تطبيق 80 بالمــائة من الخدمات بتطوير الموارد البشرية . . با وزيـر :
3 مليارات ريال لمشروع «التعاملات الالكترونية» و13 بالمائة نسبة مستخدمي « الإنترنت» بالمملكة
الخدمات الالكترونية تعالج تكدس المراجعين
حوار : حمود الحمود ( الرياض)
الخدمات الالكترونية تعالج تكدس المراجعين
تسيطر فكرة قيام الحكومة الالكترونية وتطبيقاتها وجاهزيتها على احاديث المختصين وبعض قطاعات المجتمع بعد أن لمس بعض الخطوات المتقدمة في بعض المصارف وبعض الجهات التي بدأت فعلاً في التعامل مع المواطن بواسطة جهاز الحاسب الآلي .. وترك الطرق القديمة من توفير ملفات وأوراق وأخيراً وقد لا يكون آخراً الذهاب إلى المنشأة ، ورغم ذلك تبقى بعض العقبات سواءً كانت اجتماعية أو ثقافية أو تقنية ،
«اليوم» التقت بمحلل النظم بقسم الوثائق الالكترونية المهندس سعيد بن عبد الرحمن با وزير ليلقي مزيدا من الضوء حول متعلقات الحكومة الالكترونية والتجربة السعودية في هذا المجال .. وخرجنا من خلال حوارنا معه بالحصيلة التالية :
التوعية بالحكومة الاليكترونية
* بداية . . يلاحظ في التجربة السنغافورية اعتماد مبلغ 25 مليونا لتثقيف المواطنين تجاه فكرة الحكومة الالكترونية بينما لا نجد برامج توعية لدينا حتى الآن . . ما الطرق المناسبة التي ترونها لبرنامج التوعية ؟
- قامت الجهات المعنية بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بوضع آليات ومنهجيات إعادة هندسة الإجراءات ، كما تم تعميم ضوابط المعاملات الإلكترونية وتم خلال السنوات الثلاث الماضية وضع برنامج متكامل واستراتيجية وخطط وتم رفع ميزانية مشروع التعاملات الإلكترونية والتي اعتمدت أخيراً بواقع 3 مليارات ريال وهناك العديد من برامج التوعية التي اعتمدتها الدولة على مستوى المملكة فعلى سبيل المثال لا الحصر المؤتمرات والملتقيات وورش العمل التي تناقش آخر التطورات ووضع المملكة في منظومة الحكومة الالكترونية والتي كان آخرها المؤتمر الوطني للتعاملات الإلكترونية ، الملتقى الثاني للخدمات الالكترونية بالمنطقة الشرقية ، منتدى الأعمال الحكومية الالكترونية الثالث وغيرها، تدشين البوابة الوطنية للتعاملات الإلكترونية الحكومية ، اعتماد قنوات الدفع الالكتروني في المدفوعات الحكومية ، خدمة التسوق بالإنترنت التي توفرها بعض البنوك المحلية ، اعتماد منهج الحاسب الآلي للمرحلة الابتدائية ، تفعيل تخصصات تقنية المعلومات في الجامعات السعودية.
