عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2007   رقم المشاركة : ( 2 )
كريم السجايا
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 714
تـاريخ التسجيـل : 08-12-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 386
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : كريم السجايا يستحق التميز


كريم السجايا غير متواجد حالياً

افتراضي رد : قراءة في الموقف الأمريكي من أزمة دار فور / منقول

بترول دارفور .. مطمع أمريكا الخَفِيّ

بسيوني الوكيل 9/11/1425
21/12/2004


تضع الولايات المتحدة عينها على أفريقيا لانتهاز أي بارقة أو فرصة يمكن أن تحصل من خلالها على البترول، ولذلك كان لابد أن يكون لدارفور حظ من هذا الاهتمام الأمريكي الذي يتضح في التدخل السافر وإثارة النزاع داخل المنطقة كوسيلة للسيطرة والتحكم المستقبلي؛ فالإدارات المعنية في الولايات المتحدة الأمريكية مثل وزارة الداخلية ووكالة الاستخبارات الأمريكية ومجلس الأمن القومي على علم دقيق بالأبحاث الجيولوجية التي أُجريت في جامعة برلين في عقد التسعينيات من القرن الماضي‏,‏ وتحت إشراف البروفيسور كليتش والتي تمّت حول الجزء الشمالي الغربي من السودان‏,‏ قرب نقطة الفصل الحدودية بين مصر والسودان، ثم تشاد والسودان‏ حيث أكدت هذه الأبحاث عمق الطبقات الجيولوجية وبعدها في التاريخ‏,‏ وتلك دلالة وافية ذات مصداقية عالية تبرز أن التراكيب الجيولوجية لأرض السودان تحمل في باطنها واحدة من أفضل المناطق البكر في العالم المحمّلة بالبترول مرتفع الجودة‏.‏
وقد تركزت الاحتمالات القوية للنفط في(‏13‏) منطقة‏,‏ وكان اللافت للنظر أن أكبر هذه البلوكات منطقة دارفور وتشمل مساحة (‏52‏) ألف كيلو متر مربع، وحسبما يؤكد (روبرت مورفي) مستشار وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية فإن النفط الإفريقي هو من النوع (الأوف شور) أي بمنأى عن أي اضطرابات سياسية أو اجتماعية محتملة.
11 سبتمبر مفرق الطرق لدارفور

ومن المعتقد أن أحداث 11 سبتمبر كانت مرحلة تاريخية فاصلة فالسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية اختلفت كثيراً بعدها عما قبلها، فكان لدارفور حظٌ كبير من هذا التحول، حيث أعلن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي عام‏2001‏ سياسة الطاقة الأمريكية‏,‏ واعتبر أن النفط الإفريقي بمواصفاته النوعية العالية‏,‏ ونسبة الكبريت المنخفضة فيه‏,‏ بات يشكل سوقاً متنامية لمصافي النفط على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية‏، ومنذ أحداث‏11‏ سبتمبر‏ 2001‏م قامت الولايات المتحدة بتعديل العديد من توجهاتها الاستراتيجية خصوصاً في مجال النفط والغاز‏ حيث نظمت وزارة الخارجية الأمريكية مؤتمراً ضخماً تحت عنوان المائدة المستديرة للاستثمار عن الطاقة والثروة النفطية وبخاصة‏:‏ النمو والإمكانات الاقتصادية في إفريقيا والذي عقد بمقر الخارجية في شهر فبراير عام‏2002، كان هذا المؤتمر قد أقر السياسة الاستثمارية الأمريكية في أفريقيا‏,‏ وقد ذكر كولن باول وزير الخارجية في خطابه الافتتاحي‏:‏ أن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت طريق الالتزام بإفريقيا وبأنها سترصد من الإمكانيات ما تحتاج إليه القارة، والتي أهملها الأوروبيون (لاحظ ذلك‏!)‏ طويلاً ‏فأفريقيا هي الرهان والبديل الرابح لأمريكا على المديين القصير والمتوسط‏؛‏ لأنها لا تشكل بديلاً لمصادر الطاقة فحسب‏,‏ بل ستكون الاحتياطي الاستراتيجي المضمون في كل شيء‏,‏ فالمصلحة الأفريقية المتنامية بشكل لافت‏ تترافق مع المنطق التقديري لاثنين من صقور الإدارة الأمريكية‏,‏ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد والآخر نائبه بول فولفتير‏,‏ ووجهة نظرهما أن نفط أفريقيا يشكل جزءاً من النظرية القائلة: إن أمريكا يجب أن تتوقع وتحسب حسابات المفاجآت التي يمكن أن تأتي من أي مكان‏.‏

