عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02-24-2007
الصورة الرمزية عثمان الثمالي
 
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

  عثمان الثمالي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع
افتراضي رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ

رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ رد : المتابعة اليومية يا samialaziz ليوم السبت 06/02/1428هـ


سوق الأسهم.. دروس وعبر





الرياض السعودية
منصور بن عبدالله المسلم:

قرأت منذ فترة في بعض الصحف المحلية وسمعت بعض القصص التي يندى لها الجبين فكم قرأنا أو سمعنا عن شخص مات بسبب الاسهم، وشخص اصيب بجلطة وآخر ادخل الى العناية المركزة وآخر اصيب بمرض نفسي وامرأة طلقت من زوجها بسبب الاسهم، واناس باعوا منازلهم وسياراتهم واستدانوا وأسر تحملت الديون.. وغير ذلك من المصائب التي يعرفها كثير من الناس.
وأريد ان اتحدث عن بعض الامور التي واكبت سوق الاسهم نزولاً وارتفاعاً ومنها:
أولاً: اعلم ان المسلم لا يجزع عند الخسارة في السوق فيرتكب الاخطاء والاساءات، بل عليه ان يجمل في الطلب ولا ييأس ولا يمل وليسلك الطرائق المشروعة في طلب الرزق، فقد يكون رزقك في غير الاسهم كالتجارة او العقار مثلاً، فقد ورد في الحديث الشريف انه صلى الله عليه وسلم قال: "اجملوا في طلب الدنيا فإن كل ميسر ما خلق له" رواه ابن ماجه، وفي حديث آخر انه صلى الله عليه وسلم قال: "ايها الناس اتقوا الله واجملوا في الطلب فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وان ابطأ عنها فاتقوا الله واجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم" رواه ابن ماجه.
ثانياً: بعض القنوات الفضائية تأتي بمحلل او خبير اقتصادي ويبدأ يتكلم عن مستقبل سوق الاسهم سواء ايجابي او سلبياً، فيا اخي المستثمر: اذا ابدأ رأيه المحلل عن ايجابيات السوق او سلبياته فهو يتكلم عن رأيه الشخصي بينما بعض المحللين قد يوافقه وقد يخالفه، ولكن اذكركم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ".. بشروا ولا تنفروا" وحديث: "انه كان يحب الفأل ويكره الطيرة". فعليك بالصبر والتأني والماضي فيه من الدروس والعبر كثير.
ثالثاً: العمل مطلوب لكل إنسان والسعي في الرزق مشروع؛ لقوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}، لكن لا يكون ذلك على حساب صحتك وراحتك فإن لنفسك عليك حقاً ولبدنك عليك حقاً فآت كل ذي حق حقه فكل إنسان ميسر لما خلق له؛ قال الله عز وجل: "ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "وان اصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم.
رابعاً: لأجل راحتك وراحة أسرتك واستقرارها يجب عليك إبعاد مشكلاتك وهمومك في السوق عن أسرتك، فما ذنب زوجتك وشريكة حياتك وام ابنائك حينما تنزل الاسهم كثيراً تتوجه باللوم والعتب على زوجتك او ابنائك فتعتدي عليهم او تتجهم في وجوههم كأنهم سبب من اسباب نزول الاسهم، اين انت من قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" اخرجه الترمذي وابن ماجه.
وما ذنب ابنائك الذين يريدون أباً عطوفاً يقبلهم ويمازحهم ويداعبهم وتلك من صفات الأب الحنون، ولنا في قدوتنا ومربينا الحكيم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: انه كان أرحم الناس بالعيال.
خامساً: يجب ان لا يؤثر السوق على اعمال الإنسان الرئيسة وحقوقه الأسرية والوظيفية فإن وقتك محدود ولا يسع لكل شيء فلابد من ترتيب الاعمال وتقديم الاهم فالمهم، فأعط كل ذي حق حقه، حق الله عز وجل، ثم حق النفس، وحق الأسرة، وحق العمل الوظيفي فتأدية حقوق الناس ونفعهم من افضل الاعمال، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "احب الناس الى الله انفعهم" (يعني انفعهم للناس) الى ان قال: "ولأن امشي مع أخي في حاجة احب الى من ان اعتكف في المسجد شهراً" أخرجه الطبراني وحسنه الألباني.
