[عثمان الثمالي]

عمليات جني أرباح صحية تفقد السوق 25 ملياراً بضغط البنوك والكهرباء



تحليل : عائض المالكي

شهد سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع تراجعا عند مستوى 8603.10 نقطة وبخسارة أسبوعية بلغت -169.34 نقطة وبنسبة -1.93 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي والذي كان مرتفعا فيه بنسبة بلغت 7.29 في المائة ، وبهذا يكون السوق قد خسر اكثر من 25.93 مليار ريال خلال هذا الأسبوع لتتراجع قيمته السوقية الى 1.32 تريليون ريال مقابل قيمته الاسبوع الماضي عند 1.35 تريليون ريال.وكانت السمة الغالبة على تداولات هذا الأسبوع هي عمليات جني الإرباح التي قد بدأها مؤشر السوق يوم السبت الماضي بعد ملامسته او قربه من حاجز الـ9 آلاف ليجني أرباحه بشكل تدريجي متأثرا بشكل اساسي بتراجع قطاعي الكهرباء والبنوك مع الحفاظ على خطوط دعمه الأساسية وهي دلالة على كونها عمليات جني أرباح صحية ومطلوبة بعد الارتفاعات التي شهدها السوق خلال الفترة الماضية . اما على صعيد التعاملات الأسبوعية فقد شهدت انخفاضا طفيفا في مجملها حيث بلغت كمية الأسهم الأسبوعية المتداولة 1.95 مليار سهم مقابل 2.27 مليار سهم للأسبوع الماضي وبقيمة إجمالية مرتفعة بلغت 105.57 مليار ريال مقارنة بنحو 106.22 مليار ريال للأسبوع الماضي أبرمت فيها أكثر من 2.38 مليون صفقة مقابل 2.41 مليون صفقة للاسبوع الماضي. وبذلك تتراجع مكاسب مؤشر السوق منذ بداية العام الحالي(2007م) من 10.58 في المائة الى 8.44 في المائة بنهاية هذا الأسبوع ،ويكون قد انخفض بنسبة 58.31- في المائة وبخسارة -12031.76 نقطة منذ يوم( 25 فبراير 2006م) والمتمثلة في أعلى قمة وصل إليها المؤشر العام في تاريخه. من جهة أخرى، فقد شهدت أسعار النفط انخفاضا هذا الأسبوع في ظل توقعات المتعاملين بارتفاع مستوى مخزون النفط الأمريكي ، حيث أغلق سعر برميل نفط غرب تكساس يوم 13 مـارس مسجلاً 58 دولاراً بانخفاض قدره 2.6 دولار أو ما نسبته 4.3 في المائة عن سعره قبل أسبوع.

وعلى مستوى أداء القطاعات فقد شهدت ستة قطاعات تراجعا فيما ارتفع قطاعان آخران. وجاء قطاع الكهرباء متصدرا قائمة أكثر القطاعات انخفاضا من ناحية القيمة السوقية حيث خسر اكثر من 4.16 مليار ريال وبنسبة -6.78 في المائة لتتراجع قيمته السوقية الى 57.29 مليار ريال ، تلاه تراجع قطاع البنوك بنسبة بلغت -4.20 في المائة وبخسارة 19.4 مليار ريال لتتراجع قيمته الى 442.97 مليار ريال، قطاع الاتصالات انخفض هو الاخر بنحو 5.25 مليار ريال وبنسبة بلغت -2.82 في المائة لتتراجع قيمته السوقية عند 181.12 مليار ريال. يليه تراجع قطاع الخدمات بنسبة بلغت -2.39 في المائة وبخسارة بلغت 1.81 مليار لتصبح قيمته السوقية 74.17 مليار ريال. تلاه انخفاض قطاع الزراعة بنسبة بلغت -0.78 في المائة فاقدا بذلك 98.12 مليون ريال لتتراجع قيمته السوقية الى 12.54 مليار ريال، كما شهد قطاع الاسمنت انخفاضا طفيفا بنسبة -0.64 في المائة وبخسارة 426.5 مليون ريال لتتراجع قيمته السوقية الى مستوى 65.74 مليار ريال،من جهة اخرى شهد قطاع التأمين ارتفاعا بنسبة 2.03 في المائة وبزيادة بلغت 125 مليون ريال لترتفع القيمة السوقية لهذا القطاع عند 6.27 مليار ريال.تلاه ارتفاع قطاع الصناعة بنسبة بلغت 1.06 في المائة مضيفا الى رصيده اكثر من 5.10 مليار ريال لترتفع قيمته السوقية عند 487.59 مليار ريال.

وعلى مستوى 86 شركة تم تداول أسهمها خلال هذا الأسبوع ارتفعت أسهم 32 شركة، فيما تراجعت أسهم 49 شركة اخرى، وبقيت 5 شركات عند مستوياتها السابقة دون تغيير.وجاءت شركة اميانتيت متصدرة قائمة أعلى الشركات ارتفاعا بنسبة بلغت 24 في المائة ليرتفع سعر السهم عند 31 ريال، تلتها شركة البابطين بنسبة ارتفاع بلغت 21.13 في المائة عند 129 ريال، ثم الدوائية بنسبة 18.83 في المائة عند 71 ريال، يليها الدريس بنسبة ارتفاع بلغت 14.64 في المائة عند 103.75 ريالا، ثم الشرقية الزراعية بنسبة ارتفاع بلغت 13.54 في المائة عند 102.75 ريال. ومن جهة أخرى تصدرت شركة المتقدمة قائمة أكثر الشركات انخفاضا بنسبة -19.23 في المائة لتتراجع قيمة السهم عند 26.25 ريال، تلاها تبوك الزراعية بنسبة تراجع أسبوعية بلغت -18.44 في المائة عند مستوى 65.25 ريال، يليها تراجع المتطورة بنسبة -10 في المائة عند 54 ريالا ، ثم اعمار المتراجعة بنسبة -9.20 في المائة عند 19.75 ريال ، وكذلك تراجع مصرف الراجحي بنسبة بلغت -8.78 في المائة عند 98.75 ريال.

