المثقف الحقيقي والمتثاقف المثقف الحقيقي والمتثاقف المثقف الحقيقي والمتثاقف المثقف الحقيقي والمتثاقف المثقف الحقيقي والمتثاقف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو المثقف الحقيقي والمتثاقف
المثقف الحقيقي هو من يحب غيره كما يحب نفسه .. و يحترم من يخالفه ويستفيد من مخالفه من صغيره وكبيره .. لا يحسد أحداً من الذين هم أفضل منه .. لأنه يسعى ليخلق جيلاً واعياً يكون أفضل منه .. يأكل من الوقت ولا يترك مجالاًٍ ليأكله الوقت .. وهو يعمل ولا ينتظر أحداً حتى يعمل ويحصل على بركاتهم .. ولا يتمنن على أحد ٍ بعمله أن قدم ما عنده من مفيد ٍ .. ويهدف إلى جمال الأشياء من الخُلق والتعامل وفي التفكير .. ويسعى لتغير ما هو خطأ بهدوء ٍ وبدراسة ٍ حتى لا يترك سلبياته في مجتمعه ..
يحاكم نفسه قبل ان يحاكمه الأخرين .. ويسامح المخطئين بمقدار أخطائهم .. ويشد مع الجديين والواقعين مهما تكن الصعوبات ..
متفائل بالمستقبل والتغير .. ونشيط في التفكير والتجديد .. هادئ عند الشدة وحركي عند الفعل .. متواضع عند الحديث .. عزيز النفس عند الحاجة.. ورزين عن الوفاء .. يعمل ليفيد مجتمعه اولاً ويسعى دوماً إلى العمومية والبناء ..
ليس لديه فرق بين القوي والضعيف والصغير والكبير في الفكر .. ولكنه يميز بين الصغير والكبير في التعامل والقدرة .. يجالس الكل إن شيخاً ,طفلاً , رجلاً ,إمرأة . ويتحدث بلغة الكل أنطلاقاً من مبدأ بناء البنية الأجتماعية .. يتساوى لديه الأنثى بالذكر في الروح والقيمة .. ويقدر الضعيف من القوي في الفعل والعطاء ..هذا هو عنوان واضح عند المثقفين الحقيقين ..
أما المتثاقف الذي يتظاهر بالثقافة و يصدق نفسه بأنه مثقف أو كالمثقف المهني كما قلنا وهم الذين حصلوا على شهاداتهم المتخصصة .. وأغلبهم لم يهتموا بشؤون العامة كما كان يهتم بشؤونهم الخاصة .. وكانوا لا يبالون بكل ما يجري بل كانوا يسعوا ليكسبوا شهاداتهم .. ليميزون أنفسهم على مجتمعهم من خلال مكاتبهم أو مكاسبهم أو أموالهم التي كانت يكتسبونها بسرعة من خلال مهنهم أو توظيفهم في دوائر الحكومية بالتسلق والسكوت عن ما يجري ..
فهؤلاء مخادعون .. وأول خداعهم هو أنهم يخدعون أنفسهم .. يتظاهرون بشيء ٍ لا يملكونه .. ولا يخدمون المجتمع بما يتسلحون ويتظاهرون به .. إلا من خلال الحفاظ على ذواتهم الضعيفة المغشوشة بالأنانية والفردية .. ويختلقوا هالة حول أنفسهم في مجتمعهم من طرف ولأنفسهم بين بعضهم من طرف ٍ آخر .. برغم انهم يعرفون ماهية بعضهم البعض ولا يحبون بعضهم .. ولكنهم من خلال ذلك يساندون بعضهم ليعطوا هيبة لحضورهم الذي لابد منه للأستمرارية .. في حين هم أنفسهم يتنافسون عليه بشكل ٍ خفي بين بعضهم ..
فهؤلاء هم أول من يعيقون التقدم الفكري والثقافي لأن التقدم يلغيهم كونهم جاؤوا من خلال الظلام ..
تراهم يكتبون بردود أفعال وبدون دراسة .. يكتبون ضد ما يهدد بقائهم وصورتهم وكشف حقيقتهم ..
من صفات المتثاقف : هي الأنتهازية في المبدأ .. التظاهر بالقول الذي خال من الفعل .. أغلبهم مسيرون حسب مصالحهم وليست لمصلحة الثقافة وفائدة المجتمع ..
جبناء بكتاباتهم التي تعرضهم للمواجهة الحقيقة أو زعزعة مكانهم .. يتهربون من الواجب بحجج ٍ يختلقونها كي لا يشاركوا فيه وأن لا يتحملوا المسؤولية التي هي مجهر القول والفعل ..
وعند الفعل والطلب تراهم يتساقطون كاوراق الخريف إن لم يكن لهم دور أو بالأحرى لم يصطادوا مسعاهم ..
وتراهم إن نشروا قصيدة أو كتاب ٍ أو مقالةٍ أو أي عمل فيتبجحون به بين الناس ويكررون الحديث أكثر من الف مرة بدون مناسبة أو بمناسبة للتعويض عن نقصهم الذي هم يعرفونه أكثر من غيرهم كونهم يشكون بأنفسهم وبمقدراتهم الثقافية التي عندهم ..
فشتان بين المثقف الحقيقي . والمتثاقف الأنتهازي الجبان المتسلق ..
الثقافة هي ثقافة التربية ..ونقاءالذهن .. وصفاء العطاء .. والتواضع في الحديث .. والمحبة والتفاهم والاحترام .. وكل هذا هو مجهر التفكير الصحيح لتطوير المجتمع وغنى النفس في الإنتاج والرؤية عند المثقف الحقيقي ..