ضعف عدد المستخدمين
* تبقى الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) عاملا مهما في الوصول إلى الحكومة الالكترونية .. فعلى الرغم من جاهزية المملكة وبنسبة 41.05 بالمائة اظهرت إحصائيات يونيو 2006م ضعفا في عدد المستخدمين حيث لم يتجاوز العدد 10.8 في المائة . ، ما أسباب قلة المستخدمين في رأيكم ؟
- الملاحظ أن هناك تقدماً ملحوظاً في جميع أجهزة الدولة في تطبيق التعاملات الإلكترونية حيث نجد أن جميع الأجهزة شرعت في إنشاء وتطوير واجهة لها على الشبكة العنكبوتية. كما تم في المؤتمر الوطني للتعاملات الإلكترونية تدشين عدد من الخدمات الإلكترونية رسمياً والتي تمس حياة المواطن والمقيم .. فعلى سبيل المثال لا الحصر وزارات الداخلية ، الخارجية ، العمل ، التجارة والتأمينات الاجتماعية وغيرها من القطاعات الحكومية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك نجد أن عددا من إمارات المناطق وبتوجيه من أصحاب السمو الملكي الأمراء قاموا بإنشاء واجهات خدمية إلكترونية بحيث يتسنى للمواطن والمقيم تقديم ومتابعة معاملاتهم من خلال الشبكة العنكبوتية أو الرسائل القصيرة أو الأجهزة التي تم توفيرها في مراكز استقبال الجمهور .. ونذكر على سبيل المثال إمارة منطقة المدينة المنورة ، مكة المكرمة ، المنطقة الشرقية والرياض وغيرها.وطبقاً للإحصائيات الأخيرة فإن نسبة مستخدمي الإنترنت نمت بشكل متزايد في الآونة الأخيرة حيث تشير احصائيات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة وصلت في نهاية العام 2006م إلى 13بالمائة مقارنة بـ 10.8 بالمائة في شهر يونيو 2006م. وقد ورد في تقرير (Nielsen//NetRatings , ITU , Computer Industry Almanac) أن نسبة مستخدمي الانترنت في المملكة تضاعف إلى نحو اثني عشر ضعفا خلال الفترة من العام 2000 حتى العام 2007م. كما تشير الإحصائيات إلى تضاعف عدد مستخدمي الانترنت في الشرق الأوسط إلى نحو خمسة أضعاف خلال الفترة من العام 2000 حتى العام 2007م. مما يعكس وعي المواطن عن هذه الخدمات الإلكترونية.
ثلاثة عوامل جاذبة
* من خلال دراستكم التي أجريتموها عن وعي المجتمع في التسوق عبر « الانترنت» ما ابرز العقبات التي حالت دون استخدام هذه التقنية ؟
- دعني أجب عن الحوافز التي تقود لاستخدام هذه التقنية. في دراسة لمركز «جارتنر» للأبحاث فإن الخطوة الأولى لزيادة مستخدمي الإنترنت هي أن تميّز ثلاثة عوامل تجلب المواطنين لاستخدام الإنترنت اولها الراحة والثقة بالتعاملات الإلكترونية اذ إن إجراء صفقة عن طريق الإنترنت يستثمر الوقت والمال وكذلك بالنسبة للتعاملات الحكومية من حيث النماذج الإلكترونية للرخص والمدفوعات الحكومية. وثانيها القيمة الملموسة من الأعمال الإلكترونية، حيث إن أداء الأعمال إلكترونياً يعطي أمرا ملموسا غير متوافر في قنوات الاتصال الأخرى ويمكن بذلك اتخاذ قرارات أكثر دقة.وثالثها القيمة المعنوية وذلك من خلال تأسيس خدمة تقدير المستخدم للخدمات المقدمة وإنشاء منتدى للموقع تتم من خلاله مناقشة المواضيع ذات العلاقة وأخيراً إنشاء واجهة محفزة للموقع.
وقد أكدت الدراسة أنه في العام 2010م أكثر من 80 في المائة من الحكومات التي تركز خدماتها على الإنترنت في خلق القيمة المعنوية لمواطنيها ستحصل على زيادة تقدير واحترام وولاء مواطنيها لها بنسبة خمسة أضعاف».
الأمن الاليكــــــتروني
* الأمن الالكتروني يبقى قضية شاغلة بال الراغبين في دخول التجارة عبر الشبكة العنكبوتية . . ترى كيف يتم التغلب على مثل هذه المشكلة ؟
- قضية الأمن الالكتروني تحتاج إلى موضوع مستقل وباختصار يمكننا التغلب على هذه المشكلة من خلال توفير الإطار القانوني الذي يضمن للمستفيد من هذه الخدمات سرية المعلومات الذي يعطيها للنظام الإلكتروني مما يحفظ خصوصية المواطن وأسرته من جهة ويضمن جودة المشتريات المنفذة من خلال الشبكة العنكبوتية مما يحمي المستهلك من جهة أخرى .. كذلك وضع ضوابط وقوانين للتعاملات الإلكترونية والتوقيع الإلكتروني.
