بحق انها قصة جميلة فيها الواقعية ولا تخلو من المبالغة المألوفة خاصة ذلك الرمان الذي كأنه رؤوس البعارين .
مكونات القصة من البيئة القريبة وتصورها وارد لدى الكثيرين فبساتين العنب والرمان والبيع والشراء والضيافة العربية والنخوة والعطاء والألفة والمحبة والبساطة كلها من الواقع المألوف .
ولكنني تلمست ما وراء المكتوب من تصرفات الفتى الموهوب سهيلا المراهق ان صح التعبير وهو يبذل الجهود في التفاني في خدمة بطل القصة الشرقي وهل وراء ذلك ما وراءه من اسباب ام انها اريحية شاب منح الثقة في هذا العمر يقود سيارة وينقل الهدايا ويوصل التحيات في كل الاتجاهات ويجمع صناديق العنب من فناء المنزل ..
حاولت ان اصنف القصة على انها من التراجيديا عندما وجدت فيها عناصر توحي بأنها من هذا الصنف من القصص ففي القصة تضحيات وصلت الى ذبح خروف دارت حوله حبكة القصة وفيها احراج ومواقف مؤلمة لبعض ابطالها ، ولكنني لا اجزم بان القاص قصد التراجيديا من قصته فهي محملة بعناصر اخرى للكوميديا خاصة عندما نلتفت الى تصرفات القوم في المبالغة في اكرام الضيف وما نتج عنه من تفتق ذهن الضيف الظريف الى فكرة عبقرية في اقتراحه اكل الطعام حسب المزاج والرغبة ..
وعموما لقد احببت القصة واحببت مكوناتها الظاهرة، ابا سهيل الرجل الطيب ، وسهيل الفتى الاريحي ، والشرقي واسع الافق لين التعامل ، وما وراءة من اسرار .
كل ذلك احببته من حب البستان والعنب والرمان واهل ذلك الزمان ..