث, وإحياء الموتى..
المرجع الأصلي : (سيد مظفر الدين نادفي «التاريخ الجغرافي للقرآن» ترجمة دكتور عبدالشافي غنيم عبدالقادر, ص: 182 ـ 183, نقلا عن كتاب المستشرق (فورستر Forster) الجغرافيا التاريخية لبلاد العرب) ..
وما يعنينا بالدرجة الأولى هنا هو عبارة (اختاروا لنا شريعة محكمة مستمدة من ديانة هود ) , فهود نبي عاد , وأن سادت الشريعة التي استمدت من دينه فلن تسود الا في الممالك التي ورثت ارض عاد ونفوذها ., وهذه المعلومة مع ما مضى من معلومات ومؤشرات تدلكم على أننا نحوم حول عاد أن لم نكن قد اقتربنا منها ...
أما السهم الذي يحمل الرقم (2) فأنه يشير الى موقع آثار مدينة نقب الهجر او ميفعه التي كانت تكتب احيانا على النقوش بهذا الأسم (م ي ف ع ت) , وهي أول مجمع مجاور للميناء التجاري تلتقي به القوافل وتغادر منه , واتخذته أحدى الممالك التي ورثت عادا عاصمة لها في بداية نشوئها وهي مملكة حضرموت, وعندما قويت شوكتها واتسع نفوذها انتقلت الى حواف الحوض بالعاصمة شبوه التي حملت الرقم (4) في خارطة حواضر الممالك القديمة المطلة على الحوض ...