المكررات الربحية

يوضح الجدول المرفق مدى استمرارية جاذبية السوق للاستثمار كمكرر ربحي حيث وصل بإغلاق الأربعاء الماضي عند 17.32 مرة ، يتصدرها قطاع التأمين كأفضل قطاع يمتاز بانخفاض مكرره الربحي بعد وصوله بنهاية تداولات الاسبوع عند 13.40 مرة، تلاه قطاع الاتصالات بمكرر ربحية بلغ 13.42 مرة، ثم قطاع البنوك عند 15.23 مرة، يليه قطاع الاسمنت عند 17.83 مرة، ثم قطاع الصناعة بمكرر 18.49 مرة. تلاه قطاع الخدمات بمكرر ربحية مرتفع عند 36.6 مرة ، فيما جاء قطاع الزراعة بمكرر ربحية بلغ 49.36 مرة وهو مكرر مرتفع الخطورة .والجدول يبين مزيدا من التفاصيل عن افضل الشركات كمكررات ربحية.

التحليل الفني للسوق

تراجع مؤشر السوق خلال هذا الأسبوع من قمته الأسبوعية التي قد وصل إليها خلال تعاملاته يوم السبت الماضي بارتفاعه بالقرب من حاجز الـ9 الاف نقطة وبالتحديد عند مستوى 8956.05 نقاط ليجني أرباحه في ذات اليوم ويغلق بمستوى اقل من مستوى إغلاقه لليوم الأسبق له وهذا ما يسمى (باليوم الانعكاسي السلبي) الذي يدل على مواصلة السوق جني أرباحه للأيام التي تليه وهذا ما حدث بالفعل حيث استمر مؤشر السوق بالتراجع التدريجي متأثرا بشكل أساسي بتراجع قطاع البنوك بقيادة الراجحي وكذلك قطاع الكهرباء حتى وصل يوم الثلاثاء الماضي الى قاعه الأسبوعي عند مستوى 8331.88 نقطة وهو المستوى الذي لامس فيه خط متوسط الـ20 يوما حيث شكل له دعما جيدا ارتد منه صعودا بعد تغلب القوى الشرائية وتلاشي العروض لينهي تعاملات الأسبوع بعد ذلك فوق متوسطاته المتحركة وهذا امر جيد ان يحترم مؤشر السوق تلك المتوسطات والتي لا تزال تشكل دعما جيدا له كلما لامسها هبوطا وهي دلالة على استمرارية تواجد الثقة رغم التراجع ، اما على مستوى المؤشرات الفنية الأخرى فقد بدأ مؤشر التدفق النقدي يتخذ لنفسه مسارا أفقيا بتعديل مساره الهابط نتيجة دخول السيولة الشرائية وخاصة في سهم سابك خلال الاربعاء الماضي يدعمه عودة مؤشر القوة النسبية الى مساره الصاعد بعد خروجه من مناطق التشبع الشرائي ولكنه لا يزال بالقرب منه عند مستوى 66 وحده ، مؤشر (الاستوكاستك) يسير باتجاه هابط عند مستوى 45 بعيدا عن مناطق جني الأرباح الا انه لم يعط دلالة على انتهاء التراجع وخاصة ان مؤشر السوق لم يرتفع الا بدعم سهم سابك فقط في ظل تراخي القياديات الاخرى وهذا ما يتضح جليا في مؤشر الارون (Aroon up) والذي يقيس مدى قوة الترند الصاعد حيث يشير الى ضعف وتراخي مؤشر السوق باتخاذه المسار الهابط عند 71.42 وان كان ولا يزال فوق خط الـ70 ولم يعط اشارة سلبية واضحة بعد. اذا فان هذا التباين بين مؤشرات السوق الفنية دلالة على احتمالية حدوث تذبذبات للمؤشر خلال الاسبوع المقبل وان كانت التذبذبات التصاعدية هي المرجحة ولكن مع ذلك يجب مراقبة خطوط دعم مؤشر السوق والمتمثلة في متوسطاته المتحركة والتي يعد كسرها نزولا ولإغلاق دون ذلك إشارة لرفع مستوى الحذر وخاصة في الشركات الصغيرة ذات الطابع المضاربي والتي غلب على البعض منها عمليات التدوير بنهاية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.اما على مستوى نقاط دعم ومقاومة التي يجب مراقبتها خلال الاسبوع القادم فيواجه مؤشر السوق بمشيئة الله نقطة مقاومة اولى عند مستوى 8672 نقطة يليها مقاومته الثانية عند مستوى 8741 نقطة ثم مقاومته اسبوعية عند 8856 نقطة يليها حاجز الـ9 الاف، فيما يحظى بدعم اول في حال تراجعه عند مستوى 8505 نقطة يليها دعمه الثاني عند 8407 نقاط ثم دعم أسبوعي عند 8340 نقطة يليها حاجز الـ8 الاف وهو الأقوى.