تنافس أمريكي- أوروبي

ويبدو أن الصراع الأمريكي الأوروبي غير المعلن قد لحق دارفور فهناك تسابق بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ـ خاصة فرنسا ـ على الدفع بالشركات البترولية المنتمية لكلا القطبين إلى الحصول على امتيازات تنقيب في منطقة دار فور‏,‏ وقد رأت الإدارة الأمريكية ضرورة السبق في دخول المنطقة وإبعاد النفوذ الأوروبي‏,‏ خاصة النفط موجود في باطن أراضي منطقة دارفور السودانية منذ فترة طويلة.
وقد دشن الرئيس السابق بيل كلينتون‏‏ السياسة البترولية الأمريكية تجاه أفريقيا أثناء فترة حكمه، واستهدفت محاصرة النفوذ الفرنسي التقليدي في القارة، وقد تغلغل النفوذ الأمريكي خلال السنوات الأخيرة في الكونغو برازافيل وساحل العاج وجيبوتي التي تستقبل قاعدة عسكرية أمريكية تضم نحو(‏1600‏) جندي وأخيراً بوروندي‏.‏
وكانت الزيارة التي قام بها الرئيس جورج بوش في يوليو‏2003‏ إلى بعض دول القارة الأفريقية‏,‏ وقد اختار في بداية زيارته السنغال‏,‏ وهي قلعة الفرانكفونية‏,‏ وقد اجتمع فيها برؤساء دول الأكواس ومعظمها تنطق بالفرنسية‏,‏ وهي رسالة من الولايات المتحدة لفرنسا بعزم الأولى على الانفراد بأفريقيا‏، وقد طلبت الإدارة الأمريكية ألا تدخل الدول الأفريقية المنتجة للنفط في عضوية منظمة أوبك مقابل منافع استراتيجية من الولايات المتحدة‏، كما أن هناك صراعاً ما بين المصالح النفطية الأمريكية والمصالح النفطية الأوروبية حول الجزائر‏,‏ خاصة أن الرقعة الجغرافية للدولة كبيرة‏,‏ ونفوذها في شمال القارة الأفريقية له وزنه‏,‏ وترى الإدارة الأمريكية أن الحجم الحقيقي لإمكانيات الجزائر النفطية لم يظهر حتى الآن‏,‏ والرهان الأمريكي عليها كبير‏.‏
‏ ولذلك كان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الشخصية الأبرز في التعامل مع ملف دارفور؛ ذلك أن ملف السودان يقع تحت مسؤولية الخارجية ويُدار بصفة مباشرة بواسطة وولتر نستاينر مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية‏,‏ وهو الذي أشرف على تطبيق تقرير دانفورث وخاصة الشق البترولي لتقسيم عوائد النفط بين الجنوب الشمال‏.‏

