أكد أن بلاده أحد أهم بدائل الحلول التقنية للسعودية.. خبير زراعي هولندي لـ"الرياض ":
موجة غلاء تصاعدية في أسعار المنتجات الزراعية تجتاح العالم بسبب صعوبات الإنتاج
الرياض - عبدالعزيز القراري:
توقع خبير زراعي هولندي أن تستمر موجة ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية على مستوى العالم، مشيراً إلى أن ذلك يأتي بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة وتكاليف الري والطلب العالمي للمنتجات الزراعية.
وأكد ل"الرياض" مدير دائرة التجارة والصناعة بوزارة الزراعة الهولندية رول بول في حفل أقامته السفارة الهولندية لوفد زراعي هولندي أمس الأول في الرياض، إن ارتفاع الأسعار في المنتجات الزراعية في الوقت الحالي لم يسبق لها مثيل منذ تاريخ البشرية أو على الأقل منذ مائة عام ماضية، مشيراً إلى إن الارتفاع سيكون خلال السنوات المقبلة بشكل تصاعدي بسبب صعوبات زيادة الإنتاج مقارنة بالزيادة السكانية على المستوى العالمي.
وتخوف بول من تناقص إمدادات أستراليا للحاجة العالمية للشعير في ظل معاناتها من الجفاف وقلة الإنتاج في السنوات الأخيرة من هذه المادة وتأثيرها على مربي الماشية بارتفاع تكاليف الأعلاف لزيادة الطلب مع قلة المعروض في الأسواق، مؤكداً أن الجفاف في استراليا سيكون له أثر سلبي على مربي الماشية، نافياً في الوقت نفسه أن تكون لديه معلومات كافية عن هذا الموضوع.
وعن ما إذا ناقش الوفد مع المسؤولين السعوديين إمكانية عودة المملكة لزراعة القمح التي وصلت في وقت سابق للاكتفاء الذاتي بشكل أوسع قال بول إنه ناقش هذا الأمر مع المسؤولين في وزارة الزراعة وأخبروه انهم يدرسون عملية زراعة القمح مع توفير كميات من المياه التي يتطلبها القمح في الأوقات الحالية، مؤكداً عدم وجود مقترحات لدى الوفد الزراعي الهولندي وجود تقنيات تعمل على توفير المياه في زراعة القمح.
وأضاف ان البيوت المحمية خصوصاً ذات التقنيات المتطورة تعمل على زيادة الإنتاج في الهكتار الواحد إلى 20ضعفاً عن الزراعات التي تستخدم الطرق التقليدية أو البيوت البلاستكية ذات الجودة المتدنية، مؤكداً ان كثيرا من المزارعين حول العالم يتجهون لتقنية البيوت المحمية الزجاجية الحديثة التي تناسب جميع الظروف والتغيرات المناخية في أنحاء متفرقة حول العالم كما أنها تساعدهم في الإنتاج بجودة عالية وبذلك تعمل على توفير جزء من التكاليف التي تعمل بدورها على تهدئه الأسعار في الأسواق.
وبالمقارنة بينها وبين زراعة القمح، بين بول ان زيادة الإنتاج في المنتج الزراعي تتفوق على القمح الذي يكلف المزارعين في الأسمدة ويستهلك كمية كبيرة من المياه، مؤكداً في الوقت نفسه ان المزارعين يهتمون بجدوى المنتج أكثر من التركيز على نوعه.
وعن عزم دائرته بالتعاون مع القسم الزراعي في السفارة الهولندية لدى المملكة بالتنسيق مع وزارة الزراعة السعودية لإقامة معارض متخصصة في التقنيات الزراعة كون بلاده رائدة في هذا المجال قال بول إن فكرة المعارض المتخصصة باتت من الأفكار التي لا تفي بالغرض المطلوب، إضافة لحاجة المزارعين لعرض التقنيات لهم على ارض الواقع، مؤكداً ان بلاده لا يمكنها إقامة معارض لمعدات وتقنيات خارجية لصعوبة ذلك.
وعن ما إذا كان هناك تعاون بين بلادة والمملكة في مجال زراعة الزهور خصوصاً ان هولندا رائدة في هذا المجال قال بول إن هولندا لديها تحكم على مستوى العالم في مدخلات الإنتاج، مشيراً إلى ان هناك تعاونا واستفادة من الخبرات الهولندية في زراعة والعناية بالزهور.
واعتبر ان زراعة الزهور على مستوى العالم ذات جدوى اقتصادية لكنه طالب بضرورة المقارنة بين تكاليف الزراعة المحلية أو الاستيراد من خلال شراء الزهور وتكاليف شحنها حتى نعرف جدواها الاقتصادية بشكل محدد لا يسمح بالتكهنات.
وعن مميزات البيوت الزجاجية ذات التقنيات المتطورة قال بول إن هذه التقنية التي تقدمها بلاده للسعودية هي تقنية متطورة وتقلل التكاليف مقارنة بالبيوت المحمية البلاستيكية، مشيراً إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار عامل المياه الذي يعتبر العامل الرئيسي.
وأكد ان البيوت الزجاجية تعمل على توفير كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى تحكمها في الطقس وأجواء الإنتاج، معتبراً ان التقنية الحديثة التي تقدمها بلاده للسعودية تعمل على استمرار التنمية المستدامة في المياه، كما تقدم البيوت الزجاجية أعلى درجات الجودة وكميات عالية من الإنتاج.
ورداً على تساؤل الرياض حول التقنية الإسرائيلية في مجال الري والمكنات الزراعية كون إسرائيل متفوقة في هذا المجال و إمكانية تلبية حاجة الدول التي لا ترغب بالتعاون مع إسرائيل في هذا المجال لأسباب سياسية، قال بول إن إسرائيل متقدمة فيما ذكر في السؤال ولديها تقنية في المتطلبات الزراعية، لكن هولندا تمتلك تقنيات ذات جودة عالية وهي رائدة فيه، مؤكداً يمكنها أن تكون بديلا مناسبا متاحا للسعودية وغيرها من الدول التي لا ترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية مع إسرائيل.
ولفت إلى ان بلادة تعتبر ثاني دولة كمصدر غذاء للعالم، مؤكداً إن تحتل محل الرياده في المجال الزراعي، إضافة لتفوقها التقني في القطاع الزراعي بل انها مصدر من مصادر التقنية الزراعية في العالم.
وعن التعاون بين بلادة والسعودية في الزراعة قال بول إن بلاده تعاونت مع السعودية في توطين زراعة البطاطس محلياً حتى تمكنت السعودية من أن تصبح رائدة ومتقدمة في زراعة البطاطس، مشيراً إلى ان لديهم الكثير من المقترحات والأفكار التي يمكنها تطوير زراعة البيوت المحمية ومنافذ بيع المنتجات الزراعة التي أعجب بعملية تطوير الأسواق التي قامت بها شركة الرياض للتعمير من حيث النظافة والتنسيق، لكنه رحب بالتعاون من أجل زيادة التطوير.
وعن الزيارة للمملكة وأغراضها قال بول إن الزيارة شملت زيارة مواقع شركات زراعية تهدف إلى التعرف وبشكل وثيق بمجالات التعاون المستقبلية في حقل التعاون الاقتصادي في قطاع البيوت المحمية لتسير في خط متواز مع التاريخ الطويل للتعاون الوثيق في المجال الزراعي بين البلدين.
وشملت الزيادة الوقوف ميدانياً على بعض مشاريع الزراعية للقطاع الخاص ومشاريع حكومية تشمل أسواق الخضار والفواكه وعروض الزهور ونباتات الزينة، كما تضمنت لقاءات مع المسؤولين السعوديين لمناقشة إستراتيجية التعاون بين بلاده والمملكة.
وقال بول يود الهولنديون أن ينقلوا خبراتهم التي تنبع من موقعهم القوي في مجال الزراعة المحمية عالمياً إلى نظرائهم في المملكة من أجل تقديم خدمات انتاج مبتكرة إلى جانب اللوجستيات الخاصة بالحلول التجارية وأنظمة التعاون.
وأضاف ان التعاون الاقتصادي سريع ويتضح ذلك من خلال المدن الصناعية الجديدة الأمر الذي لفت أنظار الهولنديين وحثهم على البحث عن طرق المساهمة في التحديات التي تنتج عن هذه التطورات في المجالات الزراعية المحمية وإمدادات الغذاء.
مجلس الشورى يناقش وزير الزراعة حول غلاء المنتجات الزراعية ووقف قروض مشاريع تربية الأغنام
كتب - محمد الشيباني:
يناقش مجلس الشورى في جلسته العادية الثانية والثمانين التي سيعقدها يوم الأحد المقبل معالي الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم وزير الزراعة حول عدد من الأمور التي تدخل في اختصاصات وزارة الزراعة.
كما سيعرض المجلس على معالي وزير الزراعة شكاوى المواطنين واستفساراتهم التي وصلته عبر موقعه الالكتروني والتي بلغت أكثر من (30) سؤالاً تركزت حول عدد من الأمور منها: سبب ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية، وكذلك عن السبب في ايقاف قروض مشاريع تربية الأغنام، وجهود الوزارة في مكافحة الملاريا وردم المستنقعات في المنطقة الجنوبية من المملكة، بالاضافة إلى اقتراح بشأن انشاء هيئة مختصة بالطب البيطري، وهيئة أخرى لتسويق المنتجات الزراعية، كما طالب احد المواطنين بتكثيف الرقابة على المحاصيل الزراعية بعد رشها بالمبيدات الحشرية والتأكد من انتهاء مدة (التحريم) التي تعقب الرش والتي يمنع فيها بيع المنتوجات الزراعية، وكذلك عن تنظيم قطاع انتاج الدواجن وتفعيل الدور الرقابي على هذا القطاع. أوضح ذلك في تصريح ل"الرياض" مدير عام العلاقات العامة والإعلام في المجلس الدكتور عبدالرحمن بن عثمان الصغير مشيراً إلى ان مجلس الشورى انتهج الإعلان عن رغبته في استقبال استفسارات المواطنين التي ستطرح على الوزراء والمسؤولين وذلك يعود لما يمثله رأي المواطن من أهمية قصوى لدى المسؤولين في المجلس.