تطوير قدرات المستخدمين
* طالبتم بوضع برنامج واضح المعالم للتحول للمجتمع الالكتروني ، . ما ابرز معالمه ؟
- مفهوم الخدمات الإلكترونية يعني أكثر من تطبيق التقنية بحد ذاتها. طبقاً لإحدى الدراسات فإن التطبيقات الناجحة للخدمات الإلكترونية تشير إلى أنه أكثر من 80 بالمائة من الجهود يجب أن تعطى لتطوير كفاءات المستخدمين وإعادة هيكلة أعمال المنشأة، بينما تصرف 20 بالمائة من الجهود إلى التقنية. إن بناء وتطوير قدرات المستخدمين لا تشمل فقط تبنيهم هذه المهارات، وإنما قدرتهم على التغيير وإدارة التغيير في قطاعاتهم. لذلك فإن بناء المجتمع المعلوماتي لا يعتبر مسؤولية سهلة كما يعتقد البعض.
إن بناء المجتمع المعلوماتي يشمل عدة محاور والتي تعتبر تحدياً في منظومة التحول تشمل إدارة التغيير .. وتغيير ثقافة المجتمع، إعادة هندسة الإجراءات بالإضافة إلى تطوير الموارد البشرية وتوعية المجتمع. ولأن 80 بالمائة من تطبيق الخدمات الإلكترونية الناجحة تكمن في تطوير الموارد البشرية وإعادة هيكلة الأعمال إذاً فلا بد من التأكد من تطبيق أسس توعية المجتمع من خلال تطوير مناهج وكوادر التعليم في التخصصات المعلوماتية، تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس في مجال تقنية المعلومات، ربط المدارس في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بشبكة محلية متكاملة ، تدريب وتنمية مهارات الأفراد لكي يتمكنوا من إعادة تصميم عملياتهم الخاصة في ظل الخدمات الإلكترونية ، قياس الرؤى بالنسبة للجمهور والموظفين بالوزارات والدوائر الحكومية للوقوف على مستوى الرضا. كما أن هذه الخطط يجب أن تتعدى نطاق المدن الكبيرة وعواصم المناطق لتصل إلى المحافظات.
تجربة أرامكو السعودية
* ارامكو السعودية لها تجربة مختصرة في مشوار خدماتها الالكترونية . . هل يمكن الاستفادة من تجربتها وتطبيقها بشكل عام؟
- على الرغم من أن الشغل الشاغل لأرامكو السعودية هو في مجال تطبيقات الزيت والغاز إلا أن إدارة الشركة قامت بإنشاء وإعداد مجتمع رقمي في محيطها. فمنذ أوائل التسعينيات قامت الشركة بإدخال التقنيات الالكترونية في ادارة أعمالها آلياً. وعلى سبيل المثال في مجال التنقيب وتوجيه أجهزة الحفر عن بعد باستخدام وسائل الاتصال بالاقمار الصناعية، إتمام شراء المواد، الأعمال المالية المحلية والدولية، متابعة شؤون الموارد البشرية، السجلات الطبية وربطها الكترونيا بالمستشفيات العامة الخاصة المتعاقدة معها الشركة، توفير برامج التعليم الالكتروني من خلال الشبكة الداخلية للشركة، توفير البرامج التفاعلية للموظفين للأنظمة الالكترونية الجديدة وغيرها. وتأتي مشاركة أرامكو السعودية المتنوعة للمجتمع ورعايتها ودعمها لمؤتمرات تقنية المعلومات استجابة فورية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين التي تدعو إلى تبني وسائل تقنية المعلومات بهدف تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع المعلوماتية.