فلا ينبغي للإنسان المسلم ان يترك عمله الواجب عليه دينياً ودنيوياً والذهاب لصالات تداول الاسهم او الانشغال بالانترنت لمتابعة المؤشر واسعار الاسهم.
سادساً: الحرص على التخلق بأخلاق الإسلام فالابتسامة ديدن المسلم وخلقه فحينما ينزل المؤشر يقوم بعض المتداولين بالسباب والشتائم واللعن فلا يسلم من ذلك السب والشتم واللعن أحد من الناس فما ذنب المجتمع وانت واحد منهم لماذا تشتم هذا وتسب هذا والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن اللعن والسب والشتم فقال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذئ" اخرجه الامام احمد والترمذي، وحديث: "سباب المسلم فسوق" اخرجه البخاري ومسلم.
سابعاً: قلة التوكل على الله فلماذا نلجأ إلى المخلوقين ونترك الخالق، فالتعاون على الخير سبب من الاسباب الشرعية، لماذا ننسى الدعاء واللجوء الى الله سبحانه وتعالى، ومن الدعاء في هذا قوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: "قل: اللهم أكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك" اخرجه احمد والترمذي، وقد سمعت بأن هناك اشخاصاً يتصلون بإحدى القنوات الفضائية ويسأل السائل المتضرر من السوق المشعوذ والساحر عن اسباب نزول سوق الاسهم او عن اي امر من امور الحياة وقد يصدق المشعوذ وقد يكذب فإن كان كلام المشعوذ صحيحاً فأذكره بقوله تعالى: "يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت" إلى قوله سبحانه: "ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق"، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".
ثامناً: تهاون كثير من المتداولين بفريضة الصلاة التي هي الركن الثاني بعد الشهادتين والتي هي عمود الدين وسؤالي لك أخي الكريم: هل أديتها في وقتها وصليتها بروحانية وطمأنينة لقوله تعالى: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" أم أن مؤشر سوق الأسهم يدور في ذهنك بل إن بعض المتداولين لا يدري كم صلى فكل تفكيره في الصلاة إلى أين وصل المؤشر؟ وهل ارتفعت أسهمه؟ وبكم يبيع وبكم يشتري؟ وكذلك بعضهم يؤخر الصلاة حتى انتهاء التداول فقلبه وعقله مشغولان بالأسهم ولا يؤدي حق الله في وقته.
تاسعاً: عدم قيام بعض آخر بأداء فريضة الزكاة في ذلك المال المستثمر في السوق - فأسأل أخي المستثمر أو المضارب هل طهرت أموالك وأديت حق الله عز وجل من الزكاة؟ وليس لك منِّة أو فضل في تأديتها، قال تعالى: "والذين يكنزن الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباهم وجنوبهم وظورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون".
عاشراً: للصدقة فضل عظيم وأجر عند الله، فحينما تكسب هل خصصت جزءاً من ذلك الربح للصدقة؟ وهل بحثت عن أيتام وأعطيتهم من المال الذي أنعم الله عليك، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، وهل زرت الجمعيات والأعمال الخيرية التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية، وهل بحثت عن أسر فقيرة متعففة وتصدقت عليهم فإذا أردت أن يبارك الله في أموالك فاقرأ ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال" أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: "الصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار" أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
أخي المستثمر:
أعلم أن عجلة الحياة لا تقف عند صالات الأسهم ربحاً وخسارة، وخير مثال الأثرياء الذين نرى مشروعاتهم تعانق السحاب ولم تقم تجارتهم على ارتفاع مؤشر أو نزوله. فلنجعل ما حصل نقطة استدراك لأنفسنا لنعيد حساباتنا ونخطط التخطيط الأمثل لمستقبلنا وطموحاتنا.
وأخيراً: فلنحمد الله على ما من به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى في هذه البلاد المباركة من صحة في الأبدان وأمن في الأوطان وهي نعم حرم منها كثير من الناس، وفق الله الجميع لطاعته ورزقنا الصحة والعافية
توقيع » عثمان الثمالي
رد مع اقتباس