‏دارفور مدخل لبترول القارة

يعتبر نفط دارفور جزءاً مهماً من السياسة البترولية الأمريكية تجاه إفريقيا والهيمنة الأمريكية على الأنشطة البترولية داخل القارة الأفريقية‏ التي توفر أكثر من‏11‏% من الإنتاج العالمي للنفط‏.‏‏
فقد قدر مؤتمر التجارة والتنمية مجمل احتياطي القارة الأفريقية من النفط بنحو‏(80‏) مليار برميل أي ما نسبته ‏8‏% من الاحتياطي العالمي للخام‏,‏ وسوف تستورد الولايات المتحدة الأمريكية من الآن وحتى عام‏2015‏ ما نسبته‏25‏%‏,‏ من احتياجاتها النفطية من الصحراء الأفريقية، والاستيراد الحالي يمثل ‏16‏%.‏
ويستهدف النشاط الأمريكي مجموعة من الدول التي اختيرت بعناية كبيرة وهي‏:‏ السودان، تشاد، أنجولا، موريتانيا، نيجريا، غينيا الاستوائية، الجزائر‏,‏ وذلك لوجود إمكانيات بترولية كبيرة لديها، وموقعها المتميز من الناحية الجغرافية بالنسبة لاستخراج وخروج النفط الخام بسهولة إلى الأسواق الدولية، ومركزها الاستراتيجي على صعيد الصراع الدولي حول الموارد‏، جودة النفط المستخرج وارتفاع نسبة نقاء الخام‏.‏
فمن المتوقع أن يرتفع رقم صادرات السودان إلى (‏600‏) ألف برميل بحلول عام‏ 2005‏، وسيرتفع الرقم إلى مليون برميل يومياً خلال عامين بعد ذلك‏,‏ علما بأن الاحتياطي المعروف من النفط الخام يوازي 1% من الاحتياطي العالمي‏، فيما تعتبر أنجولا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في الصحراء الأفريقية بعد نيجيريا ويبلغ إنتاجها من الزيت الخام (0‏95‏) ألف برميل أي نحو‏1.3‏ % من إجمالي إنتاج الزيت العالمي.
وتعتبر أنجولا من أكبر الدول الأفريقية المصدرة للزيت الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

اهتمام خاص بنيجيريا

بالنسبة لنيجيريا فتولي الولايات المتحدة اهتماماً خاصاً بهذه الدولة‏‏ نظراً لاتساع رقعتها الجغرافية من جهة ولموقعها الاستراتيجي داخل القارة الأفريقية‏,‏ وكذلك الحجم السكاني الكبير والنسبة الكبرى من المسلمين فيه‏,‏ ثم لمكانة نيجريا البترولية داخل منظمة أوبك‏.‏
ومن المتوقع زيادة طاقة نيجيريا الإنتاجية إلى أكثر من (‏3‏) ملايين برميل يومياً خلال الفترة من‏2004‏ ـ‏2006,‏ ولكن وجودها داخل أوبك يقيدها بحصة إنتاجية لا تزيد على(‏1.9‏) مليون برميل يوميا‏ً، في حين تنتج الجزائر (‏1.2‏) مليون برميل نفط في اليوم‏,‏ وإمكانياتها كبيرة جداً من الغاز‏,‏ وهي من أكبر مصدريه إلى الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏

أعضاء جدد في النادي البترولي

موريتانيا‏,‏ وغينيا الاستوائية وتشاد لم تكن معروفة من قبل على الخريطة البترولية‏,‏ وقد شهدت السنوات الأخيرة اكتشافات بترولية مثيرة للانتباه‏,‏ كمؤشرات على أن القارة الأفريقية واعدة وحبلى بالثروة النفطية‏، وتشير الدراسات إلى أن إنتاج موريتانيا من النفط سيصل إلى(‏85‏) ألف برميل يوميا‏ً,‏ وقد بدأ التجمع المتعدد الجنسيات في حفر أول بئر بحقل شنقيط لتأكيد تقديرات سابقة عن وجود احتياطيات تقدر بـ (‏95‏) مليون برميل من النفط‏.‏
وبالنسبة لتشاد‏,‏ فقد بدأت إنتاج أول برميل من النفط في شهر يوليو‏2003‏ من حوض دوبا بالجنوب والإنتاج الكبير سيكون في هذا العام‏,‏ ومن المتوقع أن يصل الإنتاج اليومي في تشاد عام ‏2006‏ إلى(‏225)‏ ألف برميل‏.
أما بخصوص غينيا الاستوائية‏,‏ فمن المتوقع أن تؤدي سلسلة الاكتشافات الجديدة إلى زيادة إنتاجها إلى أكثر من(‏300‏) ألف برميل‏‏ يومياً هذا العام خاصة من الحقول الواعدة‏‏ في سيبا وزافيرو‏.‏
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس