بعد التداول
(سوق الحسايف) أبلغ وصف لسوقنا خلال عامين
عبدالله الجعيثن
خلال العامين المنصرمين مر سوق الأسهم السعودية بأعاجيب لم يمر بها في تاريخه كله..
ومر بها عبر طريق مزدوج:
في مؤشر السوق كله..
وفي أسعار شركاته كلها وخاصة الخشاش..
ولكي يرى من لم ير هذه العجائب المدهشة ما عليه إلا أن يرجع لأرشيف تداول ويطلب أعلى سعر وأقل سعر خلال عام - ويفضل أن يكون السهم خشاشياً - ليرى الفرق يكاد يصرخ على الشاشة، وليطلب -إذا أراد المزيد من العجب رسماً بيانياً لحركة السهم فسوف يرى استعراضاً بهلوانياً لطائرة فاقدة الاتجاه ترتفع إلى الأعالي ثم تهوي إلى أسفل سافلين..
وتلك الأسعار الشديدة التقلب والبعيدة المسافة بشكل شاسع شاسع بين أعلى سعر وأدنى سعر ليست مجرد أرقام صماء ولا رسوم بيانية بكماء بل طوت تحتها مئات الآلاف من المآسي والقليل من الأرباح الخيالية ولو نطقت الأرقام الصماء لتحدثت بالعجب عمن شرى بأعلى الأسعار وباع بأدناها، والعكس صحيح في كوميديا سوداء لم تكتمل فصولها بعد وأصلاً لم تكتب قصتها بعد، وإنما وضع لها العنوان العريض:
"سوق الحسايف"..
حتى إن كثيراً من المتداولين حوروا بيت خالد الفيصل الشهير:
يا زمان العجايب وش بقى ما ظهر؟..
إن شرينا ندمنا وإن وقفنا قهر!!..
وهذا كله يعود إلى فقدان السوق للنضوج فهو يشبه المهر الأهوج الشاب الذي يقفز القفزات الهائلة ويسقط السقطات الخطيرة..
ولا يعود عدم نضوج السوق لمجرد كونه من الأسواق الناشئة، ولكن يعود لمئات الألوف الذين اندفعوا لهذا السوق بدون خبرة ولا وعي بل لمجرد أنهم ربحوا أضعافاً في الاكتتابات الأولية وخاصة الاتحاد والبلاد..
ولن ينضج السوق ويأخذ مجراه الواقعي، إلا إذا أصبح عميقاً شركاته المدرجة كثيرة جداً تناسب اقتصاد المملكة بحيث يستعصي على ألاعيب المضاربين وحيل "الجروبات"..
