[عثمان الثمالي]

تجديد دماء أسهم «الراجحي» تساعد في ارتفاع الأسهم السعودية 2.5%

استحوذ على 4.2% من السيولة التي قفزت إلى 5.9 مليار دولار



الرياض: جار الله الجار الله

استمرت سوق الأسهم السعودية في اقتطاف النقاط الخضراء لليوم الثاني من هذا الأسبوع لتزور مستويات جديدة في أعلى ما تم تحقيقه في تداولات أمس عند مستوى 8629 نقطة، وهذا الرقم الذي تمت مغادرته منذ 28 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي. ووصل المؤشر العام لهذا المستوى النقطي مع اقتراب انتهاء أول ساعة من تعاملات أمس ليبدأ في مسار جانبي يراوح مكانه في أعلى مستوى محقق.
كما ارتفعت معدلات السيولة المتدفقة على سوق الأسهم أمس لتصل إلى 22.4 مليار ريال ( 5.9 مليار دولار) كأرقام جديدة لم تحققها السوق منذ 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2006، هذا الارتفاع في معدل السيولة الذي يقلق المتابعين لمجريات السوق، خصوصا أنه بعد أي تغير ملفت في أرقام السيولة يعقبه هبوط كما حدث مؤخرا يوم الأحد الماضي الذي أعقبه تراجع لثلاثة أيام متتالية. وجاء هذا الارتفاع للمؤشر العام في ظل تجديد الدماء في أسهم مصرف الراجحي الذي تم تقسيمه أمس بعد منحه سهما لكل سهم، ليفتتح عند سعر 106.5 ريال مغريا الناظر إلى هذا الرقم الجديد من أول وهلة. واستحوذ السهم على 4.2 في المائة من سيولة السوق محتلا المرتبة الثانية من حيث قيمة تعاملاته أمس سابقا أسهم الشركات الأخرى في الارتفاع بعد صعوده 7 في المائة مع نهاية تداولات أمس مغلقا عند مستوى 114 ريالا دافعا القطاع البنكي للإغلاق على صعود قوامه 3 في المائة.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 8586 نقطة بارتفاع 211 نقطة ما يعادل 2.5 في المائة عبر تداول 469.2 مليون سهم بقيمة 22.4 مليار ريال (5.9 مليار دولار) بارتفاع جميع القطاعات باستثناء قطاع التأمين الهابط بنسبة 6.6 في المائة وقطاع الكهرباء المتراجع بمعدل 3.5 في المائة بعد ارتفاعه القوي في تعاملات يوم السبت.

واستطاع قطاع الزراعة تصدر القطاعات الأخرى من حيث الارتفاع بصعوده 4.7 في المائة يليه قطاع الخدمات بارتفاع 4.6 في المائة يدعمهما ارتفاع جميع أسهم القطاعين باستثناء أسهم شركة النقل الجماعي في قطاع الخدمات. من جانبه، أشار لـ«الشرق الأوسط» الدكتور فهد المحيميد أستاذ التمويل المساعد ورئيس قسم اقتصاد وتمويل في جامعة القصيم، إلى أن الهبوط الذي حدث في الفترة الماضية بداية من يوم الاثنين الماضي لا يعتبر جني أرباح مقنعا فنيا لإعطاء المؤشر القوة اللازمة لمواصلة الصعود.

واستند في ذلك لأنه لم يأخذ مستويات نقطية توازي مقدار الارتفاع القوي الذي حدث من 6767 نقطة، مفيدا بأن تزامن انتهاء منحة مصرف الراجحي المحفز الرئيسي للارتفاعات الماضية مع الزيادة الملفتة في معدل السيولة، أمس، يعطي إشارة توحي بتغير المسار في الفترة المقبلة، خصوصا مع ملاحظة تخلي أغلب الأسهم أمس عن مستوياتها السعرية في آخر التعاملات. لكن في الجهة المقابلة يرى خالد العمري محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اخترق في تعاملات السبت الماضي الموجة الهابطة التي كونها المؤشر في تداولات الأربعاء الماضي، مما يشير إلى مواصلة السوق لارتفاعاتها مستهدفة مستوى 8750 نقطة. ودلل العمري على ما ذهب إليه فنيا إلى اختراق السوق أمس لمستوى مقاومة شرسة عند مستوى 8540 نقطة وأغلق فوقها، مما يوحي بقدرة المؤشر العام على مواصلة الارتفاع.

من جانبه، أوضح محمد الخالدي محلل فني لمؤشرات السوق، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية اخترق في تعاملات أمس متوسط 100 يوم عند مستوى 8530 نقطة الذي يعتبر المقاومة القوية التي وقفت في وجه السوق لقرابة العام بعد تراجعها تحته منذ 10 أبريل(نيسان) من العام الماضي.

ولمح الخالدي إلى ضرورة ثبات السوق فوق هذه المستويات لأكثر من يوم ليعطي ثقة أكبر على نهاية الانهيار في سوق الأسهم السعودية الذي يؤكده تخطي المؤشر العام لحاجز 9400 نقطة.